الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اما آن الأوان وهذا الظلم ان يجمعنا تحت سقف الوطنية؟؟

اميرة بيت شموئيل

2003 / 5 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

كلي ثقة بأنه ما من عراقيا شاهدت عيناه صور المقابر الجماعية المكتشفة بعد زوال الطاغية، الا ويكون قد توقف مذهول الفكر، دامع العينين ودامي القلب امام هذا الهول الحقيقي الذي يفضح كبر مأساتنا امام انفسنا قبل العالم.

 

هذا الواقع المرعب، لم نكن بعيدون عنه، بل كنا جميعا قابعين فيه، الا ان العتمة التي فرضها النظام علينا جميعا، سجنت كل واحد منا في فاجعته ومنعته من ان يرى فاجعة الاخرين..

 

الحقيقة ان السلطة المجرمة فرضت العتمة حول جرائمها منذ البداية، فقد فرضت عدم التجمع والحديث عن ممارساتها في جميع المدن العراقية، منذ بدايات 1980 في اروقة الجامعات والمدارس ووالجوامع والكنائس وحتى الشوارع، كما فرضت على الحزبيين ومسؤولي المناطق رفع التقارير الدورية عن مناطقهم ومعاقبة المسؤول المخالف بالاعدام. هذه الاجراءات ادت الى فقدان الامن والثقة بين العراقيين جميعا حتى اصبحوا غرباء عن بعضهم البعض واعداء في نفس الوقت. ما زلت اتذكر كلام احد الاصدقاء عندما التقيته في ايران عام 1986 حيث قال بصراحته المعهودة " كنت اخاف النوم وزوجتي، المنتمية الى اتحاد النساء، الى جانبي، لئلا تخرج مسبة عابثة في حلمي عن طريق فمي، ضد صدام، تسمعها وتكتب في اليوم الثاني تقرير يؤدي بحياتي".  

 

عندما كنت والعائلة جميعا نتعرض الى بطش الاجرام الصدامي، كالضرب والاهانات والاعتداءات في 84- 1985 ، ولم نلتمس وقوف اية جهة لمنع هذا الاعتداء، حتى بعد ان اعدم اخي الاكبر ( الشهيد يوسف توما هرمز) وابن خالتي ( الشهيد يوخنا ايشو ججو) وصديق العائلة ( الشهيد يوبرت بنيامين). عندها لم اكن اتصور ان احدا تعرض الى الظلم الذي تعرضنا اليه نحن الاشوريون في هاتيك الايام، ولكن اختلاطنا ولقاءاتنا مع الكثير من الفصائل العراقية، علمتنا بأننا لم نكن وحيدين في هذه الفاجعة، بل هنالك الملايين العراقية. وها هي الصور الدامغة للحقيقة تخرج بألاف اخرى من الشهداء من الشيخوخة القديرة الى الامومة والابوة والاخوة والطفولة البريئة براءة الملائكة.

 

هنالك مثل شائع بيننا نحن العراقيين يقول ( ما يكدر أبوية الا على أمي ) ، يطلق في حالة جبن رب العائلة امام المشاكل الداخلية والخارجية، هذا المثل ينطبق تماما على صدام الاجرام. فالتاريخ لم يسجل اسم رئيسا جبانا، بجبن الشيطان، قبل صدام. هذا اللعين، استغل ثروات وخيرات اغنى دولة في الشرق الاوسط، لبناء ترسانة امنية وعسكرية وحربية و.. ياحبذا لو استخدمها في دحر الاعداء الطامعين في خيراتنا او لتحرير فلسطين، كما اوهم الفلسطينيين والعالم العربي، بل استخدم هذه الترسانة لتحطيم شعبه ووطنه. انه بحق يستحق لقب الشيطان الاكبر على وجه الارض.

 

في الوقت الذي نتوجه بجزيل الشكر للاخ نوري علي وكل الاخوة الذين شاركوا في توضيح المصيبة العراقية الكبرى على يد الشيطان الاكبر صدام الاجرام، ندعو جميع الاخوة الكتاب والكاتبات، رمز الثقافة والثورية والتجديد، الى تجنيد اقلامهم لخدمة الحقيقة والفجيعة العراقية، وايصالها الى العالم ، بارسالها لاكبر عدد من دور الصحافة والنشر من خلال الانترنيت او البريد العادي. كما نلح على الاخوة السياسيين في القوى الوطنية العراقية ( المعارضة العراقية سابقا) والجميع ان يتحلوا بالوطنية اولا، لانها التسمية التي تجمعنا بلا تفرقة، كما جمعتنا المصاعب والفواجع.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ