الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصاد الانتخابات المحلية وتكتل الحركة الوطنية الفلسطينية

محمد زهدي شاهين

2021 / 12 / 5
القضية الفلسطينية


هناك الكثير من المقولات ذات الدلالة لكيفية جمع محصول وافر بعد الحصاد، أو دلالات ومؤشرات في كيفية الوصول إلى ذلك الهدف المنشود؛ فمن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل، ومن قدم السبت لاقى من بعده الأحد ودواليك.
فإذا اردنا ان نحصد محصولاً ما فلا بد لنا من زراعة الارض أولاً، وقبيل الزراعة لا بد من استصلاحها وجعلها أرضاً خصبة لنصل لوفرة المحصول. إن أي رغبة في الفوز او النجاح هي كذلك، فلن تتحقق دونما توطئة لها، وهذا ما كان يجب الاعداد له بشكل جيد.
الكل منا يدرك تماماً بأن الحركة الوطنية الفلسطينية اصبحت تخبو وتيرتها شيئاً فشيئاً لعدة اسباب مختلفة، وفي مقدمتها وطليعتها حركة فتح العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية.
هذا التراجع للحركة الوطنية الفلسطينية ولد فجوة في اوساط مجتمعنا الفلسطيني بدأت تحل مكانها النزعة الحزبية الضيقة والمناطقية المقيتة والنزعة العشائرية والجهوية منذ عدة سنوات خلت. وقد زادت حدتها مؤخراً وخير دليل على هذا رحى المعركة الانتخابية للبلديات والمجالس المحلية الدائرة الآن، حيث برز هذا التوجه واحتد وطغى وخرج عن طور اللامعقول . يأتي هذا في ظل غياب الثقافة الوطنية، والاداء الضعيف للكثير من السياسيين المحسوبين على مختلف الفصائل والاحزاب الفلسطينية.
لقد كانت رؤيتي من اجل تعزيز صورة الحركة الوطنية الفلسطينية في اوساط المجتمع الفلسطيني وبكافة فئاته هي استثمار هذه الانتخابات وتوظيفها في هذا الاطار من خلال طرح قوائم تضم كفاءات وطنية من حملة الشهادات العلمية بغض النظر عن التوجه السياسي، إذ يشكل هذا تكتلاً وطنياً ببعديه الوطني والاسلامي امام أي مد أخر ويعزز البعد الوطني لدى الجمهور الفلسطيني ويسرع من ردم فجوة الانقسام والتشرذم الفلسطيني ويقودنا نحو الوحدة الوطنية المنشودة. وهذا ما اشرت إليه في طرحٍ قمت بتقديمه لبعض قيادات حركة فتح عبر رسائل الكترونية في تاريخ ٧/١٠/٢٠٢١م من اجل أن تتبناه الحركة مضمونه التالي:
(انطلاقاً من ارضية الأخذ بأسباب التشخيص الدقيق والتقييم المستمر في سبيل رفعة شأن الحركة تنظيمياً ووطنياً اقدم هذا المقترح فيما يتعلق بانتخابات البلديات والمجالس المحلية والقروية المزمع عقدها عما قريب.
بما أن واقع حركتنا الأبية ليس في افضل حالاته في هذا الوقت العصيب لعدة اسباب، في مقدمتها استهدافها الدائم من عدة اطراف لإضعاف صورتها وموقفها في الشارع الفلسطيني كونها الرافعة والضمانة لشعبنا وقضيتنا الوطنية، هذا بالإضافة الى ضعف الأداء في الكثير من المواقع والمناطق والأقاليم الذي تراكم بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
اقدم مقترحي هذا من اجل تفويت الفرصة، ومن اجل تعزيز صورة الحركة في آن واحد، إذ اقترح بأن يكون توجه الحركة في خوض الانتخابات البلدية والمحلية في عدم خوض الانتخابات ضمن قوائم حركية، بل من خلال دعم قوائم وطنية مستقلة تتضمن اسماءً وطنية ذات كفاءة، بغض النظر عن توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية.
أو على أقل تقدير عمل تقييم حركي لكل موقع انتخابي، من ثم تشكيل القائمة بناءً على هذا التقييم مع ترجيحي للمقترح الأول.
هذا الأمر يساعد في تعزيز صورة فتح في الانتخابات التشريعية والرئاسية فيما بعد من خلال مخاطبة عقل ووجدان الشارع الفلسطيني والتأكيد عليهم بأن توجه فتح هو توجه وطني وواقعي واسع يتناغم مع حس ونبض الشارع، لا توجه فصائلي ضيق).
هذا الطرح لم يرَ النور بعد، ولكننا نرى بأنه من الممكن العمل عليه في قادم الأيام من اجل الحفاظ على صورة الحركة الوطنية الفلسطينية والوقوف سداً منيعاً لمنع تحللها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل