الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبذة عن موريتانيا

سيماء علي مهدي

2021 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تعرف دولة موريتانيا رسمياً باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وهي من الدول التي تقع في شمال غرب قارة أفريقيا على شاطئ المحيط الأطلسي، يحدها من الشمال الغربي الصحراء الغربية ، ومن الجنوب السنغال ، ومن الشرق والجنوب مالي ومن الشمال الشرقي الجزائر. وتغطي الصحراء أراضي البلاد ويشكل نهر السنغال الفاصل الطبيعي للحدود بين البلدين. يبلغ اجمالي طول الحدود البرية 5074 كلم منها 463 كلم مع الجزائر ، 2237 كلم مع مالي ، و813 كلم مع السنغال ، و1561 مع الصحراء الغربية ، كما يبلغ طول الشريط الساحلي 754 كلم. تبلغ مساحتها 1,303,700 كم 2 ، وعاصمتها مدينة نواكشوط وأهم المدن فيها نواذيبو، قابدي، زويرات إدرار. أما مناخ موريتانيا صحراوي حار وجاف بشكل دائم مع نسيم متواصل على السواحل، شديد البرودة شتاء مع أمطار موسمية. أما عدد سكانها فيقدر وفق بيانات نهاية عام 2020 نحو 4.775.110 نسمة.
وعرفت موريتانيا عبر التاريخ بعدد من الأسماء لم يختره أهلها ولا هو اسم عربي إسلامي ، بعضها كان خاصاً ببعض مناطقها، وبعضها كان شاملاً لجميع اراضيها، ومن أشهر هذه الأسماء( بلاد شنقيط ، وصحراء الملثمين، وبلاد التكرور)، وهناك من يقول بأنه اسم قديم أطلقه الرومان عندما سيطروا على إفريقيا الشمالية ، وأطلقوا على سكان تلك المنطقة أسم ( مور ) وتعني ( أسمر ) ، وأطلقوا على البقعة الجغرافية الموريتانية الحالية اسم ( موريتانية ) أي أرض الرجال السمر ، وعندما فتح المسلمون ( الأندلس ) أطلق الإسبان هذا الاسم ( مورو ) أو ( موروس ) وتعني الأسمر و ( تانيا ) تعني البلاد باللغة اللاتينية ، وبذلك تعني موريتانيا بلاد السمر ، وعندما احتل المستعمر الفرنسي الأراضي الموريتانية أطلق على تلك الأراضي ( أرض البيضان ) ، إلا أن الحاكم الفرنسي إقترح على الحكومة الفرنسية إطلاق اسم موريتانيا على تراب البيضان ، وأن من أطلق على تلك التسمية هو الفرنسي ( جان فرانصو كاي ) سنة 1843 م ، فصدرت الموافقة على تلك التسمية من قبل سلطة الاحتلال الفرنسي ، وبذلك تعرف تلك البقعة الجغرافية في وقتنا الحاضر باسم موريتانيا من الناحية العرفية ، أما من الناحية الرسمية فإنها تعرف باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية .
ويقسم المجتمع الموريتاني الى:
1- المجموعة المحارية : وهي الطبقة العليا في السلم الاجتماعي ، وتحتكر تلك الطبقة السلاح ، وتفرض نفوذها السيامي على المجموعات الأخرى ، ويعيشون من الغزو والمغارم التي تشنها على أعدائها ، والغرامات التي تفرضها على المجموعات المستضعفة الخاضعة لها ، ويتحدرون أغلبية تلك الطبقة من قبائل بني حيتان العرب.
2- المجموعة الطلبة أو الزوايا : تحتل هذه الطبقة الثانية في السلم الاجتماعي ، مهمتها تعلم المعارف العربية والإسلامية ، أي القيام بالوظيفة الدينية بالإضافة إلى أدوار اقتصادية أساسية من صناعة وزراعة ، وأهم نشاط اقتصادي تمارسه تلك الطبقة في التجارة والذي تحتكره إلى حد ما ، وأغلب هذه المجموعة من أصول صنهاجية ، وبعضها من أصول عربية.
3- مجموعة الحلفاء أو اللحمة : تحتل الطبقة الثالثة في السلم الاجتماعي ، عملهم محصور في تربية المواشي للقبائل حسان والزوايا وهي طبقة مغلوبة وجلهم من قبائل صنهاجة وبعضهما من عرب حسان.
4- الحراطين: تحتل الطبقة الرابعة في السلم الاجتماعي ، وهم من فئة المجتمع الأمازيغي، وهي فئة تميل ألوانها إلى السمرة الداكنة أو السواد ، وهي من مجتمع البيضان العربي ، ومهمتهم يقومون بنشاطات زراعية.
5- الصناع أو ( المعلمون ) : المعلم في المجتمعات الأخرى يحتل المرتبة الأولى من ناحية السلم الاجتماعي ، لكن في موريتانيا المعلم هو وصف للانتماء إلى فئة تمتهن الحدادة ، وأن هذه الفئة لا ترجع إلى أصل واحد ، وإنما من جميع القبائل.
6- المغنون أو الشعراء : حرفتهم الموسيقى والغناء ، ويرجع أصول بعضهم أندلسية وعربية ، وبعضهم من أصول الطوارق والسودان.
7- الأرقاء أو العبيد : وهم مجموعات الرقيق الأسود والأبيض ، مهمتهم القيام بأعمال المنزلية ، وتحتل الطبقة الأخيرة من السلم الاجتماعي في موريتانيا ، وتعاني هذه الطبقة من تهميش في كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، بالرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة بارتقائهم إلى مستويات أحسن في السلم الاجتماعي.
ويتكون المجتمع الموريتاني من ستة مكونات اجتماعية تنضوي تحت جماعتين أساسيتين، وهما :
أ‌- جماعة البيضان وتضم العرب والبربر ، وتنقسم البيضان بدورها إلى البيضان البيض والبيضان السمر والذي يطلق عليهم الحراطين .
ب‌- جماعة لكور وهم الزنوج غير العرب وتضم طوائف الفلان ، السوننكي ، والولوف ، وأن هذه الجماعات لها خصوصيتها الاجتماعية والثقافية والحضارية ، ومع ذلك يجمع كلها قاسم مشترك وهو الدين الإسلامي الذين يؤمن به جميع مكونات المجتمع الموريتاني على اختلاف عرقهم أو جلسهم .
وينقسم المجتمع الموريتاني من ناحية اللغة إلى:
1- المجموعة العربية وتعليم البيضان والحراطين التي اندمجت مع العرب نتيجة التأثير الثقافي والمعاشرة الاجتماعية ، وأصبح من الصعب التفريق بينهما إلا بدوافع سياسية ، إذ يسعى بعض السياسيين الاستفادة من هذه الفئة ، لينال من وراء ذلك بعض المكاسب ، ويقدم نفسه مناصره لهذه الفئة والتلويح لها باعتباره فئة مسلوبة الحقوق ، وكذلك البرير التي مع مرور الوقت اندمجت اندماجا تاماً مع القبائل العربية ، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العرب ، ومن النادر أن نجد بين القبائل الموريتانية من يقر بأصول بربرية ، لذلك لا تجد على الساحة السياسية الموريتانية موضوع الأمازيغية لغة أو أصولا ، كما أن ليس هناك حزب يتحدث في برنامجه أو نشراته عن الأمازيغية لأن الجماهير المحلية باتت مقتنعة بأن الأمازيغية هم جزء من الثقافة العربية .
2- السودان أو الزنوج ، وتتراوح نسبتهم حوالي ( 15-25 % ) وبالرغم من قلة عددهم ، إلا أنهم ليست مجموعة متجانسة ، إذ تتوزع على خمس إثنيات ، ولكل منها لغتها وتقاليدها الخاصة وتتوزع على النحو الآتي:
أ‌- التكارير أو الهالفولارين : ويشكلون غالبية الأقلية الزنجية في موريتانيا ، وتصل نسبتهم إلى ( 9 % ) من مجموع السكان ، ويتحدث التكارير بـ ( الولارية ) وهي إحدى لهجات لغة الفول فولد ، وأن غالبية هذه الفئة من الوافدين إلى موريتانيا من دولتي ( السنغال ومالي ) المجاورتين ، إذ وفدوا عقب الاستقلال واستطاعوا الحصول على الجنسية الموريتانية ، بحكم امتدادهما الاثني وتتداخل قبائلهم عبر الحدود، ويتركزون في الوادي الأوسط من نهر السنغال ، وهذا النهر يشكل خط الحدود بين موريتانيا والسنغال.
ب‌- القولي أو الفولاني : يشكلون ( 5 % ) من سكان موريتانيا ، ويتحدثون باللهجة ( الولارية ) ، وأن قسما كبيراً من افرادها تزاوجت مع الجماعات الأخرى ، رغبة منهم في تحسين أوضاعهم الاجتماعية ، لذلك فأن نسبة المختلطون فيها عالية ، وتمتهن هذه المجموعة مهنة الرعي دون الزراعة ، إذ أن أغلبهم من البدو.
ت‌- السراكول أو الماركا : يشكلون نسبة ( 4 % ) من مجموع سكان موريتانيا ، ويتحدثون باللغة السوننكية . ويقيمون في المناطق الحدودية مع دولة مالي ، وهذه الفئة تميل إلى المسالمة وابتعادها عن أثارة المشكلات ذات الطابع الاثني .
ث‌- الولوف : هذه المجموعة تسبتهم ضئيلة إلى بقية السكان إذ يشكلون حوالي (0.5%) من مجموع السكان ، ويتحدثون بلغة خاصة تدعى ( الولوفية ) ، وهي لغة تحتوي على نسبة عالية من الكلمات العربية . أكثر من أي لغة ( زنجية ) أخرى في المنطقة ، ويتركزون على الضفة الأخرى من نهر السنغال في موريتانيا إلى جانب دولة السنغال ، وتمين هذه المجموعة مهنة الزراعة أما أغنياهم فيمتهنون بتربية المواشي.
ج‌- البمبارا : هذه المجموعة تنتشر بشكل أساسي في دولة مالي ، ولكن جزءاً منهم يسكن موريتانيا ، إذ لا تتجاوز نسباهم ( 0.5 % ) من مجموع السكان ، ويتحدثون بلغة تدعى ( الماند ) ، وأن هذه اللغة غير معترف بها من قبل الحكومة الموريتانية ، إذ أن الدستور الموريتاني يعترف باللغات الوطنية وهي العربية والبولارية والسونكية والولوفية دون الإشارة إلى لغتهم ، كما إن وجودهم لا يثير مشكلة على الصعيد الاثني.
أن جميع اللغات الزنجية في موريتانيا ، هي لغات شفوية وغير مكتوبة وتفتقد إلى أبجديات خاصة بها ، وتجري محاولات عديدة لكتابة هذه اللغات بالحروف اللاتينية عبر معهد اللغات الوطنية في نواكشوط ، وتتأثر هذه اللغات باللغة العربية ، إذ تحتوي على بعض المفردات العربية نتيجة الاحتكاك أو الاتصال مع العرب ، وتنتشر بصورة ملموسة بين المجموعات الزنجية ، ويتحدث بها الزنوج كلغة ثانية .
المصادر:
1-جغرافيا موريتانيا, نشر على الرابط: https://arbyy.com/detail1134988123.html
2-عدد سكان موريتانيا, نشر على الرابط: https://www.muhtwa.com/422980/
3-ينظر إلى كل من محمد يوسف مقلد، موريتانيا الحديثة غابرها-حاضرها، دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر، بيروت, 1960 ، ص 41 . وكذلك: علي سعدي عبد الزهرة، الإصلاح السياسي والدستوري في النظامين السياسيين الجزائري والموريتاني، رسالة ماجستير ، الجامعة المستنصرية، كلية العلوم السياسية، بغداد، 2019 ، ص 127.
4-حماه الله ولد سالم, تاريخ موريتانية قبل الاحتلال الفرنسي, دار الكتب العلمية, بيروت, 2017, ص15-16. كذلك: محمد يوسف مقلد, موريتانيا الحديثة غابرها-حاضرها, المصدر نفسه, ص46.
5-احمد ولد اميسه, الفوارق الاجتماعية في موريتانيا:تجلياتها وسبل القضاء عليها, نشر بتاريخ 16/6/2015, على الرابط: https://echarghtoday.com/node/1544
6- محمد سعيد بن احمدو, موريتانيا بين الانتماء العربي والتوجه الافريقي دراسة في اشكالية الهوية السياسية 1960-1993, مركز دراسات الوحدة العربية, بيروت, 2003, ص114-115. كذلك: حماه الله ولد سالم, جمهورية الرمال حول ازمة الدولة الوطنية في موريتانيا, دار الكتب العلمية, بيروت, 2014, ص190.
7-عبد السلام ابراهيم بغدادي, الوحدة الوطنية ومشكلة الاقليات في أفريقيا, مركز دراسات الوحدة الافريقية, بيروت, 1993, ص185-189.
8-عبد السلام ابراهيم بغدادي, الوحدة الوطنية ومشكلة الاقليات في أفريقيا , المصدر سبق ذكره, ص190.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -