الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفاء الجزائر للقضية الفليسطينية وتخاذل الديكتاتورية الحاكمة بالمغرب

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2021 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأحد05 دجنبر 2021، بزيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام، لتناول تطورات القضية الفلسطينية والتحضير للقمة العربية التي ستحتضنها الجزائر العام المقبل، أملا أن تكون القضية الفلسطينية على رأس أجندة القمة العربية المزمع عقدها. وهو ما أكده الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقوله على " أن القمة العربية المقبلة ستكون القضية الفلسطينية على رأس أجندتها "
وقد تعتبر هذه الزيارة بالنسبة للسلطة الفلسطينية ذات أهمية كبرى ، خاصة و أنها حدثت في وقت عرفت فيه القضية الفلسطينية نوعا من الجمود ، لما تعرضت له هذه القضية من مؤامرات و دسائس من قبل بعض الحكام العرب المنفدين لأوامر و أجندت أسيادهم الصهاينة بكل من الولايات المتحدة الأمريكية ، وربيبتها إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية من أساسها ، عبر الإساءة لها سياسيا و دبلوماسيا و تشويهها إعلاميا، وإفلاسها ماليا ، و تمزيقها داخليا ، وهو ما تسبب في تراجع مواقف عديد من الدول العربية المحكومة من قبل الملوك أو الأمراء أو السلاطين عن الإجماع العربي حول هذه القضية الإنسانية ، و ليست الفليسطينية وحدها كما يعتقد الحكام العرب المتواطئون .
و في هذا الصدد أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الاثنين 6 دجنبر 2021 أن الجزائر قدمت للرئيس الفلسطيني محمود عباس "مساهمة مالية" في إطار الجامعة العربية بقيمة 100 مليون دولار، حسب ما ورد في بيان للرئاسة الجزائرية ، وقال الرئيس الجزائري خلال مؤتمر صحافي مع محمود عباس إن القرار جاء "وفاءً لتاريخِ الجزائر الثوري والالتزام الثابت للشعب الجزائري برمته، بمساندة القضية الفلسطينية العادلـــــــة في كل الظروف. و تستعد الجزائر لاحتضان قمة جامعة الدول العربية في مارس 2022، وتابع الرئيس الجزائري "لا شكَّ أن بلورةَ موقف موحد ومشترك حول دعمِ حقوقِ الشعب الفلسطيني عبر إعادة التمسك الجماعي بمبادرة السلامِ العربية لعامِ 2002، سيكون له الأثرُ البالغُ في إنجاح أعمالِ هذه القمة " كما تعمل الجزائر على استضافة "ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية قريبا ، عسى أن يتحقق جمع الشمل الفليسطيني ، وتحقيق الوحدة الفليسطينية وقطع الطريق أمام سماسرة القضية الفليسطينية و تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة العدو الصهيوني المستفيد الوحيد من تمزق الجسم الفليسطيني.
وكما هو معروف عن الجزائر فهي دولة تتبنى موقف مساندتها للشعوب في تقرير مصيرها ، خاصة الشعب الفليسطيني الذي أغتصبت أرضه من قبل الكيان الصهيوني الإسرائلي أمام أعين كل العالم ، و هو الموقف الذي جلب للجزائر جملة من المشاكل و العداوة مع العصابة العلوية الحاكمة بالمغرب ـ التي لجأت إلى الإستعانة بالعدو الصهيوني الإسرائلي في تحدي سافر وإهانة غير مقبولة للشعب المغربي بمبررات واهية و على رأسها كون الجزائر تساند حق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
ففيما تلتزم الجزائر في تنفيذ و عودها لدعمها للشعب الفليسطيني ماديا و معنوويا دون أن تتأخر لحظة واحدة في وفائها بذلك ، معتبرة " القضية الفلسطينية أولا " ، فإن العصابة الحاكمة بالمغرب إرتأت أن تخذر الشعب المغربي بإعتبارها " الصحراء الغربية أولا " و هو الضعف و الهفوة الديبلوماسية ، و السياسية التي استغلها الصهاينة وتمكنهم في التحكم في الشأن المغربي علانية و بدون خوف ، بعدما كانوا يتحكمون في الشأن المغربي سرا في تحالفهم مع العصابة العلوية الحاكمة. و قد يستطيع الصهاينة إنطلاقا من أرض المغرب و كعادتهم هزم العرب و إفشال عقد القمة العربية المرتقبة بالجزائر.
وتأتي زيارة محمود عباس بعد أقل من أسبوعين من زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمغرب، تميزت بتوقيع الديكتاتورية العلوية الحاكمة بالمغرب وأشقائها الصهاينة اتفاقا غير مسبوق للتعاون الأمني و العسكري و الاستخباراتي، في خطوة أثارت غضب كل من الفلسطينيين والجزائريين و الشعب المغربي و كل أحرار و عقلاء العالم ، وتظل الجزائر التي قطعت علاقاتها مع المغرب منذ أغسطس بسبب أعمال عدائية المستهدفة من خلال التقارب الاسرائلي المغربي نظرا لما تبدله من مجهودات دفاعا عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ، و هو ما لا يستسغيه عقل كل من الديكتاتورية العلوية بالمغرب و الكيان الصهوني الإسرائلي لأن القاسم المشترك بين هؤلاء هو الطغيان و العدوان و الأحتلال و إهانة الإنسان.
إن الحل الوحيد للقضية الفليسطينية يبدأ في إبعاد المطبعين مع الكيان الصهيوني عن القضية الفليسطينية من أساسها ، فهم يسيئون لها أكثر مما يعتقد البعض أنهم يحسنون لها ، لأن الدعم المالي ليس هو كل شيء و لن يحل القضية الفليسطينية ، إذا لم يوازيه الدعم الديبلوماسي و السياسي و العسكري أذا تطلب الأمر ذلك ، والاستمرار في مقاطعة الكيان الصهيوني الإسرائلي. بل و طرد و مقاطعة كل المطبعين من كل من الجامعة العربية ، و لجنة القدس و ما يسمى باتحاد المغرب العربي ، إذا لا يعقل أن يظل المغرب عضوا بالجامعة العربية ، ورئيسا للجنة القدس في الوقت الذي يرتمي فيه حاكمه الديكتاتور محمد السادس بين أحضان الصهاينة الذي لا يربطه معهم التطبيع فقط ، بل تربطه معهم العلاقة العائلية و الأسرية. و بذلك لا يمكن لهذا الصهيوني العربي المغربي أن يدافع لا عن فلسطين ، و لا عن أي دولة عربية أو إسلامية ، ولن يحب الخير للجزائر ، وبالتالي فإن المغرب سينفذ أوامر الصهاينة للعمل على إفشال القمة العربية المزمع عقدها بالجزائر ، و المستقبل القريب هو من يؤكد هذه التوقعات . و في حالة حدوث هذه التوقعات فإن كل الشعوب الحرة و المتحررة تعرف مدى وفاء الجزائر للقضية الفليسطينية.
علي لهروشي امستردام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قد لا نتفق .. ولكن لن نجرد الخناجر في الحوار
مروة ( 2021 / 12 / 9 - 23:44 )
تقول:
إن الحل الوحيد للقضية الفليسطينية يبدأ في إبعاد المطبعين مع الكيان الصهيوني عن القضية الفليسطينية من أساسها ،
سؤال:
ماذا وقّع عرفات في أوسلو، وأمام كلينتون بالبيت الأبيض؟
الاستنتاج:
يتعين استبعاد الفلسطينيين لأنهم سبقوا إلى التطبيع في سنة 1994


2 - ا اين تعليقي وفيه اسمى ماتوصلت اليه البشريه
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 12 / 10 - 19:45 )
التطبيع والتاءخي والتفاهم-اءاءنتم من البشريه ام من الفاشية الاسلامية والنازية العربنجيه-انشرو تعليقي وردوا عليه

اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟