الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات سورية

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 12 / 8
الادب والفن


نحن الذين نعيش في الغرب على الهامش، ونتفاخر بجوائزنا وكتبنا المنشورة ، و أصبحنا أبطالاً نتحدّث عما جرى لنا " نحن العظماء " في سجون النظام بينما كنا جزءاً منه . نحاول أن نقرأ بعمق ، فنقرأ أنفسنا ، وقد أعيتنا الوحدة فشكلنا فريقاً على النت نسجل من خلاله عظمتنا في شتم الأسد.
نحن الذين نعيش على الهامش كثر وبعضنا حصل على الجنسية ، لكننا بعيدون عن الغرب، وعن العرب، وهذا الفراغ القاتل الذي يحيط بنا لاعلاج له .
البارحة دردشت مع صديقتي وسألتها عن أحوالها. قال كل شيء بخير لدينا في السلمية ، فلدينا مؤسسة الآغاخان التي تعطينا حصصاً غذائية دون التفريق في الدين . لذا اشتريت من جارتي حصتها في الطحين كي أصنع الفطائر . لا أطيب من فطائر السلق . صنعت عشرين فطيرة التهمتها العائلة بمتعة شديدة.
أردت أن أعرف المزيد فهاتفت صديقة أخرى ، فقالت لي أنههم يحبون المشاوي ، وقد جمعوا شحاحيط ، وعيدان الشجر ، وشووا كيلوين من البطاطا و اثنين من البصل و اثنين من البندورة . سألتها عن سلّة الآغاخان الغذائية ، فقالت لي: أبيع الثلاثة علب من الزيت و أشتري بثمنهم مواد أخرى .
صديقة ثالثة تواصلت معي فقالت لي أن وجبتهم شوربة كانت لذيذة جداً ، حيث أنهم تمكنوا من الحصول على الليمون الغالي الثمن ، وفتوا فيها الخبز . كانت لذيذة .
صديقاتي الثلاث اللواتي تواصلت معهن لم يشكين من سوء المعيشة . أكملت السهرة في فراغي ، وأنا أعرف لماذا رحلت.
كان الناس يبدون أغنياء فأغار منهم ، و أقول : هل أنا فقط ؟
تبين أن الناس لا يؤمنون في الحقيقة فعندما أوقفنا سيارتنا أمام المنزل لأنه لا نملك ثمن البنزين . كان الناس يقولون أن سورية سوف تتربع على عرش العالم في الاقتصاد، فأهجم على زوجي و أقول له : يالك من تنبل! خلصنا من هذا الفقر . لدينا أولاد وجامعات . . .
وفي يوم من الأيام أتى منتصراً وقد حصل من نقابة المحامين على سمن نباتي ، لم يطل الأمر صنعت منه كعكاً . كان علي أن أكون كما ربعي فأصرّح أن سورية بلد المعجزات ، كنت أستعمل اللحم في الطعام كالبهارات ، وخرجت من الموضوع ، فلم أعد أشكو الفقر ، بل أمشي بعظمة ، بينما يتهامس الأهل عى عظمتي . تم غسل دماغي ، فاعتقدت أن الحياة فقر ، وشقاء ، لكنني غادرت فأصبحت الحياة فراغ . هنا المشاوي تعني اللحوم ن ولدينا تخمة من الطعام لدرجة أننا نفكر أن اللحم ليس غذاء جيداً . ماهو البديل ؟ قد تكون فطائر السّلق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالتك تبشر بالخير
عبد الفادي ( 2021 / 12 / 8 - 08:31 )
كم انت بشوشة يا استاذة نادية رغم معاناتكِ من المرض ، وما اعظمكِ وانت بهذا الحال وتفكرين بإسعاد الآخرين بكتاباتكِ الساخرة الممتعة ، انتِ فعلاً دستِ المرض ولم يبقى إلا القليل لتسحقيه بإرادتكِ القوية وتقومين بالسلامة وكل من يعرف قيمتك سيحملك على الأكتاف


2 - لقد ضحكت
ماجدة منصور ( 2021 / 12 / 8 - 10:35 )
فعلا0
ما أروعك حين تسخرين من المرض و الشحططة و ...و...و
تعيش نادية
و يسقط الطغاة


3 - من هذا التافه
ماجدة منصور ( 2021 / 12 / 8 - 11:15 )
الذي يضع أصفارا للأستاذة نادية!!!!!!!!!!!!0
قظ القرد تسفقك مين ما كنت0
الأستاذة تاج على راس الكل....يا قزم


4 - ...
جوان علي ( 2021 / 12 / 9 - 10:30 )
ذكرتيني بالسلمية .. وتداعت افكاري .. إنها واحدة من أكثر المدن سلمًا التي عرفتها على الإطلاق .. استقرت عائلتي الصغيرة في دمشق بعد بيروت وحروبها الصغيرة والكبيرة .. في الشهور الاولى ألفت الياسمين وسوق الجمعة ومرقد ابن عربي القريب مني كما الشوارع وتسلط البقال على محفظة نقودي باسعاره السياحية .. لكن الالفة غابت مع الناس .. العلاقات بقيت شكلية ومضامينها راوحت على السطح .. أمنت واسطتي ؟ مكان عمل لي في مكتب للدراسات والابحاث وتعرفت حينها على مسؤولة المكتبة والارشيف .. سيدة جادة جدا في عملها وتعاملها .. عاتبتني مرات كثيرة على تأخيري السيارة التي تقوم بتوصيلنا في الصباح الى مكان العمل وأنه كان بامكانها شرب المتة الصباحية بدل الانتظار في الشارع .. اعتذر واعلل بتأخر سيارة حضانة الاطفال ..


5 - ...
جوان علي ( 2021 / 12 / 9 - 10:32 )
مع الوقت تبادلنا الكثير من الاحاديث العابرة بعد الخروج من العمل في الطريق الى البيت .. سألتني مرة اين سأقضي ايام العيد القادم .. قلت في البيت كالعادة .. قالت انها ستقضيه مع اهلها في مدينتها .. ودعتني لمرافقتها .. أجبت لم لا كمجاملة .. لكنها كانت هنا ايضا جادة جدا .. قبل العيد بايام قالت انها ستحجز الاماكن في الباص وتريد معرفة عدد عائلتي .. تحفظ زوجي لانه لايعرفهم وترك لي الخيار في الذهاب وحدي رغم خوفه علي وعلى طفلنا الصغير .. اعتبرها مغامرة ووثق بعمله كصحفي في منظمة دولية تتمتع بوضع دبلوماسي في سوريا .. سافرت .. وسحرتني المدينة واهلها .. استرجعت روحي سكينتها لايام .. مجتمع مختلف عن المجتمع الدمشقي المنغلق الصوري .. وغدت السلمية من يومها المكان الذي نقضي فيه كل ايام عطلي مع العائلة بكاملها .. تحياتي

اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى