الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أعتذر؟

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2022 / 1 / 10
الادب والفن


طالما حلمت وأنا طفلة أن اركب سيارة تقلني إلى لامكان ، أو إلى مكان بعيد بعيد ، ولا يناهي المسير، لكنّه مجرد وهم الطفولة و التوق إلى معرفة المجهول. وكبرنا وكلما كبرنا عاماً صغرت أحلامنا إلى درجة أصبحت فيها لا أطيق السفر ، بل كنت أسحر مني أحياناً و أقول أن مسكني هو طريق ، فخلال دراستي الجامعية مثلاً كنت أذهب إلى تقديم الامتحان في باص زيتوني ، و أصل دمشق في الخامسة صباحاً حيث يجتمع الطلاب المسافرون، ونتبادل الجهل ، ونصم أشياء عن السفتجة التي لم أكن أعرف شيئاً عنها ، ثم أعود إلى القامشلي عن طريق حلب وبالقطار و أصل في العاشرة من صباح اليوم الثالث. أسأل اليوم : هل كان الأمر يستحق؟ بالطبع لا . فما هو العلم الذي تزودنا به؟ لا شيء طبعاً . صديقتي ألفّت كتاباً تافهاً وهذه هي المرة الخامسة التي يطبع وينشر.
في هذا المساء كان ابني يجلس قربي مواسياً لي على مرضي ، وعندما استعصى عليه الحديث وفاضت الدموع من عينيه . قال لي: أسوأ عمل قمت به ه أنك أجبت ثلاثة أبناء . ليتنا كنا خرافاً، أو كلاباً ، لكن لماذا أتمنى فنحن وجميع من حولنا لا علاقة لهم بالبشر.
ابتسمت قات بل أنتم أحلى أمر في حياتي . قال لي لا تبهرجي الأمر كثيراً . نحن لم نقدم لك شيئاً!
خرج ابني وبدأت أكتب مقالتي مع أنني لا أقرأ لا أكتب منذ أيام ورسائل الأهل و الأصدقاء تسأل عن حالي ولا أجيب وكنت أفكر في الاعتذار فقالت لي ابنتي لا ضرورة فلك دهر و انت تعتذرين عن الأشياءالتي لم تقومي بفعلها . عن ماذا أعتذر ؟ ولمن ؟
سوف أعتذر عن غبائي بالدرجة الأولى ن فهل لحقني الواجب حتى إلى مرضى ؟
أغلب هؤلاء " الأصدقاء " خانوا صداقتي وينتظرون الخبر الفصل . بروين اللئيمة ، ومايا الحاقدة ، وفيوليت العاهرة ينتظرون يوم الشماتة . إذن لن أعتذر وليبق الأمر غامضاً ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - و عن ماذا تعتذري!!0
ماجدة منصور ( 2022 / 1 / 7 - 03:28 )
لست مدينة لكائن من كان بأي إعتذار...بل الواجب هو أن يعتذر الكون منك0
سلامة قلبك يا قمر


2 - كنت أعلم بخبر وفاتك
ماجدة منصور ( 2022 / 1 / 10 - 14:23 )
كنت أعلم بخبر وفاتك البارحة....سهرت مع زهران إبنك على الهاتف...الرجل متعب و محطم
كم وددت أن نشهد فجر جديد سوية يا سيدتي
و لكن الموت سبقني و سبقك!!!!!0
يا للحزن الذي خيم على قلبي منذ البارحة و لغاية الآن0
لكني كنت على يقين بأنك ذاهبة لمكان فيه عدالة و حرية و إنسانية أكثر بكثير من عالمنا على هذه المخروبة0
يوما ما......سأكون معك...و بأبعاد أخرى ثانية...كي نشرب سويا من خمر الجنة0
حقا ..إني أتألم
أتألم كثيرا
فقد مات منذ فترة وجيزة أستاذنا الكبير جريس الهامس0
ثم مات صباحا المرحوم غسان صابور أو أحمد مسمار كما عرفناه سابقا0
و اليوم.....غربت عن عالمنا أروع نجمة أنجبتها سورية0
نادية حقوقية لامعة جدا جدا...و إنسانة لدرجة التلاشي0
كنت مع نادية في رحلة علاجها الأخيرة...و كانت تسخر من المواد الكيمياوية التي يحقنون بها جسدها الجمبل0
نادية خسارة للإنسانية و برحيلها سندشن عصرا عاشته الأستاذة بكل تفاصيله0
لقد باحت لي بأسرارها و أنا قد بحت لها بأسراري0
سر نادية ..يحتاج لكتب كثيرة لشرحها0
العزاء لأسرة الأستاذة نادية خلوف الكريمة
اطمئنوا الآن ..أنها بعالم بعيد جدا عن قذارة الجميع0
الرحمة لك يا أمي0
باي


3 - لروحها السلام والرحمة ومجد الذكرى
مريم نجمه ( 2022 / 1 / 10 - 14:32 )
لترقد روحها بسلام وسكينة مع نور الله

عاشت حياتها الكفاحية بجدارة واستحقاق
تركت إرثاً جميلاً للأجيال
فائق تعازينا الأخوية لأسرتها وذويها وأصدقائها
وأسرة الحوار المتمدن

مريم نجمه - هولندة


4 - عزائي الحار لعائلتها و محبيها
بارباروسا آكيم ( 2022 / 1 / 10 - 15:23 )
ان البدور الواتي جئت تطلبها
بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا

خبر محزن و مؤلم
أرقدي بسلام أَيتها الجميلة
و لعائلتك الصبر و السلوان



5 - هل متنا جميعا ؟
هانى شاكر ( 2022 / 1 / 10 - 15:24 )

هل متنا جميعا ؟
______

يا الهي ... ما هذا الكم الكبير من الرحيل و التعزيات؟ ... اضف الى القائمة جابر عصفور و وائل الابراشى

لقد متنا مرتين ... يوم قرار الهجرة ( الفعلية او الداخلية ) ... و يوم نعي الكبار

عليك العوض يا وطن !

....


6 - رحمة وسلام
عدلي جندي ( 2022 / 1 / 10 - 19:26 )
لأرواح الطيبات والطيبين
راحوا الحبايب وبقيوا أولاد الشياطين
مرعبون يتحكمون يتيبسون دون حق أو يقين
نعم أستاذة ماجدة نعم إستاذة نجمة نعم أستاذ باربا نعم أستاذ هاني
قد متنا مرتين...... لا بل عديد من المرات طالما لا تزال أوطاننا ما بين الألم والتأوهات
رحمة آلهة المحبة والسلام تظلل أرواح الذين سافروا
تعزياتي للأهل والأحباب


7 - معلمة الأجيال السيدة نادية خلوف
عبد الفادي المعمار ( 2022 / 1 / 14 - 20:30 )
وداعا ايتها الأم الحزينة معلمة الأجيال المبدعة السيدة نادية خلوف ، لقد حزنت حقا بخبر وفاتكِ وكأني فقدتُ احد افراد عائلتي ، لقد عرفتكِ من خلال كتاباتك الرائعة وخاصة عشقك للطبيعة والريف ووصفك لكل التفاصيل بدقة جميلة رائعة رغم اشتداد المرض عليك ، كانت كلمات مقالاتك تنساب بلا توقف وبإسهاب منقطع النظير يدل على إلهامكِ الفريد ، لا يسعني إلا ان انحني امام نعشك اكراما لقامتك الأدبية وكتاباتك الثرية الرائعة ، اذهبي بسلام الى وطن جديد خالي من الألم وحلقي عاليا في السماء ولا تلتفتي الى الوراء لأن وطنكِ لم يعرف قيمة امثالك من المبدعين . اقدم التعازي الحارة الى افراد عائلة المرحومة والى ذويها ومحبي كتاباتها وللجميع الصبر والسلوان

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا