الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ترشيد المقاومة والعمليت التي ينفذها الأطفال

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 12 / 7
حقوق الاطفال والشبيبة


هذه محاولة للسباحة عكس التيار الجارف، وضد ما يجمع عليه أغلبية الناس ومعظم الفصائل عن العمليات الفدائية التي ينفذها الأطفال. ففي ثقافتنا وتقاليدنا الوطنية الفلسطينية، الشهداء هم في أسمى مكانة، بحسب الموروث الديني هم في علّيين، مع الأنبياء والصديقين. وفي تراثنا الدنيوي هم أنبل الناس، و"الأكرم منا جميعا"، وهم محلّ إجماع وطني يتجاوز الخلافات والحساسيات الحزبية والفئوية والجهوية.
لا أحد يملك حق الطعن في سلوك البطولة الاستشهادي، أو التشكيك فيه والتساؤل عن جدواه، فهذا السلوك يتجاوز المعايير التي نستخدمها في الحكم على الناس والأشياء، ولكن من حقنا جميعا أن نحاسب الأحياء والسياسيين والقادة والناطقين الإعلاميين والمحللين الذين يعلقون على موضوع الشهادة ويتحدثون عنها، ومناسبة الحديث هي إجماع الفصائل على الترحيب بعملية الدهس التي نفذها الفتى/ الطفل/ الشهيد محمد نضال يونس (15 عاما) وفي روايات اخرى 16 عاما، والتي أفضت إلى استشهاده برصاص جنود الاحتلال عند حاجز جبارة العسكري بزعم محاولته دهس أحد جنود الحاجز.
ولنستعرض ما قالته الفصائل تعليقا على العملية، فالناطق باسم حماس قال أن "صباح الشعوب الثائرة يبدأ بنكهة الفداء والعمل المقاوم، ففي فجر هذا اليوم عملية فدائية ضد جنود الاحتلال قرب طولكرم في الضفة الغربية، وأضاف أن هذه "ثورة مشتعلة وشباب قرر الانعتاق نهائيًا من الاحتلال وسيواصل الابداع في المقاوم حتى زوال هذا الاستعمار عن كل الأرض الفلسطينية".
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقالت أن "‏عملية الدهس البطولية بطولكرم هي تأكيد من شبابنا الثائر على نهج المقاومة وأنه أسقط كل الخيارات الأخرى". واعتبرت أن الشباب المقاوم "غادر مسلسل الانتظار لمشاريع التسوية البالية، ليخط بدمائه الزكية خارطة الطريق للعودة والتحرير لفلسطين كل فلسطين من بحرها لنهرها".
حركة الأحرار وصفت العملية بانها " تؤكد تجذر خيار المقاومة في قلوب وعقول أبناء شعبنا، وهي رد طبيعي على مسيرة الأعلام الاستفزازية". واضافت أن "هذه البطولات التي سيخلدها التاريخ تؤكد إصرار شعبنا الصنديد وشبابنا الثائر على تقديم التضحيات على مذبح الحرية في سبيل تحرير أرضه واستعادة وانتزاع حقوقه".
لجان المقاومة باركت "العملية البطولية" واعتبرتها الرد الطبيعي على جرائم العدو الإسرائيلي المتواصلة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته".
وقالت حركة المجاهدين أن عملية الدهس عمل مقاوم متجدد يرسخ أن الثورة والانتفاضة هي سبيل الخلاص من الاحتلال، وهذه الدماء المتدفقة التي تسيل على ثرى فلسطين الطاهرة تنبت عزاً وانتصاراً وترسم طريق التحرير.
حتى الجبهة الديمقراطية التي طالما تحدثت عن ترشيد المقاومة وصفت الشهيد بأنه واحد من أبناء شعبنا الأصلاء الذين باتوا على قناعة أن المقاومة وحدها، هي السبيل إلى التحرر من الاحتلال وطرد الإستيطان. ( ولا نعرف إذا كانت الفصائل فعلا لديها مثل هذه القناعة وإذا كانت لديها هذه القناعة فلماذا توكلها للأطفال؟) وأن الشهيد البطل أدى في عمليته الشجاعة دوراً مهماً في رسم مستقبل شعبنا، الذي لن تصنعه سوى كرامته الوطنية، بديلاً لإستجداء الحلول من الولايات المتحدة أو غيرها من عواصم الغرب.
ولعل فصائل اخرى لم يتسنّ لنا حصر مواقفها كررت نفس الموقف، ويمكن لنا أن نستخلص من هذه المواقف ما يلي:
- أن جميع الفصائل المذكوره باركت العملية البطولية، واعتبرتها عملا واعيا وهادفا.
- تميزت جميع هذه البيانات بأنها "مكتبية" صاغها أناس من مكاتبهم وقد أطربتهم هذه العملية من دون أن تكون هذه الفصائل نفسها منخرطة في تنفيذ مثل هذه العمليات في الضفة.
- لم يشر أي من الفصائل المذكورة إلى أن الشهيد ما زال في عمر الطفولة (15 عاما) لم يصل بعد إلى سن الرشد وسن المسؤولية الجزائية، وهذه السن لا يسمح بموجبها للأطفال والأحداث بالانتساب لأحزاب وفصائل. يمكن للفتية أن ينتسبوا لمجموعات طلائع وبراعم، فكيف بتنفيذ عملية فدائية تفضي إلى الموت؟
- لم تشر الفصائل إلى مسؤولية الاحتلال في إعدام الشهيد حتى لو نفذ عملية دهس ضد جنوده، فقرار القتل والإعدام الميداني اتخذ ونفذ من جنود الاحتلال بتغطية من حكومتهم كما جرى مع الشهيد محمد سليمة في القدس.
- حاولت كل الفصائل تحميل "العملية" الأهداف السياسية التي أرادتها هذه الفصائل عينها، مع أنها في نهاية المطاف عملية فردية وعفوية لم تتم بتخطيط أو توجيه من اي طرف.
- تجاهلت الفصائل ولم تكلف نفسها عبء تفسير هذه الظاهرة وربطها بتراكم القهر والغضب والاستفزازات التي تدفع فتية بعمر الزهور إلى القيام بمثل هذه العمليات.
- لم تشر الفصائل إلى أزمة العمل الوطني وعجز الفصائل عن استيعاب طاقات الشباب من خلال برامجها وأساليب عملها المتبعة.
- تتجاهل البيانات الحسرة والألم والقهر والفجيعة التي تغلي وسوف تبقى تغلي مدى العمر في قلوب الأمهات والآباء ولن تطفئها ولن تحد منها البيانات ولا الشعارات الكبرى.
ربما تستفز هذه العبارات وهذا التحليل المسؤولين في تلك الفصائل، ولكن دعونا نسأل المحتجين سؤالا واحدا بسيطا: هل تؤيد أن يقوم ابنك أو أخوك او ابنتك او اختك أو من يهمك أمره بمثل هذه العملية وهو في عمر 15 أو 16 عاما؟
نحتاج إلى أصوات جريئة تقول : نعم للمقاومة ولكن نعم لترشيدها، ولا لقيام الأطفال والأحداث بمثل هذه العمليات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العبثية
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 12 / 7 - 11:40 )
هي تجارة بارواح واجساد الاطفال
كان النبي ص يشترط على المقاتل لاصطحابه ان يوافق امه وابيه على ذهابه
اما الشهادة لم تعني الموت في اي دين وانما هي ان ينجز الشهيد في سبيل الله ما لم يحققه بقاءه بالحياة ويشهد نفسه امام الله انه تخلى عن الحياة لهدف اسمى وهي الشهادة في سبيله
اما ان يدفع الاطفال او الشباب للموت من اجل مزاودة الفصائل على بعض ومين عنده شهداء اكثر فتلك تجارة بائسة وعدوان على مشاعر واهالي الناس
والموت ليس غاية بل هدف عام مجتمعي يقرره راس المجتمع او الدولة
فليس من حق شخص مهما كانت غايته ان يفاجيء المجتمع بحالة هو غير مستعد اجاهز لها
ومن تبعات الاعمال الفردية تحميل المجتمع اصرها فمن خرج لم يتشاور مع الناس ليحملوا مسؤوليته الادبية والتبعات المالية لعمله
وهذا من صميم ما يواجهه الفلسطيني اليوم يحؤم من اكل عيشه لسبب ان احدهم لم يتشاور معه فيما يفعل
هنا العملية ما فيها اي منطق او عدالة ولكن الخجل من ابراز هذه الحقيقة على مستوى القيادة والشعب خوفا من تهمة التخاذل
لكل مجتمع ولي امر هو من يرعاه في الحرب والسلام والا صارت كل الحياة عبثية
وهذا سر الدفع على الفرقة والفصائلية المدمرة


2 - العمليات الفدائية
عمران محمد ( 2021 / 12 / 7 - 15:44 )
العمليات الفدائية-لا أحد يملك حق الطعن في سلوك البطولة الاستشهادي، أو التشكيك فيه.
انت تسميه عمل بطولي استشهادي ولكن هو عمل ارهابي بحت.
ان تستشهد بنيران العدو فى ساحة المعركة فهو سلوك بطولي دفاعأ عن وطنك. تفجير نفسك فى مواطنين أمنين او استخدام اطفال فى تلك الهجمات الارهابية فهذا ارهاب وارهابي وارهابيين.


3 - يجب وضع حد لتوريط الاطفال بالعمليات الارهابيه الع
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 12 / 7 - 22:30 )
العمليات الارهابيه العنصرية المعادية لاشقلئنا اليهود افرادا وشعبا يهوديا عزيزا-يجب تنظيف اجواء الشرق الاوسط من الارهاب القذر الذي تقوم منظمات نازيه فاشيه ليس فيها اية وطنية او انسانية غير الانتقام الحيواني والعداء الديني الاسلامي من الشعب الشقيق اليهودي -يجب على كل من يتسمى بفلسطيني او عربي او مسلم ان يبرئ نفسه علنا وامام الناس من كراهية اليهود افرادا او شعبا اسرائيليا والرد بحظم على الرجعية والفاشست في منطقتنا التي تدعو منذ مئات السنين لكراهية اليهود-الاطفال الذين يمارسون قتل اليهود مجرمون ارهابيون ولايوجد شهيد بين اتباح حماس والجهاد انهم ارهابيون قتله لاهدف انساني في القتل والكلام عن الشهادة والبطوله للاعمال الارهابيه جريمه بحق البشريه-الى المزبله الدعايات القذره باسم فلسطين والمقاومه-وعلينا ادانة كتبة النصوص المحرضة على القتل وعلى استعمال الاطفال خصوصا في جرائم الارهاب في القدس وفي اي مكان فيه نزاع-كفى وحشية-هذه اراضي فيما يسمى عربستان كانت عراقيه هذه محافظات كامله في جنوب تركيا كانت عراقيه ومحافظات في جنوب غرب تركيا كانت سوؤيه الخ الخ وهي اكبر مما يسمى فلسطين بمئات المرات ليس فيه

اخر الافلام

.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري


.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو




.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين


.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما




.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب