الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة من الموت

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 12 / 4
الادب والفن


الحياة عبثية ، و الموت أقرب من الأمل ، كم حلمنا واعتقدنا أننا نسير خلف الحلم ، وعندما نحلم لا نكبر، تحاصرنا الطفولة الأولى ، ونظن أننا بدأنا للتو .
هل تمنيت الموت يوماً ؟ بالنسبة لي تمنيته في الأيام الفائتة حيث لم أعد أحتمل الألم . كنت أصرخ في داخلي هل من موت رحيم؟ ابنتي تبكي مقابلتي أشاركها أحياناً و أحياناً لا أستطيع ، ويمضي الوقت كأنني لا أعيش .
يخطر لي وقد كانوا يهتمون بي بينما كنت أرقد على سريري ، وقد ثقطت عندما وقفت ، فوضعوا لي سجادة صغيرة أمام قدمي تنذرهم بوقوفي فتأتي اثنتان من الممضات لتساعداني حتى في التواليت . كم يضايقني هذا ! فهل ألم بي الضعف إلى هذا الحد ، ولماذا أحيا إذن؟ الموت ليس بيدي ، وليس أمامي خيار
يتبادل أولادي الرسائل ، ويرسل لي ابني رسالة من لندن يقول فيها: عيشي من أجلي!
تخبرني ابنتي من كندا ، تقول لي: أخشى أن تموتي قبل أن آتي لآراك ، لكن مشاعري رحلت في تلك اللحظات . هل تشجيعكم شوف يفيدني ؟
ولا زلت أسأل نفسي من أنا؟ في مرة قال لي ابني ليتني ولدت كلباً شارداً ، ثم أردف : لماذا أنت بالذات ؟ لقد شربت صديقتك الخمر ومارست الدعارة بينما كنت تعدين لنا الحديقة للاختباء . عاد ابني من لندن ، وبكى على صدري . قائلاً : مهلاً يا أمي . لم أقدم لك السعادة. وهل هناك من يمكنه تقديم السعادة ؟رأيت حديقة في لندن تشبه حديقة بيتنا التي كانت لنا ملاذاً .
وأعود اليوم و أنا أمشي مترنحة لأسأل : من أنا ؟ويسندني ابني لنستقل السيارة ، ويدور بي في الشوارع .
في وقت تخرجي من المستشفى قالت لي الطبيبة: يجب أن تبقي يومين آخرين في العناية لكنني قلت لها أريد أن أذهب إلى بيتي . في بيتي ألعاب أحفادي وذكريات آخر لقاء لي مع أولادي . هو البيت الكبير الذي يلتجأ له أولادي و أحفادي في جو الغربة الموحش أحياناً . إنها عودة من الموت لا أعرف كم سوف تستمر . لكنها عودة حقيقية من الموت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلامتك
جوان علي ( 2021 / 12 / 4 - 21:38 )
الف سلامة .. غبت وقلقت لاني اقرأ لك يوميا .. فتحت الحوار المتمدن عشرات المرات في الايام الاربعة الماضية .. حتى اني بحثت عن صفحتك في الفيس بوك .. ولاني لا املك حساب فيها للكتابة .. فكرت أن اكتب مباشرة الى الحوار المتمدن .. ولو ترين فرحتي عندما وجدت اسمك .. قلبي معك .. لا تتعبي نفسك في الرد علي .. اكتبي ولو سطور .. قلقت جدا .. تحياتي الكثيرة


2 - هل الحياة عادلة!!0
ماجدة منصور ( 2021 / 12 / 4 - 23:53 )
هل من العدل أن ترحلي و ....يبقى الطغاة جاثمون فوق صدورنا للأبد!!0
حقا إني لا أدري

هكذا هم العظماء دائما...حتى في عز معاناتهم و موتهم اليومي..يلقون إلينا بدرر نادرة
ألف سلامة عليكي أيتها المحترمة....أمي نادية


3 - الأخت المحترمة السيدة ناديا سلامتك
مريم نجمه ( 2021 / 12 / 5 - 23:56 )
تحية من القلب أيتها الرفيقة

أحزنتني كلماتك الصحية والنفسية المعاشة يوميا أوجعتني ونكشت جروحي , أحيي فيك عزيمتك وصلابتك وفكرك وحروفك المقاتلة المحبة للحياة والحرية التي افتقدناها في وطننا الحبيب المخطوف المسلوب استبدادًا وظلماً .

ألف سلامة وعافية عزيزتي
لك الشفاء يا رب

صديقتك في الحوار المتمدن
مريم نجمه - هولندة


4 - سلامات
فليز كردي ( 2021 / 12 / 6 - 14:43 )
الف سلامة عليك.. نريد امثالك لان كتابتك تعطينا بصيص من الامل في تلك الحياة الموحشة

اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية