الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث أمنية خطيرة تعاجل مساعي تشكيل الحكومة

صادق الازرقي

2021 / 12 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


تصعيد أمني خطير يرافقه تواصل الشد والجذب و مزيد من التوتر بشأن نتائج الانتخابات العراقية الاخيرة التي جرت في تشرين الاول 2021، التي قاطعتها أغلبية الشعب، ينتج عن ذلك توتر في الاوضاع وقلق كبير يعتري سكان العراق من جراء انعدام روح تقبل النتائج لدى القوى السياسية التي لم تصوت لها الجماهير مثلما كان يحدث في السابق؛ بفعل اخفاقها في ادارة الدولة.
لقد ادت التوترات السياسية و عدم استقرار البلد الى ان يوجه تنظيم "داعش" ضربات إلى القوى الأمنية وبخاصة الى قوات "البيشمركة"، وكأن خلايا الارهاب التي كانت تسمى "نائمة" استيقظت فجأة لتوجه الضربات الجديدة المتلاحقة.. ومن الجهة الأخرى تتحرك قوى كانت قد حولت البصرة التي عرفت على مر العصور بانفتاحها و "اريحيتها" إلى مدينة كئيبة يتلفت فيها الناس في طريقهم خوفا من طلقة غادرة، فيحاول البعض الآن اعادة مسلسل التفجيرات التي ظن الناس أنهم خرجوا منها، ليفجروا قنابلهم وسط السكان ويقتلوا مزيدا من الابرياء بمحاولة استهداف قوى امنية على خلقية قرارات قضائية بحسب اقرار المسؤولين.
إن توتير الوضع الأمني يترافق مع عملية سياسية لا يراد لها أن تتطور بصورة اعتيادية ضمن معادلة الفائز والخاسر مثلما يحصل في دول الديمقراطيات المتحضرة.
ان مسؤولي الاحزاب في الساحة العراقية، اذا كانوا يتمتعون بالحس السياسي الحقيقي، واذا كانوا حريصين على مصالح الشعب والبلد كما يقولون، فان عليهم ان يتصرفوا بحس سليم يتطلب منهم ان يجعلوا من السياسة فن الممكن كما جرى وصفها في الادبيات السياسية، وان الممكن يشمل بالضرورة وبخاصة في ظل الحديث عن الحرص على العملية السياسية والممارسة الديمقراطية تقبل نتائج الاخفاق في نيل الاصوات المطلوبة في الاقتراع، ومن ثم البحث عن الاسباب الحقيقية لذلك ومحاولة معالجتها لاحقا من اجل تحقيق الاغلبية في ممارسة انتخابية لاحقة.
ان السبيل الوحيد لتحقيق الامن هو سلامة التصرف السياسي وقد خبرت ذلك كثير من المجتمعات بعد صراعات وحروب مريرة؛ وان علينا ان نختصر مسيرة التاريخ، لأن تجارب البلدان كثيرة ومعبرة، وعلينا الا نكرر تجارب الدول الفاشلة؛ وان اولى مهمات الاستقرار تقبل الخسارة في الانتخابات والذهاب الى انتاج معارضة قوية، وبما ان اهداف القوى السياسية لم تزل هي ذاتها خدمة جمهورها المفترض وعامة الشعب كما تصرح، فانها بوساطة دور المعارض القوى تتمكن من تفعيل مؤسسة البرلمان التشريعية ودفع الحكومة الى تنفيذ السياسات والمشاريع التي تخدم الناس وتحقق لهم الرفاه الاقتصادي والاجتماعي وتطور الخدمات وتقضي على البطالة والفساد، بذلك وغيره يتحقق الامن والاستقرار؛ وبذلك نلجم جميع قوى الارهاب والمجاميع المسلحة ونحقق السلام، كما ان على " السياسيين" ان ينتبهوا الى ان اعين اغلبية الشعب التي قاطعت الانتخابات تنظر الى طبيعة تصرفهم في قادم الايام وان صمتها على التلاعب بمقدراتها لن يدوم طويلا ودرس انتفاضة تشرين 2019 لم يزل ماثلا في الاذهان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا