الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ضحى الصدر بالكاظمي وما الثمن؟

علاء اللامي

2021 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


هل ضحى الصدر بالكاظمي مقابل ثمن مجزٍ من خصومهوما السيناريوهات الممكنة بعد اجتماع الصدر بقوى الإطار التنسيقي اليوم؟ إن النقاطالست التي أعلنها حسن العذاري القيادي في التيار الصدري وقال إن مقتدى الصدرناقشها، والتغريدة التي أعقبت الاجتماع تؤكد أن الصدر لا يزال مصرا وصامدا"حتى الآن" على مطلبه بتشكيل "حكومة أغلبية وطنية". ولا نعرفعلى وجه اليقين ما معنى "وطنية" هنا، وهل هي مجرد حشو إنشائي أم انهاتنطوي على مقدمة للتراجع عن "حكومة الأغلبية النيابية" لتشكيل حكومة"توافق وطني"؟ نوري المالكي بدورة هرع بعد الاجتماع مع الصدر والآخرينإلى الاجتماع بكتلته "دولة القانون" وكرر مطلبه "بالإسراع في تشكيلحكومة توافقية" متناسيا أنه رفع شعار تشكيل "حكومة أغلبية سياسية"لعدة سنوات وفشل في الاقتراب من تحقيقه فشلا ذريعا. الإطاريون نجحوا كما يبدو منخلال التسريبات في إسقاط الرؤساء الثلاثة، وفي مقدمتهم مصطفى الكاظمي. هذا الأخيراستقبل الصدر بوجه شاحب بعد قليل من انتهاء اجتماعه بقوى الإطار، ولم يتسرب شيء عنهذا الاجتماع ومن المرجح ان يكون الصدر قد جاء لترضية الكاظمي وتطييب خاطره بمنصبكبير ودسم لاحقا إذا صح أنه قد أسقط من قائمة المرشحين للرئاسة! ولكن ماذا سيطلبالصدر من الإطاريين مقابل هذه الخطوة؟ طبعا، مايزال الشد والجذب متواصلا وقد يستمرويتصاعد وقد ينزلق إلى صدامات حادة فما هي السيناريوهات الممكنة في ضوء ما حدث حتىالآن؟السيناريو الأول: يتراجع الصدر تدريجيا عن تشكيلحكومة "أغلبية وطنية" ويشكل حكومة توافقية عادية من نوع حكومات ما بعدالاحتلال سنة 2003 مع بعض "الحباشات" والاستثناءات الصغيرة من قوىالإطار، وهذا السيناريو يطالب به جميع الساسة الكرد والسنة والشيعة إلا الصدر وبعضالنواب المستقلين. ولهذا سيكون من الصعب على الصدر أن يقترب من هدفه ويشكل حكومةأغلبية قبل أن ينجح في شق تماسك وتضامن الأحزاب الكردية والأحزاب السنية المدعومةأميركيا كلا على انفراد، فحكومة التوافق مطلب أميركي بالدرجة الأولى، رغم أنواشنطن تتمنى أن ينجح الصدر بقصقصة أجنحة حلفاء إيران في العراق، ولكن حكومةالتوافق تبقى الخيار الأفضل أميركيالأنها تضمن استمرار حالة التفسخ والاستنقاعوالفساد وتدمير العراق وطنا وشعبا وثروات لمدة أربع سنوات أخرى وهو بلا جيش ولاصناعة ولا زراعة ولا مياه ولاسيادة!السيناريو الثاني: يفشل الصدر في تشكيل حكومةأغلبية فينتقل إلى المعارضة لوحده ويسمح لأحزاب المنظومة الطائفية السياسية بتشكيلحكومة! وهذا خيار وطني جذري لا اعتقد أن الصدر يقدر على اجتراحه لأنه سيواجه ضغطاوتمردا داخل قيادات تياره الفاسدة والتي لا يمكنها التفريط بمناصبها ومصالحهاالطبقية والانتقال الى المعارضة لتتفرج على الاخرين وهم ينهبون ويخمطون ثرواتالعراق، أما إذا استطاع الصدر الصمود في موقع المعارضة فالحكومة التي شكلت بدونهلن تستمر أكثر عام، وهو سيكسب شعبية هائلة تجعل انتصاره في الانتخابات القادمةكبيرا ومفاجئا للجميع. ولكنني لا أعتقد أن الصدر سيستم طويلا في المعارضة وقديتخلى عنها . *أما السيناريو الثالث فيتمثل في استمرار حالةالشد والجذب والمفاوضات اللامبدئية لعقد صفقة تشكيل الحكومة لزمن قد يطول فيستمرالوضع العراقي العام في حالة التفسخ والاستنقاع والفساد وقد تحدث خلال حالة الفراغالحكومي حالات انفجار اجتماعي وجرائم تفجيرات وصدامات يقوم بها من أدمنوا علىارتكاب هذه الجرائم لتحقيق أهدافهم السياسية المشبوهة ومحاولة فتح الانسدادالسياسي الذي وصلت إليه عمليتهم السياسية المريضة أصلا والقائمة على دستوري يؤديالى هذه الكوارث تلقائيا لأنه مصمم أميركيا "تصميم المتاهة التي لا مخرج منهاإلا بكسرها" لتحقيق هذا الهدف الإجرامي لتدمير ما تبقى قائما في العراق ... الخلاصة هي : حين أراد المالكي "حكومة أغلبية" ورفعشعارها باستماتة قبل بضع سنوات فقد كان يريد إقصاء الصدر من وليمة الحكم الفاسد،واليوم يريد الصدر حكومة أغلبية لإقصاء المالكي وجماعته! إن الطائفية السياسية لا تعطي ديموقراطية، والطائفيون الفاسدون ليسوا جديرين بها، ولو كانا ديموقراطيينلتحالفا وعدلا الدستور وشكلا حكومة أغلبية ديموقراطية وكافحا الفساد .. ولكن الطائفي سياسيا طائفي والديموقراطي سياسيا ديموقراطي لا علاقة تشابه وتماثلبينهما أبدا!و#لاحل_إلابحلها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علقوا في الهواء رأسا على عقب.. شاهد ما حدث لعشرات ركاب لعبة


.. هنية: رد حماس يتوافق مع مبادئ مقترح بايدن للتهدئة




.. صلاة عيد الأضحى في المستشفى الميداني الإماراتي في #رفح بمشار


.. مسؤولون أميركيون: الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية استهدفت زع




.. الغارديان: نتنياهو يخوض حربا على جبهتين ولا توجد نهاية في ال