الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية قاطع الطريق رزكين والشاب الجبان والعجوز الشهم

ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)

2021 / 12 / 14
الادب والفن


قبل بضعة أعوام من يومنا هذا، وقريباً من ديار بكر، كان هناك قاطع طريق فاتك جريء يدعى رزكين. روى لنا أحد أفراد عصابته هذه الحكاية عن رئيسه، فقال:
خرجناً يوماً لقطع الطريق، فسرقنا شاةً وجلسنا كي نشويها. كنا أربعين فرداً مع العم رزكو (رزكين). صعد العم رزكو إلى قمة تل وأخذ يراقب السهل بناظوره، فرأى شاباً يهم بعبوره وقد تدلت من كتفه الأيمن بندقية صيدٍ سوداء كعين الريم، وشد على جسمه حزامين من الإطلاقات، واحداً إلى ظهره والثاني إلى صدره، وفي كل منهما خمسون خرطوشة جديدة، وفي قدميه زوج من أحذية ديار بكر الثمينة، متبختراً في طاقمٍ من أفخر الثياب، وكوفية وعقال موصليين وقد وضع يده تحت أذنه وهو يغني بصوتٍ عال وكأنه ملك زمانه!
قال العم رزكو:
- أيها الأتباع. هذا الرجل إما أن يكون بطلاً مقداماً أو غبياً سفيهاً. فليذهب أحدكم لسلبه.
كانت خطتنا تقتضي أن يتقدم فرد واحد نحو من نريد سلبه، على أن يكون خلفه فردٌ آخر لحمايته، وهكذا، مضى إليه واحد منا وصاح به:
- هى هى .. أنت، يا من هناك.
- نعم، ماذا هناك؟
- ضع بندقيتك على الأرض. ضع حزامي الرصاص فوقها واخلع حذائيك وطاقمك وعقالك وكوفيتك. واذهب في أمان الله!
- حسناً. وهل أخلع قميصي وسروالي أيضاً!؟
- كلا، هذا يكفي. سنبقيهما عليك!
حمل الرجلان كل ما سلباه من الشاب ووضعاه أمام العم رزكو. وبعد قليل عاد العم رزكو ليتطلع بمنظاره إلى السهل، فرأى رجلاً عجوزاً يسوق حماره على مهل وقد وضع على كتفيه عباءة رثّة وحمل سيفاً ودرعاً وهو يحث الحمار ليواصل السير. قال العم رزكو:
- ليذهب أحدكم ويسلبه هو الأخر.
تقدم واحد منا وصاح به:
- هى هى .. أنت يا من هناك.
- هى هى.. بالسم النقيع! عمَّ تبحثون هنا مثل الكلاب الشاردة؟!
- لا تطل الكلام. ضع السيف والدرع أرضاً وانجُ بحياتك.
- ومتى وهبتني حضن أمك كي أعطيك مهرها؟!
ألقم رجلنا بندقيته ورفع ماسورتها كي يصوبها نحوه، لكن ذلك العجوز، نعم ذلك العم العجوز، كان أسرع منه، إذ استلَّ سيفه ووثب اليه قبل أن يطلق النار، ففرّ صاحبنا مذعوراً كالريح، والعجوز يجري وراءه، حتى اقتربا من طية في الأرض. ارتمى صاحبنا بيننا، أما العجوز فدنا من رأس التلة. هممنا بأن نهجم عليه فمنعنا العم رزكو وصاح به:
- هى هى، أيها العم العجوز تفضل وشاركنا الشواء.
لكن الأخير أجابه بشتيمةٍ مقذعة، فقلنا لرئيسنا:
- يا سيدي دعنا نهاجمه ونقضي عليه فقد هتك أعراضنا.
غير أن العم رزكو أجابنا:
- كلا لن أسمح لكم بذلك.
ثم صاح به ثانية:
- تعال أيها العم العجوز. سألتك بالله وأنبيائه أن تأتي إلينا.
- ها أنا قادم إليكم كي لا يُقال بأنني خفتُ منكم.
وتقدم وفي يده سيفه المسلول، وجلس على ركبتيه قبالة العم رزكو وقال:
- هيا أخبرني ماذا تريد؟ أنا في عجالة من أمري وأريد أن أواصل المسير.
أجابه العم رزكو:
- تناول الشواء ثم أخبرك.
شرع العجوز بتناول الطعام، وعندما فرغ منه وهبه العم رزكو كل الحاجات التي سلبناها من ذلك الشاب الرعديد، وأضاف اليها خنجراً من عنده وقال له:
- اذهب في طريق السلامة. قد حللت أهلاً. هذه الأشياء حلالٌ عليك. إنها تليق برجلٍ مثلك. مبارك لك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي