الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدو الامن في العراق وسيناريوهات الامريكان

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2006 / 8 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا يكاد يمر يوم دون أن تنقل لنا وكالات الأنباء تصريحات لمسئولين أمريكيين مؤثرين عن إمكانية انسحاب القوات الأمريكية من العراق بصورة مفاجئة وسريعة حال إعلان الحرب الأهلية من قبل الأطراف المتصارعة،وقد سبق وهدد وزير الدفاع الأمريكي قبل بضعة أشهر بترك العراقيين يواجهون مصيرهم وحدهم حال نشوب حرب أهلية وانسحاب قواته.
ولا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ عن سيناريوهات معدة سلفا عن الكيفية التي ستحل من خلالها الإدارة الأمريكية موضوعة إمكانية قيام حكومة أو حكومات إسلامية حسب النموذج الإيراني أو في مناطق أخرى على غرار حكومة طالبان بعد سيطرة قوى ومنظمات ومليشيات إسلامية على الشارع العراقي،تدعمها سيطرة سياسية على البرلمان العراقي وعلى الحكومة العراقية وعسكرية على قوات الشرطة والجيش العراقيين،مرة يطرح سيناريو الإنقلاب العسكري ومرة أخرى بطرح خطة دعم حكومة نوري المالكي والوقوف ورائها بكل ما أوتوا من قوة لإنجاح مبادرته في المصالحة،وذلك بتشجيع الفصائل المسلحة المناوئة للاحتلال وللحكومة العراقية على التخلي عن السلاح والانخراط في العملية السياسية وذلك بتقديم بعض التنازلات مثل تعديل بعض مواد الدستور وإلغاء قانون اجتثاث البعث وربما وصلت حد دعوة قادة عسكريين وسياسيين كانوا محسوبين على النظام السابق لتهدئة مخاوف بعض الأطراف والشرائح الاجتماعية والتي يعتقد أن الكثير مما يجري على الساحة العراقية من عنف مرده إلى هذه التخوفات وتلك الإقصاءات..هذا طبعا من وجهة النظر الأمريكية وبعض القوى السياسية العراقية.
لا شك أن للأمريكيين نظرتهم الخاصة إلى خارطة الصراع على الساحة العراقية والتي ربما لا تلتقي ونظرة الحكومة العراقية.ففيما تصدر تصريحات عن رئيس الوزراء العراقي ووزرائه الأمنيين يُفهم منها أن الحكومة ماضية في خططها لإنجاح المصالحة وفي نفس الوقت ملاحقة الإرهابيين وأنها متفائلة بهذا الصدد ومطمئنة إلى إمكانية نجاحها في ذلك،تعكس تصريحات المسئولين الأمريكيين قلقا واضحا من عدم إمكانية وقف تدهور الأوضاع في العراق بعد أن خرجت عن السيطرة وأيضا تعكس تخوفا من إمكانية امتداد الحرب الأهلية حال إعلانها في العراق إلى بلدان مجاورة وبعد ذلك تخرج المنطقة كلها وليس العراق وحده عن السيطرة.
وبالرغم من إعلان الحكومة العراقية منذ فترة ليست بالقصيرة البدء في حوارها مع الأطراف المعارضة ضمن مشروع المصالحة الوطنية،إلا أنه لم يرشح حتى الآن من داخل قاعة المفاوضات ما يطمئن الشارع العراقي إلى إمكانية الإتفاق وإنهاء العنف والذي غالبا ما يكون ضحاياه من العراقيين الأبرياء مدنيين وعسكريين أو ما يدعوه إلى التفاؤل برؤية ولو بصيص من نور في نهاية النفق المظلم الذي هو فيه منذ ما يزيد على الثلاث سنوات.
على الجانب الآخر تزداد تصريحات المسئولين الأمريكيين تشاؤما عن الوضع في العراق،فهذا منظّر الحرب الباردة ومستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق بريجنسكي يبشر بهزيمة بلاده في العراق وخسارتها الحرب كما صرح مؤخرا لإحدى الصحف الروسية ردا على أسئلة وجهتها له الصحيفة وتنبأ بأن تلاقي الولايات المتحدة الأمريكية ما لاقاه الإتحاد السوفييتي السابق من مصير في أفغانستان في حال إصرار الإدارة الأمريكية على إطالة وجودها العسكري المباشر في العراق.
وهذا الجنرال ماك كيميث الذي عمل نائبا لمدير العمليات وناطقا رسميا باسم الجيش الأمريكي في العراق يعترف في حديث أدلى به لإذاعة الـ(بي بي سي) البريطانية عند زيارته الأخيرة لدبي،يعترف بتعقيدات الوضع في العراق وبصعوبة حلها،كما يعترف بعدم براعة وقدرة أمريكا بإدارة ما أسماه حرب العقول التي تديرها الفصائل المعارضة للاحتلال في العراق،كما اعتبر أن عامل الزمن هو رهان مشترك ما بين القوات الأمريكية والفصائل المسلحة التي تقاوم وجودها في العراق،وهذا بالطبع كلام خطير ويحمل أكثر من دلالة عندما يصدر من شخصية كانت شاركت في احتلال العراق وربما ساهمت بشكل أو آخر في رسم بعض ملامح عراق ما بعد الإحتلال.
مثل هذه الاختلافات في الرؤى ما بين طرفين يفترض أنهما شريكان يواجهان نفس المشكلة سيتبعه حتما اختلافات في وجهات النظر في كيفية مواجهة المشكلة،وهذا هو ما يحصل الآن.فالحكومة العراقية ليس أمامها سوي السير بمبادرتها إلى آخر الشوط حتى لو أدى بها هذا إلى تنازلات غير مقبولة لدى أطراف مشاركة فيها وكتل برلمانية ربما أدى تقاطعها معها إلى سحب الثقة منها،أما الإدارة الأمريكية فالصحارى أمامها واسعة لتحتمي بها خلف حصون أنشأتها لهذا الغرض وأغراض أخرى مستقبلية،والمحيطات أيضا هي الأخرى مفتوحة في حال اقتضى الحفاظ على أرواح جنودها ذلك،فلقد فعلتها مرات عديدة في أماكن مختلفة وعلى مر الزمن القصير جدا لوجودها كدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ