الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم ( إنتزعت من حضنها) يفضح سياسة الرئيس الامريكي السابق -دونالد ترامب - إتجاه المهاجرين ،

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2021 / 12 / 2
الادب والفن


TORN FROM HER ARMS

علي المسعود
طغت الهجرة الشرعية وغير الشرعية على الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2018 ، ولم تنبع الأحداث من مفهوم الهجرة نفسه، بل من الأحداث التي شهدتها البلاد جراء سياستها الجديدة من قبل إدارة دونالد ترامب التي تؤمن بضرورة تغيير قوانين الهجرة لتقليل عدد المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة كل عام، ومنذ تولي الرئيس المريكي دونالد ترامب منصب رئاسة البلاد في 20 يناير/كانون الثاني 2017، بدأت إدارته بتطبيق سياسات جديدة تجاه الهجرة تتناسب مع وعود قطعها خلال حملات السباق الرئاسي . وشملت سياسته فرض قيود على دخول المسلمين من عدد من الدول الإسلامية والعربية، ولكن سياسته المتشددة ضد الهجرة بلغت ذروتها من خلال تأمين الحدود الأمريكية –المكسيكية . وانتشرت قضية فصل الأطفال عن ذويهم في عام 2018، والتي كانت من أكثر القضايا المثيرة للجدل في الولايات المتحدة والعالم ، حين قررت إدارة ترامب فصل أكثر من 2600 طفل عن ذويهم من المهاجرين غير الشرعيين ووضعهم في مراكز احتجاز منفصلة في مشهد هز الرأي العام الأمريكي والعالمي . ولم تكتف إدارة ترامب بذلك فحسب، بل نشرت 8000 جندي من الجيش الأمريكي على الحدود الجنوبية، لمواجهة قوافل المهاجرين الكبيرة التي كانت قادمة من أمريكا الجنوبية لدخول الولايات المتحدة عبر حدودها مع المكسيك. وازداد الجدل بعد إعلان ترامب صدور إجراءات يحرم من خلالها من يدخل البلاد بصورة غير شرعية حق طلب اللجوء السياسي، مستغلا صلاحية حماية الأمن القومي الأمريكي، لتعطيل الحماية السياسية والإنسانية التي توفرها الولايات المتحدة لطالبي اللجوء السياسي الذين تمكنوا من دخول أراضيها . ووصف ترامب اللاجئين بأنهم غزاة مدعومون من مجرمين يسعون إلى احتلال البلاد ، واستهجن ذلك عدد من المؤسسات المدافعة عن المهاجرين. وخلقت سياسات الإدارة الجديدة تجاه الهجرة غير الشرعية في الحدود الجنوبية اهتماما كبيرا في وسائل الإعلام . وضمن الاطار نفسه (فصل الاطفال عن ذويهم) واستنادا على قصة حقيقية يكون محورفيلم المخرج المكسيكي "ألان جونسون" ( أنتزعت من حضنها )، يصور هذا الفيلم الذي جاء في الوقت المناسب القصة الحقيقية المروعة لأم وابنتها اللتين يجب عليهما العودة إلى بعضهما البعض بعد الانفصا ل. سيندي مدريد (مولينا) وابنتها خيمينا (نونيز) البالغة من العمر ستة أعوام ، اللتين فرتا من العنف في السلفادور بحثًا عن الأمان في الولايات المتحدة ، ليتم فصلهما على الحدود. جزء من سياسة عدم التسامح المطلق لدى الإدارة. يفتتح الفيلم من الحدود المكسكية – الامريكية . عائلة مكونة من خمسة أفراد تمشي لمدة 17 يومًا في الصحراء في محاولة لعبورالحدود. طفلة ذات الستة أعوام تشكو لامها شدة الاغياء والتعب و الام تحاول ان تصبرها وتأملها في اللقاء في خالتها المقيمة في مدينة بوسطن ، حتى تفاجئ بمجموعة من حراس الحدود الذين يلقون القبض عليهم . يتم فصل الأسرة ونقلها إلى مركز احتجاز تكساس . تحتجزالأم وابنتها وإعطائهم بطانيات للتدفئة طوال الليل . في اليوم التالي يتم تجميع الأطفال وإخراجهم . سيندي تصرخ في الضباط مطالبة بمعرفة إلى أين يتم أخذ ابنتها . تبكي "خيمينا" وهي تُجر بعيداً عن والدتها. سيندي يتم نقلها إلى منشأة أخرى تبدو أشبه بالسجن ، ترحل الطفلة خيمينا إلى منشأة خاصة للأطفال ، في مركز احتجاز في براونزفيل في مدينة تكساس،هناك ، يُعطى كل واحد منهم بطانيات صغيرة ووجبتان في اليوم ويُسمح لهما بالخروج لمدة ساعة واحدة فقط . يشتكي طفل نزيل من أن "الطعام رديء ونخشى الحراس". يعامل الحراس تهمهم الشابة مثل الجناة من دون البشر . والتي تبدو مرعبة بينهم ألام "سيندي"وطفلتها (خمينيا) ذات 6 سنوات التي تم احتجاز سيندي وخيمينا في مراكز احتجاز في ولايات مختلفة ، وقد عانوا من ظروف معيشية غير إنسانية ورعاية طبية غير كافية ، لكن هذا لم يكن شيئًا مقارنة بالضربة العاطفية نتيجة الانفصال . وستحظى قصتهم باهتمام قومي عندما سربت أحدى الحارسات شريطًا صوتيًا مؤلمًا لخيمينا البالغة من العمر ست سنوات وهي تبكي على والدتها الى الصحفية جينجر تومسون. نبهت حملة وسائل الإعلام التي أثارتها قصة جينجر إلى الأعمال الوحشية التي تُرتكب ضد العائلات المهاجرة غير الموثقة على الحدود. هربت سيندي وابنتها خيمينا البالغة من العمر ست سنوات من العنف في السلفادور ، لكنهما انفصلا على الحدود كجزء من سياسة الإدارة عدم التسامح التي أطلقها الرئيس السابق ترامب في فترة رئاسته. نقلت الصحفية الحائزة على جائزة بوليتسر" جينجر تومسون" وتقوم بدورها الممثلة والمغنية الكندية – الامريكية (غلوريا ريوبن) قصتها بعد أن سُرب اليها شريطا صوتيا مؤلمًا للطفلة خيمينا البالغة من العمر ست سنوات وهي تبكي على والدتها. عملت جينجر مع محامية الهجرة في تكساس" ثيلما غارسيا" وتقوم بدورها الممثلة الامريكية (جودي رييس) بلا كلل من أجل لم شمل الزوجين . ثيلما غارسيا هي أم عاملة لديها زوج محب هو أليخاندرو وإبنة محبة للحيوانات ، وهي ناشطة متفانية ، تؤكد ثيلما جارسيا (جودي رييس) محامية الهجرة في تكساس التي تتولى قضية سيندي وخيمينا مجانً "إنه تعذيب كبير حين ينتزع الطفل أوالطفلة من احضان ألأم ولا يخبر الوالين بمكان وجود أطفالهما". المحامية ثيلما تتلقى الدعم من عائلتها وأهلها ، بما في ذلك شقيق ثري ("أنا أساعد الأغنياء على أن يصبحوا أكثر ثراء وأنتِ تقومين بعمل عظيم في مساعدة هؤلاء اللاجئين " وهو الذي يشتري لها سيارة فاخرة لكنها تستبدلها في النهاية من أجل الحصول على أموال كفالة ألام سيندي . جينجر تومسون تعمل مراسلة صحفية وتعاني من إرهاق شديد وتتطلع لقضاء إجازة مع زوجها . حتى تتلقى رسالة مع تسجيل صوتي من من حارسة تدعى ستيلا تعمل في منشأة الأطفال ، تتطلع "جينجر" إلى تعقب خالة الطفلة "خيمينا"وتلغي إجازتها وتستمر في متابعة القضية. عندما شاهدت المحامية ثيلما القصة الإخبارية من على شاشة التلفاز، أخبرت سيندي أنهم وجدوا ابنتها وإنهم يعملون معًا لاستخدام نظام المحاكم لإعادة لمً شملهم وهي مهمة تبدو مستحيلة في ظل التشديد حيال المهاجرين . تتعاون ثيلما وجينجر لمساعدة سيندي وإبنتها خيمينا على لم شملهما. لقد نجحوا بسرعة كبيرة في جمعهم على الهاتف معًا . على جانب الاخر ، يبين الفيلم الاصوات النشاز من فم المتطرفين دلالة على المناخ السياسي السائد في فترة حكم الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، مثل مذيع أخبار تلفزيوني يصرخ عن "الآباءالذين هم مجرمون ، والمهاجرون غير الشرعيين الذين يعرضون أطفالهم للخطر". في هذه الأثناء ، يجب على سيندي اجتياز "مقابلة غير الموثوق بها"! ، من أجل تجنب الترحيل بدون تواجد المحامية ثيلما ، تشرح سيندي لمسؤولة غير متعاطفة معها مشكلتها وأسباب هروبها من السلفادور . يتم إطلاق سراح سيندي. ولكي تسترجع (سيندي) طفلتها يتعين عليها إجراء اختبار الحمض النووي لإثبات خييمينا هي ابنتها قبل لم شملها . وفي النهاية تٌسأل (سيندي) في مقابلة تلفزيونية لماذا أردت المجئ الى الولايات المتحدة ؟ أجابت : لاتاحة الفرصة لأبنتي من أجل حياة أفضل ومستقبل أفضل . وبعد فترة ستة أشهر تظهر الام سيندي مع أبنتها خيمينا في هيوستن ، تلهو معها وتخبر الطفلة أمها بانها حصلت على درجات وعلامات ممتازة في المدرسة. ونتجة لردود الافعال تم غلق مركز احتجاز فينيكس في خريف عام 2018 ، بعد اتهامات بارتكاب أنتهاكات جنسية وجسدية ، بعد أن تم فصل 2300 طفل مابين 5 من شهر مايو وحتى 9 حزيران في عام 2018 ، وبحسب تقرير حكومي هناك أكثر من 2000 غير مسجلين منفصلين عن أهلهم الى ألان . وتواصل ثيلما غارسيا المحامية مساعدة المهاجرين الذين يطلبون اللجوء الى الولايات المتحدة الامريكية . ولازالت الصحفية جينجر تومسون تقدم التقارير الى بروبوبليكا , وتواصل خمينا دراستها وتحلم بأن تصبح محامية عندما تكبر. الفيلم مخصص لزوج ثيلما( اليخاندرو أليكس- 1961-2021) الذي رحل هذا العام .
عند أللجوء والوصول إلى أرض جديدة ، يجد المهاجر صعوبات عديدة ، فالثقافة مختلفة والناس مختلفون . في البداية يشعر المرء حقًا بالغربة. ومع ذلك ، فإن أعظم القصص تدور حول كيفية تكيف هؤلاء الأشخاص مع طريقة الحياة هناك. حين يتمكن بعض الأشخاص من الوصول إلى أعلى المراتب في المجتمع ، مما يجعل قصص نجاححهم حديث الصحافة ، ولكن في الغالب ، يميل البعض إلى التهميش ويكافحون من أجل التوفيق بين طريقة الحياة التي كانوا على دراية بها وطريقة جديدة للحياة في أرض جديدة . ثم يمضي هذا لتشكيل تجربة المهاجرين . كانت هناك العديد من الأفلام التي توثق أو تحكي حكايات عن تجربة المهاجرين وحياة المهاجرين غير الشرعيين و من هذه الافلام فيلم ( إنتزعت من حضنها ) رغم أن الفيلم يركز على الاجراءات التعسفية لادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب إتجاه المهاجرين لكنه يخاطب غريزة الامومة . الفيلم مقتبس عن قصة سيندي مدريد التي فرت في عام 2018 مع ابنته خيمينا فالنسيا مدريد البالغة من العمر ست سنوات من عنف العصابات في السلفادور إلى الولايات المتحدة عندما وصلوا إلى حدود الولايات المتحدة في تكساس ، طلبت سيندي اللجوء. بعد ذلك ، فصلها عناصر حرس الحدود عن ابنتها بموجب سياسة الهجرة الصارمة لإدارة ترامب. اجتمعت سيندي في النهاية مع ابنتها . تعيش سيندي وخيمينا حاليًا في هيوستن حيث يواصلان الكفاح من أجل اللجوء ، تلعب الممثلة "فاطمة مولينا " دور سيندي وكاميلا نونيز تلعب دور خييمينا و جودي ريس تصور محامية الهجرة ثيلما جارسيا ، أما غلوريا روبن تلعب دور الصحفية جنجر تومسون الحائزة على جائزة بوليتسر التي كسرت حاجز الصمت والتي ستحظى باهتمام قومي عندما سرب شريطًا صوتيًا مؤلمًا لخيمينا البالغة من العمر ست سنوات وهي تبكي على والدتها. نبهت هجمة اهتمام وسائل الإعلام التي أثارتها قصة جينجر الأمة إلى الأعمال الوحشية التي تُرتكب ضد العائلات المهاجرة غير الموثقة على الحدود . الفيلم من إخراج المخرج المكسيكي المولد آلان جونسون جارسيا من نص كتبه كل من تاونيا بهاتاشاريا وعلي لافينثول في مقابلة مع الممثلة ريس قالت " إنها تأثرت كثيرا بالقصة وأضافت إنها تأمل أن تلفت ألانطار الى فصل مقلق في تاريج الولايات المتحدة الحديث ، وأضافت : "آمل أن يصبح الناس أكثر دراية بحقيقة حدوث ذلك ، ومن خلال هذه الأم والطفلة وما مروا به من مآسي ، أصبحوا الناس أكثر تعاطفًا معها بعبارة أخرى. لا يعني ذلك أن الأمر يبدو محزنًا فقط ، كشيء حدث منذ وقت طويل ، ولكنه شيء يتعين علينا البحث عنه والاهتمام به والتأكد من أنه لن يستمر في الحدوث ". يسلط الفيلم الضوء على السياسات القاسية لفصل الأطفال كجزء من سياسة عدم التسامح المطلق والنضال من أجل لم شمل العائلات . ويتطرق الفيلم إلى القضايا ذات الصلة بالسياسات العنصرية والصدمات العاطفية وأزمة الهجرة والعدالة القانونية والاجتماعية . صراحةً أن معاملة حكومة الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لطالبي اللجوء من خلال سياستها الخاصة بالفصل بين أفراد الأسرة تشكل معاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة ، وفي جميع الحالات التي يقيمها خبراء منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان بأنها ترقى إلى مستوى التعذيب.
في الختام :
الأشخاص يطلبون اللجوء لأنهم عانوا من صدمة كبيرة في مجتمعاتهم الأصلية. يُعد الانفصال الأسري والاحتجاز مستوى آخر من الصدمات التي تتعرض لها أسرهم بعد ذلك ، لذا فبدلاً من أن تكون الولايات المتحدة قصرًا للأمان والشفاء ، فهي مكان لمزيد من القلق والمعاناة ، علاوة على ذلك ، فإن الانهيار الاجتماعي والفقر وعنف العصابات التي دفعت الملايين مثل سيندي وطفلتها خيمينا إلى الفرار من أوطانهم ، هي النتيجة المباشرة لأكثر من قرن من الهيمنة الاقتصادية الإمبريالية الأمريكية والتدخل العسكري لوكالة المخابرات المركزية في بلدان مثل السلفادور الفقيرة حين مارست واشنطن ما لا يمكن وصفه بدقة إلا بأنه إبادة اجتماعية ، حين دعمت الحكومات الديكتاتورية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع