الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلان العالمى لكرامة الانسان

رفعت عوض الله

2021 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الاعلان العالمي لكرامة الانسان

شهد القرن ال18 الميلادي ثورة فكرية ، اطلقوا عليها عصر التنوير ، و التنوير من الإنارة ، وتبديد الظلام . هنا التنوير يعني الاهتداء بنور العقل في معالجة قضايا ومشكلات الانسان وحياته ، وبالتالي طرح كل سلطة تقيد الانسان سواء اكانت سلطة دينية او تقاليد او افكار سابقة ، فلا يكون سوي العقل وسلطانه .
وكان هذا يعني رفض النظام السائد ، والتبشير بنظام جديد . في هذا السياق ظهر كتاب جان جاك روسو "العقد الاجتماعي " وظهر كتاب مونتيسكيو "روح القوانين" ورسالة في التسامح لجون لوك .
روسو ذهب الي ان هناك عقد اجتماعي ضمني بين الحاكم والمحكومين ، بموجبه يتخلي المحكومون عن بعض من حرياتهم ، نظير ان يضمن الحاكم الامن والامان والسلام الاجتماعي . هنا لاول مرة تصبح الامة "الناس "مصدر السلطة . ففي الملكيات المطلقة مصدر السلطة الله وليس الناس "نظرية التفويض الالهي " ...... وذهب مونتيسكيو في كتابه "روح القوانين " الي وجوب الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ، فلا تتداخل ولا تختلط ، بل كل سلطة تعمل باستقلال .
في رسالته عن التسامح ذهب جون لوك الي ان الدولة مهمتها النظر في شؤون الناس الاقتصادية والاجتماعية ومجمل الحياة التي نحياها علي الارض، وليس من شأن الدولة ما هو اخروي . وبالتالي فالناس علي اختلاف عقائدهم ومذاهبهم الدينية سواسية امام الدولة والقانون .....................
الافكار الجديدة راجت في في فرنسا ، وتبنتها الطبقة البرجوازية المتعلمة ، فقامت بالثورة الفرنسية في سنة 1789، وانقض الثوار علي سجن الباستيل ، وحددوا اقامة الملك لويس السادس عشر والملكة ماري انطوانيت ثم اعدموهما بالمقصلة . وبذلك انتهي عهد الملكية المستندة لنظرية التفويض الالهي في الحكم ، وتقسيم المجتمع الى ثلاث طبقات ، وهيمنة رجال الكنيسة المتحالفة مع النظام الملكي والداعمة له في قهر الانسان .
رفعت الثورة شعارها الخالد "حرية ،إخاء ،مساواة "، ودشنت عصرا جديدا .
في 26 اغسطس 1789اصدرت الجمعية التأسيسية الفرنسية إعلان حقوق الانسان والمواطن "La Declaration des droits LHomme et du citoyen
نص الاعلان الفرنسي الصادر في قرب نهاية القرن ال18 الميلادي عقب الثورة الفرنسية علي ان السلطة للشعب ، والغاء الاقطاع ، مشددا علي تساوي الفرص امام الجميع . ولكل مواطن الحرية ، وحق التملك ، وحق الامن ، ومقاومة الظلم والاستبداد .
ويعني الحق في الحرية حرية التعبير وحرية الصحافة ، وحرية العقيدة علي الا تكون هذه الافكار مخلة بالامن العام .
خرج سكان الكرة الارضية من الحرب العالمية الثانية ، ونفوسهم حزينة مرة من حجم الخراب والدمار الذي حول اوروبا المتحضرة ، ومدنها التي كانت زاهرة الي جبال من الركام والخراب . تلك الحرب الضروس التي اودت بحياة ما يزيد عن ال60 مليون من البشر ، والتي نشرت البؤس والجوع والحرمان والتعذيب والقتل في كل مكان وطئته جيوش المانيا النازية .
نعم انتصر الحلفاء بعد صراع ضار ونضال مروع ، ودماء جرت انهارا ، وخراب عم وساد. انتصرت قيمة الحرية والتعدد علي قيمة التسيد والاستبداد والاعلاء من جنس علي باقي الاجناس .
بعد نهاية هذه المأساة المروعة ، وإنشاء الامم المتحدة ، فكر البشر الانسانيون في اصدارالاعلان العالمي لحقوق الانسان ، والذي يستلهم الفكر التنويري ، والاعلان الفرنسي عن حقوق الانسان والمواطن الصادر عشية الثورة الفرنسية في اخريات القرن ال18 الميلادي .
وكانت الغاية والهدف هو منع تكرار التغول وامتهان الانسانية ، وبيان كرامة وحرية الانسان وحقه في العيش الكريم في سلام وفي امان ، والدفع بحمايتنا كبشر من اهواء البعض منا وعصفهم بحقوق الانسان في سبيل تحقيق ما يطمحون اليه ، ولو علي حساب السلام وحياة الملايين .
صدر الاعلان عن الجمعية العمومية للامم المتحدة في 10 ديسمبر 1948. وها هي بعض اهم بنوده الثلاثين :
• يٌولد الجميع احرارا ، متساويين في الحقوق والكرامة
• لكل انسان كل الحقوق والحريات دون تمييز بسبب العنصر او اللون او الجنس او اللغة
• لكل فرد الحق في الحياة والحرية والامان
• لا يجوز الاسترقاق او الاستعباد
• لا يجوزاخضاع احد للتعذيب
• الناس سواء امام القانون
• لا يجوز الاعتقال او النفي تعسفيا
• المتهم بريئ حتي تثبت ادانته
• لكل فرد حق التمتع بجنسية ما
• للكل الحق في حرية الفكر والوجدان والدين
• للكل الحق في حرية الرأي والتعبير
• لكل فرد الحق في العمل
• لكل فرد الحق في مستوي معيشة كافيا لضمان الصحة والرفاهية لاسرته
• لكل فرد الحق في التعليم
• لكل فرد حق المشاركة في الحياة الثقافية
من وجهة نظري هذه اهم بنود هذا الاعلان العظيم ، ولكن من ا سف انه مازال الطريق طويل امام البشرية لتحقيق هذه البنود . فمازال بشر كثر في بلاد متعددة يرسفون في قيود الاستبداد والعصف ، ومحرمون من التعليم ومن الرعاية الصحية ومن حرية الرأي والتعبير . بل الادهي مازال هناك بشر يعانون ويلات الحروب وتسلط الجماعات الارهابية ، والانظمة القمعية ، وتفشي المرض والجهل والفقر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |