الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية

سامي عبد الحميد

2021 / 12 / 11
الادب والفن


قبل ايام نشر الكاتب المسرحي والمخرج والممثل (طه سالم) مجموعة من مسرحياته في مجلد واحد مع تعليقات نقدية. وضم المجلد نصوص المسرحيات (فوانيس) و(طنطل) و(الكورة) و(ورد جهنمي) و(تراب) و(نجمة ام ذويل) و(قرندل) و(الجدار) و(ما معقولة) و(عصافير الشوك) و((مدينة تحت الجذر التكعيبي) و(طوب ابو خزامة) .
تكاد بعض مسرحيات طه سالم، فكريا وفنياً، تقرب لك اعمال مشاهير كتاب المسرحية في العالم امثال (ساموئيل بيكيت) و(يوجين اونيل) و(ارثر ميللر) و(تنسي وليامز). فمسرحية مثل (فوانيس) تقترب من مسرحية بيرانديللو (ست شخصيات تبحث عن مؤلف)، ومسرحية (طنطل) ومسرحية (ما معقولة) تقترب من مسرحيات اللامعقول. وقد اشاد النقاد بتلك المسرحيات لكونها تمثل تقدماً في مجال التأليف المسرحي في العراق.
وسنتعرض بايجاز الى عدد من الكتابات النقدية والتعليقات حول مسرح طه سالم.
يقول الناقد (مؤيد البصام) :"تم تقديم مسرحية فوانيس على المسرح القومي القديم في الكرادة. ونجحت نجاحا باهراً، ثم قدمت على مسارح دولة الكويت وتوالت اعمال طه سالم الطليعية ، وقدمت مسرحياته اللواتي اخرجهن افضل مخرجي العراق.." وقال الناقد (يوسف عبد المسيح ثروت): "ان طه سالم يستخدم الرموز كثيراً للتعبير عن معطيات مسرحه فان ظاهرة مسرحه تتميز بنوع خاص من ظواهر مسرح اللامعقول اذ انه يشدد على عناصر فنطازية غير واضحة المعالم".
ويستطرد قائلاً: "فالجفاف الانساني الموجود فيها – مسرحية طنطل – والضياع المخيم عليها وسوداوية الوجود الانساني فيها وبمبدئية المطامح البشرية كلها تتماثل تماثلاً يكاد يكون تاماً مع معطيات مسرح اللامعقول". وكتب المنّظر (عقيل مهدي) يقول: "تنعكس على سلوكيات ابطاله: التجريد والنمطية، والكاريكاتيرية، وتفكك الحوارات ولكنها في الحالات جميعاً تفتك بالسحر والشعوذة رصدت العقلية النقدية في نصوص طه سالم ابعادا شمولية".
وكتب الكاتب المسرحي يوسف العاني يقول: "انني امام مسرحية ومسرحي يأخذان درباً جديداً في سياق مسرحنا العراقي.. وان الجديد فيها انها تخالف المألوف الشائع انذاك". وعلق الناقد (حميد رشيد) على عرض مسرحية (طنطل) قائلاً: "شهدته في يومه الاخير على المسرح، رجلاً بغدادياً اسمه – طلبة.. وعندما خرجت من المسرح شعرت بان طلبة ليس وحيداً. كان معنا في مقاعد المتفرجين، وكان في داخل كل منا انا ايضا طلبة مثله والاخرون الذين شاهدوه وفهموه خرجوا وكلهم طلبة.. ذلك انه ليس رجلاً من بغداد فحسب بل رجل من العالم انه في الواقع هبة بغداد للعالم."
اخرجت لطه سالم مسرحيتين الاولى هي (قرندل) للفرقة القومية للتمثيل حيث عبر فيها المؤلف عن استلاب الانسان لحقه في مجتمع يتحكم فيه رأس المال ويحول العامل الى مجرد آلة تنتج ولا تحظى من انتاجها سوى بالمردود الضئيل جداً. والثانية هي مسرحية (ما معقولة) لطلبة اكاديمية الفنون الجميلة ويصور فيها (طه سالم) كيف يتحول الموظفون في بلد تطغى فيه الواجبات على الحقوق، الى مجرد ارقام تتحرك بآلية وقد استلبت انسانيتهم وضاعت حقوقهم، وجاء عنوان المسرحية مطابقاً لمضمونها.
وهنا ادعو مخرجي المسرحيات الجدد ان يقرأوا مسرحيات طه سالم ويخرجوها برؤاهم الجديدة احتراماً للتراث المسرحي العراقي واعتزازاً بأحد مؤلفيه البارزين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب