الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة مختصرة في الأجواء السياسية الراهنة

محمود جديد

2021 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


========================

يلاحظ أنّ انسحاب الإدارة الأمريكية المذلّ من أفغانستان، وتركيز جهودها باتجاه الصين ، وروسيا ، لأنّها تعتبرهما الخطرين الاستراتيجيين على مصالح ، ودور أمريكا على الصعيد العالمي، من جهة، ونجاح جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني من قِبَل دول عربية عديدة، والذي تمادى إلى إقامة علاقات متعددة الأوجه والأشكال معه، تجاوزت ماهو قائم بين الدول العربية نفسها بكثير، من جهة ثانية، فإنّ الإمبريالية الأمريكية أصبحت مطمئنة على مستقبل الكيان الصهيونى.
وإزاء هذه التطورات، فإنّ الإدارة الأمريكية سمحت للإمارات بلعب دور أكبر من حجمها، بعد أن فشل محمد بن سلمان في القيام بهذا الدور، نتيجة ممارساته المعروفة التي ارتكبها، وبالتالي، أصبح محمد بن زايد" الجوكر " العربي، والإقليمي الصالح للاستخدام . وقد نجح بهذا الدور نظراً للفائض المالي للإمارات، حيث استطاع تطبيع تطبيعه بسلاسة مع دول ترفع شعار المقاومة كسوريّة، وإيران، ويقيم مها علاقات مهمة في زمن صعب بالنسبة لهما ، أو تتعارض مع نهجه المعادي للأحزاب الدينية، والأنظمة التي ترتكز عليها كتركيا، وهذا النهج يريح أمريكا ، إذ يضمن عدم حدوث تطوّرات غير محسوبة في الوطن العربي ، والإقليم ، ويجبرها على الانغماس بشؤون المنطقة ثانية ، وبعثرة جهودها المركّزة باتجاه الصين وروسيا .
وعلى الصعيد العالمي، يلاحظ أن الرئيس الفرنسي ، يلعب دور " الجوكر " الأوروبي في منطقتنا ، فكان الوحيد من قادة الدول الغربية الذي حضر مؤتمر بغداد الهام في الصيف الماضي، والوحيد الذي حاول معالجة الملفّ اللبناني بشكل مباشر، وبالتوجّه إلى الرياض لمتابعته مع محمد بن سلمان بشكل غير مباشر ، ويحاول تبييض شخص محمد بن سلمان على المستوى الدولي ، وهذا ما نرجّح بروزه في العام القادم .. .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، ماهو مصير القضية الفلسطينية في خضمّ هذه الأجواء ؟
على الرغم ، من تنامي روح المقاومة ، وشموليتها الأوساط الفلسطينية ، إلّا أنّ "سلطة أوسلو" التي أدمنت على تعلّقها بإمكانية إنصاف الشعب الفلسطيني العظيم ، على أيدي الرباعية الدولية، لا تزال تكبح هذا التنامي ،وتحاول قطع الطريق على تجسيد وحدة فلسطينية كفاحية تتماشى معه ، وبلورته بانتفاضة عارمة على امتداد الساحة الفلسطينية ... ونظراً لإفلاس تلك السلطة حاولت استخدام سمعة الجزائر ، ودورها المشرّف الصادق والداعم للقضية الفلسطينية، لاستخدامها كورقة تكتيكية ضاغطة على الكيان الصهيوني ، بعد أن فشل التنسيق الأمني المذلّ، والمدان، والمستمر معه في تحقيق أيّة مكاسب سياسية . وكان استقبال القيادة الجزائرية مميّزاً للرئيس الفلسطيني ، لم يحصل عليه في أية عاصمة أخرى ، كما قدّمت مائة مليون دولار معونة للسلطة الفلسطينية على الرغم من المتاعب الاقتصادية للجزائر ، ولكن لا نعتقد أنّ الرئيس الجزائري غافل عن تاريخ وممارسات فريق أوسلو ، ولهذا قد تكون القيادة الجزائرية هي التي اقترحت على أبو مازن عقد اجتماع لقادة الفصائل الفلسطينية في الجزائر للوصول إلى موقف موحّد قبل اجتماع مؤتمر القمة العربية في العام القادم ، حيث تسعى الجزائر إلى أن يكون مؤتمراً فلسطينياً بامتياز .. لأنّ الاجتماعات الفلسطينية التي تُعقَد في القاهرة تُجرى عادة تحت إشراف المخابرات المصرية ، ولأغراض أمنية ، هدفها تثبيت الهدوء مع الكيان الصهيوني ، مقابل تخفيض جزئي لدرجة الحصار الظالم المفروض على غزة .
وعلى كلّ حال، فإنّ تطور الأحداث في المنطقة ، والعالم تتسارع ، وستحدّد نتائج مباحثات الملف
النووي الإيراني الجارية في هذه الأيام ، الإيجابية ، أو السلبية مسار الكثير من الأحداث في العديد من الأقطار العربية، والإقليم ، وما علينا سوى رصد تطوراتها، ومواكبتها ، واستيعاب مايجري حولنا ..
في : 9 / 12 / 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة