الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة تناقض الاصلاح والتغيير

لميس طارق

2021 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لم نكن نتوقع ان تسفر الانتخابات عن شيء ذي اهمية يصب باتجاه التغيير . فبرغم خسارة احزاب اسلاموية هيمنت طيلة اعوام ما بعد الاحتلال على المشهد السياسي ابرزها منظمة بدر بزعامة هادي العامري وتيار الحكمة الذي يقوده عمار الحكيم ، ممن نظموا زوبعة احتجاجات وتصعيد واختلاق ازمة لرفضهم نتائج الانتخابات وبرغم وصعود عدد من المستقلين ، الا ان بوصلة الاحداث كانت باتجاه التمسك بالمحاصصة كخيار لا مناص منه لضمان بقائهم اطول فترة ممكنة متربعين على سدة الحكم يسرقون ثروات البلد والمال العام ويقتلون شعبه جوعاً او مرضاً او بطشاً او بالسلاح المهم انهم بيدهم مقاليد الامور ..
ويبدو ان البعض قد منى النفس واخذ يصرح هنا وهناك بان هنالك شيء من التغيير سيحصل في ضوء ما اشيع عن تشكيل حكومة اغلبية ، من دون ان يأخذوا بنظر الاعتبار عند مواقف الاطراف الاخرى مثل تقدم الذي يقوده محمد الحلبوسي الطامع بولاية ثانية لمجلس النواب او الحزبان الديمقراطي والاتحاد الكردستانيان اللذان تتطلع عيونهما الى كرسي رئاسة الجمهورية .. فهذه الاطراف اعلنت صراحة انها بانتظار ماتسفر عنه لقاءات اطراف البيت الشيعي وتحديد شكل الكتلة الاكبر واختيار رئيس وزراء من هذا البيت ..وكل هذا هو محاصصة مهما اجتهد فرسان احزاب السلطة المنتفعين بتلطيف اسمها ووصفها بالتوافق الوطني كصفة مخادعة للمحاصصة التي الحقت الدمار والخراب ..
ان الخبر الذي تناقلته وكالة السومرية عن توجه السيد مقتدى الصدر الى بيت هادي العامري وكذلك عمار الحكيم بانتظار اجتماع بقية اطراف ما يسمى بالبيت الشيعي نوري المالكي وحيدر العبادي وهمام حمودي وغيرهم يؤكد مسلمة بديهية بان لاتغيير بوجود احزاب العملية السياسية ويدلل على ان الجميع منذ الاحتلال الى اليوم تجار دين وشعارات وقتلة وسراق ولا يحترمون القوانين .. جميعهم مع المحاصصة لان المحتل الذي سلمهم السلطة وظفهم من اجل ابقاء العراق ضعيفاً وعرقلة اي جهد لاستعادة عافيته !!
بعد كل السنوات العجاف وفي ظل ما عشناه ونعيشه من اوضاع معيب علينا ان ننخدع مرة اخرى فبغير استعادة قيم الوطنية وحكم مدني يسعى لوضع اسس تطبيق ديمقراطي سليم من العبث ان نمني انفسنا باي تغيير .. فطريق التغيير يتناقض واهداف الاحزاب الاسلاموية الطائفية وخيارنا كشعب التمسك بوحدتنا الوطنية وهذا لايتحقق من دون وعي ومواجهة شجاعة للطائفية ورموزها وتطهير ارضنا الطيبة من دنسهم .. الصورة قاتمة غير اننا لن نفقد الامل بتغيير حقيقي يعيد لمجتمعنا صورته الوطنية حيث قيم المحبة والتسامح والسلام وبشر الصابرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟