الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايتي مع الُكتب-وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ-

مهند طلال الاخرس

2021 / 12 / 7
سيرة ذاتية


كم هي جميلة حكايا الكُتب عندما يرتبط اقتنائها او مطالعتها بمناسبة او حادثة معينة، حيث تبقى هذه الحادثة عالقة في الذهن لا تغيب، حتى انك تخالها جزء من ثنايا الكتاب وصفحاته، او ما اصطلح عليه صديقي جمال الغولة "اسباب النزول" او ما اسميه انا بدقة حكايتي مع هذا الكتاب.

ولعل شغف اقتناء الكتب وازدياد النهم وتطورالقدرة على التهام الكتب ومطاردة المعلومة والتفاصيل الواردة فيها حتى الهوامش والفهارس ما يحفز على البوح باسرار كثير من هذه الحكايا، وهو ما يوسع العلاقة بين القاريء والكتاب الى خارج حدود صفحاته ويمتد بها الى عوالم من الجمال والسيرة والذكريات. وفي هذا يقول العقاد: "أحب الكتاب ، لا لأنني زاهد في الحياة ، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني".

ولعل لاعمارنا واقدارنا دور غيبي في ذلك، فكثير ما ساقتني الاقدار لنشوء حكاية مع الكتاب قبل مطالعته او اقتنائه، والاجمل من كل ذلك رحلة البحث عن كتاب معين والقصص والحكايا المرافقة لهذه الرحلة، والتي غالبا ما تتكلل بالنجاح والعثور على الكتاب المراد، ومن نافلة القول التذكير بقول الشاعر المتنبي حين قال : مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ ... تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ. فكثير من رحلات البحث عن الكتب لم تؤتي اكلها حتى الان، ورغم ذلك فهي رحلة تصبح اكثر جمالا في هذا المضمار "فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا".

ومن نافلة القول ايضا ان بعض الرحلات المضنية في البحث عن كتاب معين اثمرت بوجوده والوصول اليه او اقتنائه، لكنها كانت رحلة صادمة، فكم من الكتب بعد سنوات من البحث عنها بدت لا تسوى حتى ثمن الحبر الذي كتب بها، وهذا ما ذهب اليه ميخائيل نعيمة حين قال:" أسوأ عملية نصب هي أن يبيعوا لك كتاباً سيئاً".

بالمحصلة كنت محظوظا ببناء مكتبة بيتية خاصة بي، حيث اعتبرها من اجمل العلامات الفارقة في حياتي، فالكتب كما قال العقاد:" كالناس ، منهم السيد الوقور ومنهم السيد الطريف ومنهم الجميل الرائع والساذج الصادق ، ومنهم الخائن والجاهل ، والوضيع و الخليع ... والدنيا تتسع للجميع وكذلك المكتبة لن تكون مكتبة إلاّ اذا كانت مثل الدنيا واتسعت لمثل كل هؤلاء".

ومكتبتي الخاصة كانت متفضلة عليّ لابعد الحدود، سواء بالمعرفة والعلم او الوعي والنضوج او في التأدب والتسامح او في سعة المدارك والافاق والنباهة والبداهة والقدرة المتقدة على التفكير والاتزان والرصانة وجمال الحديث والكلام الطيب والروح المعنوية المتحفزة دائما والمتسلحة بالامل دوما ، وفوق كل هذا منحتني الكثير الكثير من الحكايا معها.

شكلت هذه الحكايا ميزة اضافية للكتاب نفسه واضافت سببا جديدا علاوة على اسباب عشقي للكتب، ولاني اامن دائما بفضل الله ونعمه المتعددة، وبتسخيره لاشخاص يساعدوننا ويرشدونا في هذه الطريق، كان لابد في هذا المقال والمقام ان اشير بدور ثلة من الاصدقاء والمعارف اسهموا في صنع هذه المسرة واثروا على نص الحكاية، هذا ان لم يكونوا ابطالها اصلا.

فهناك اناس واشخاص كثر كانوا اصحاب دور البطولة في هذه الحكايا، سواء منهم من اجتهد معي في ايصالي لغايتي في البحث عن الكتاب المنشود او تزويدي به، او ربطي بالكاتب والمؤلف نفسه، وهنا بالذات كانت تنشأ حكاية جديدة للكتاب متولدة من الحكاية الاولى. وقد اجد في هذا المقام فرصة لاوفي هؤلاء الثلة من الاولين شيئا من حقهم علي، وهؤلاء كثر وتتعدد اسمائهم لكن اجد لزاما على نفسي ان اخص بالذكر والشكر كل من: حسين ياسين، جمال الغولة، محمود عبيدالله، مصلح فرح، محمد جميل النشاش، عادل ابو فارس، فتحي البس، كاسترو، محمود ابو سل، الاخوين ابراهيم وعمر الوحيدي، مازن الاخرس، سامي رشيد، محمد المحتسب، احمد اليازوري، رامي ابو حجلة.

هؤلاء جميعا وافضالهم وامثالهم كانوا سببا اساسيا في معرفتي لمُراد المتنبي ومقصده المكثف والمزدحم حين أوجز وقال:" أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ ... وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج