الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة القضاء الاكتروني في المغرب

ايت وكريم احماد بن الحسين
مدون ومراسل

(Ahmad Ait Ouakrim)

2021 / 12 / 8
كتابات ساخرة


في بلدي يعتبر اغتصاب الطفولة شيء ليس بذي قيمة ولا يتطلب التسريع في الإجراءت القانونية للوقوف على حقيقة الأمر ووضع حد للظاهرة التي تنذر بالخطر الداهم للأطفال

عقدين ونصف من الزمن، وأنا أتوهم إنني أعيش زمن الأبهة في مهنة الصحافة، في الوقت الذي وجدت فيه نفسي أمام الدعارة الصحافية بكل ما تحمله الكلمة من معاني، زمن العهر الصحفي ومن داخل أغلبية الدكاكين الصحفية.
سبق وأن اشتغلت مع جريدة الجوهرة الفنية بالجمهورية التونسية في سنوات التسعينات، وكان من ضمن الكتاب آنذاك الأستاذ كمال العلاوي المدير السابق لقسم الدراما بالإذاعة التونسية، ساهمت بعدة مقالات في جريدة الشروق والأنوار التونسية وقتها.
وفجأة اكتشفت أن أسلوب الكتابة التي تتبناه الجريدة ببعض كتابها هناك لم يأتي بالنتائج المأمولة وكانت هناك في الجهة المقابلة كتابات انبطاحية في شكلها ورغم أنها كانت تخفي بين سطورها مضامين ورسائل ثورية بأشكال مختلفة.
ترعرعت بين رجال ثوريين حتى النخاع، وتلقيت مبادئ تكفي لتضعني على الطريق الصحيح والعمل على السير فيه إلى أخره والتقيت رجال الميدان لهم دراية كافية لأداء الغرض ويزيد في مهنة المتاعب.
منحتني الصحافة أفكارا ونظريات بدون بخل وعملت على المساهمة بنشر كل الأفكار المعاكسة للقطيع. ولم أخذ منها ما استحقه عن أتعابي بالمرة.
هذا التقديم جاء بمناسبة التذكر لبداية المسار أي سنة 1994 بالجمهورية التونسية وكانت مناسبة لإحياء الحنين لبلد يتمزق على أيادي أبنائه للأسف، والحكايات عن الماضي بما فيه من ذكريات جميلة وذميمة في آن واحد، رغم ما نجده من بعض المندسين لميدان السلطة الرابعة أو ما يمكن أن نسميهم بكاري حنكوا وبوق الجهالة وووو.
وأما ما جعلني اليوم أخطط هذه السطور والحاملة لهذه العبارات الغير المنظمة والتي تحكي عن موضوع العدالة وخرافة العدالة الالكترونية في زمن الإعلاميات.
كنت أظن بأن موضوع العدالة الالكترونية سيرى النور ويصبح حقيقة واقعية على ارض الواقع ولكن كانت الخيبة كبيرة لما أدركت بالممارسة أنها مجرد ملهاة تعطي بعض الإجراءات البسيطة التي قد لا تسمن ولا تنفع في تسريع الإجراءات.

لقد صدمتني وقائع قضية ملف الأجنبي الذي ابتلاه الله بالزواج بأحد المغربيات والذي أصبح زائرا لبعض المحاكم ودائم التنقل بين مكاتب المحامين والوزارات والنيابة العامة في بعض المحاكم المشار إليها أعلاه من أجل قضية كان من المفروض البث في كل حيثياتها قبل اشر من تاريخه وتنتهي مأساة هذا الرجل ومعه مأساة طفلين بريئين لا ذنب لهما في وقع غير تواجدهما مع الجد والأب وفي ظرفية جد مأساوية فرضت عليهما التنقل بين المحاكم والحرمان من الدخول إلى روض الأطفال وأصبحت حياتهما حياة راشدين يتنقلون عبر المحاكم بين الصويرة واكادير وتارودانت في انتظار الإنصاف ومحاكمة المغتصب الذي كان من المفروض حمايتهما بدلا من استغلالها جنسيا وتعذيبهما........
لن أخفي عليكم صدمتي في هذه القضية التي حزت في نفسي لما توصلت بمعلومات خطيرة في القضية وكيفية التعامل مع هذا الأجنبي الذي لن ينسى ما وقع له في أجمل بلد في العالم.
نعم شيء مؤسف جدا أن تصبح معروف في مدينة من المدن المغربية وأنت لست بابن تلك المدينة بل أجنبي عن البلد ككل ولكن معروف بقضيتك التي تضامنه معها الكثير دون أن يقدموا أي دعم غير المواساة والصمت القاتل أمام جريمة تمس حياة طفلين بريئين.
فعل أن المعني بالأمر ليس إنسان حقود ولا ذي روح انتقامية بل كل ما كان يريد هو حماية طفليه مما أصابهما من اعتداء جنسي الذي حز في نفسه وصدمه وجعل منه إنسان يعيش أسوء أيامه على الإطلاق.
لقد صرح أنه لم يكن يعتقد إطلاقا انه يمكن أن يعيش هذه الحالة أو حتى أن يسمع بها حتى فإذا به هو محور القضية ويعيش قصة رهيبة في ردهات المحاكم المغربية ولازال يعتقد انه في حلم مزعج لا في واقع معاش.
طفولتنا المغتصبة ومعها طفولة أجنبية سيسجلها التاريخ لا محالة ويدونها لتكون بصمة عار على جبين العدالة المغربية لا محالة.
يؤسفني أنني في هذا العمر واعلم علم اليقين أنني راحل لا محالة ولكن ما يحز في نفسي أن تبقى هذه المعاملات والتصرفات معاشة في بلدي وهناك هذه الملايين المتوالدة من الأطفال في البلد.
تشير بعض الجمعيات المتابعة لحماية الطفولة أن الوضع جد خطير ومؤسف في نفس الوقت حتى أضحت بعض الناشطات الحقوقيات في شعبة الطفل يناشدن الساكنة بالعمل على عدم الإنجاب الأبناء ماداموا غير قادرين على حمايتهم من الذئاب البشرية.
وبعيدا عن كل البعد عن الاستمناء القضائي في ظل تواطأ صحافة الدعارة التي ضاعت بين مؤخرات بائعات الهواء والدفع بالغبيات إلى ممارسة فن التيك توك ولعبة نشر الصور لمفاتن لا تسمن ولا تغني من جوع وكل ذلك مقابل دريهمات نادرة في اغلب الأحيان ولكنها تقضي على أسس الأسرة وتكرس لنشر ثقافة الهراء.
مما جعل من الإعلام مجرد صحف وإذاعات نشر السفا سف وإذاعتها بعيدا كل البعد على ما يمس سمعة البلاد والعباد في بلد كان له تاريخ للأسف وهو ألان يسر إلى الهاوية دون أن تتحرك ولو نسمة نخوة وأنفة في تلك الكائنات السياسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع