الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ساحة العشاق ... هناااك! / عايده بدر

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2021 / 12 / 10
الادب والفن


ويبدأ الصباح
من ركني المعتاد بالمقهى
لازالت طاولتي تذكر أول مواقيت الشمس في عينينا
تثرثر لمقعدينا عن دفء الأنامل حين ارتاحت بين الأنامل
وكيف كان وجه البن سعيداً .... يبتسم

بجوار نافذتي المطلة على ساحة المطر
أجلس إلى طاولة الوقت السعيد
لنفس المقاعد ابتسم محيية فضولها
والبن في قاع فنجاني يراودني عن السؤال عنك
لكنه يتراجع بمقدار صمت
ربما يخشى الإجابة

بجوار نافذتي
نطل معاً أنا والطاولة ومقعدينا والفنجان
نتأمل تلك الساحة التي طالما عجت بكثير من أنفاس العشاق
نتأمل الثلج يفترش أرصفتها السرمدية الاستدارة
الزينات ترتفع ابتهاجاً لميلاد عام جديد قادم
المعاطف الملونة بالحب تعلو صياحات الفرح فيها
وضحكات يرسمها الأحمر فوق الشفاه
بين المعاطف
على الأشجار
وفي القلوب المعلقة فوق أشجار الميلاد

لعلنا كنا نبحث عنك بين الوجوه المارة
في ساحة الحب والمطر
في الوجوه المختبئة بين أغصان الوقت
المنتشرة فروع دقائقها فينا
أو لعلنا كنا نبحث عنك في تلك القلوب المغلقة على همومها
المرسوم فوق أديمها زيفاً بعض الضحكات

كنت أنا
والطاولة
المقاعد
الفنجان
الأشجار
المعاطف
الضحكات
الأنامل المشتبكة
الشفاه المتقدة
والعيون الحائرة
نبحث عنك حولنا

كيف لم ننتبه أنك حاضر معنا
وحين أتانا النادل يسألنا عن فنجان آخر من الشوق
لم تعره مسامعنا أي التفات ...!

ربما لأنك حين تأتي
تأخذني من بين كل هذا الضجيج
فيخرج انتباهي عن انتباهه
وألقاني بين ذراعيك غير التي تجالس الطاولة
غير التي تجرجر في انتظار مواعيدك
الطاولة
المقاعد
الفنجان
الأشجار
المعاطف
الضحكات
الأنامل المشتبكة
الشفاه المتقدة
والعيون الحائرة

وألقاني بين ذراعيك الممدودتين بالدفء
نراقص المطر في ساحة العشاق
هنااااك ...... دون انقطاع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شوفوا عمرو يوسف عمل النطة في فيلم -شقو- من الدور الخامس كام


.. محامي ترامب السابق -مايكل كوهين- يعترف بـ-الكذب- نيابة عنه ف




.. أحمد عز يقترب من انتهاء تصوير فيلم -فرقة الموت- ويدخل غرف ال


.. كلمة أخيرة - الروايات التاريخية هل لازم تعرض التاريخ بدقة؟..




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حوار مع الكاتب السعودي أسامة المسلم و