الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كان أسانج ....

عارف معروف

2021 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لو كان جوليان اسانج " منشقا " ، حسب تعبيرهم الشائع ، عن بلد مستقل او يحاول بناء استقلاله الوطني الحقيقي ...
او لو كان هلفوتاً من هلافيت " ثورات " الCIA ...
او كان عميلا معاديا لمصالح شعبه وداعية من دعاة الديمقراطية الزائفة ...ديمقراطية تمزيق وحدة المجتمعات وتحطيم سيادة الدول وتزييف ارادة الشعوب وتهشيم وعيها والحاقها بعولمة الهيمنة والاستغلال والطغيان ...
اذن لوجد اذرع وصدور الدول مفتوحة له وحانية عليه وتتسابق في منحه ليس اللجوء السياسي فقط بل وتوفير كل سبل العيش الرغيد وحرية القول والفعل والحركة له ...
ولجعل منه الاعلام " العالمي " بطلا اسطوريا وشعلة لمُثل التحرر والحرية والبطولة والانسانية ..ولدبجت في ذلك المقالات وأُلفت فيه الكتب والرسائل ولشهدت الشاشات عشرات الافلام " العظيمة " التي تشد ّ المشاهدين في كل انحاء العالم وتجعلهم يتقاتلون على شبابيك التذاكر في دور العرض للحصول على مقعد في العروض الاولى لأسطورة الاساطير !
ولكن اسانج كان شيئا آخر ...
فلم يكن مجدفا ولا مهرطقا ولا حتى كافرا او ناقلا للكفر فقط بل كان " الشيطان " الحقيقي بالنسبة لمنظمة عالمية تحكم الشعوب بالقهر الاقتصادي والمالي والسياسي والثقافي وتستعبد البشر ، او السواد الاعظم منهم ، بعبودية مؤبدة مستعينة بشرنقة تلفها عليهم نسيجها الزيف والكذب والتضليل . ومشكلة ، بل معضلة اسانج وويكيليكس الحقيقية انه خرق هذا التابو الاسود ، تابو المعلومات الحقيقية الموّثقة ، الذي اتفقت صحافة ووسائل اعلام العالم على انه من المحرمات التي لا ينبغي التقرّب منها والتعرض لها ، ولذلك فلم يجد جوليان اسانج ، و خلال سنين عديدة ، له ملاذا ، لا في دولة ولا في سفارة ولا في اي مكان ، وبقي طريدا للتهديدات والمخاوف ...تهديدات " الديمقراطيات العريقة " من الولايات المتحدة حتى السويد وليس انتهاءا ببريطانيا !
تهديدات وافتراءات تراوحت بين التهمة " التقليدية " لكل من يريدون تسقيطه بالتحرش والانتهاك الجنسي التي وجهتها له " ديمقراطية " السويد وطالبت بتسليمه لها على اساسها وبين تهم الخيانة والتسبب بتهديد حياة المئات من القتلة من المارينز والمرتزقة وشركات الامن التي دمرت امان الشعوب واغتالت ابناءها بدم بارد وضحكات صفيقة ولا انسانية كما حدث في وقائع جزئية ومحدودة كُشفت للعالم مثل واقعة اغتيال او اصطياد طيار هليكوبتر امريكي لعراقيين ابرياء وصحفيين او فضيحة بلاك ووتر التي تطالب امريكاا بتسليمه اليها على اساس انه يمثل تهديدا للامن القومي الامريكي فقط لانه فتح كوّة في صندوق الاجرام الاسود، ناهيك عن فضيحة امر الرئيس الاكوادوري بالتخلي عن حمايته من الشرطة البريطانية وهو لاجيء في حرم السفارة الاكوادورية خلافا لكل عرف دبلوماسي .....، لقد اتفقت " ديمقراطيات العالم على وأد هذا الصوت الحر، حرية حقيقية لا زائفة ومصطنعة !
ان حكم المحكمة البريطانية بامكانية تسليم اسانج الى الولايات المتحدة الامريكية ، الذي صدر مؤخرا ، هو تعبير امين وصورة صادقة لحدود ومدى وطبيعة الحريات التي يرفعون رايتها كشماعة في وجه كل معترض عليهم من دول وقوى واشخاص وتعبير لا يقبل الالتباس عن حقيقة " الديمقراطية " يصدر من اقدم ديمقراطيات العالم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة وزراء إيطاليا في ليبيا لبحث التعاون المشترك بين البلدي


.. العراق.. زفاف بلوغر بالقصر العباسي التراثي يثير استفزاز البع




.. المخاوف تتزايد في رفح من عملية برية إسرائيلية مع نزوح جديد ل


.. الجيش الإسرائيلي يعلن أنه شن غارات على أهداف لحزب الله في 6




.. إنشاء خمسة أرصفة بحرية في العراق لاستقبال السفن التجارية الخ