الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات من الفولكلور الكردي. ومن أحمق من المختار؟

ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)

2021 / 12 / 14
الادب والفن


حكايات من الفولكلور الكردي. الحكاية الثانية
ومن أحمقُ من المختار؟

يحكى أن رجلاً عجوزاً لم يكن له غير ولد وحيد. كان وافر الغنى، يملك ما لا يحاط به من الأرض والذهب والأنعام. بلغ ولده سن الرجولة لكنه لم يكن قد ذاق طعم الكد والعناء ولا يعرف شيئاً عن الدنيا وأحوالها، فدعاه والده يوماً إلى الجلوس معه والاستماع إليه فقال:
- هذه الدنيا يا ولدي لا بقاء فيها لأحد. عندما أغمض عيني ويسترد الله أمانته، أوصيك أن تأخذ حصاني وسيفي ودرعي وتهديها إلى أحمق إنسانٍ تراه!
أجابه الولد:
- وأين لي أن أعثر على شخصٍ كهذا؟!
- فتّش عنه وستلقاه.
وكما في الحكايات، مات العجوز بعد مدة، وأقام ابنه مراسم العزاء، ثم تفرق المعزّون كلٌ إلى بيته، فقام وأسرج حصان أبيه وشدّ إليه السيف والدرع وربط عنانه إلى عنان فرسه وانطلق في الدنيا الفسيحة.
ومضى من قرية لقرية، ومن ميلٍ لميل، حتى وصل إلى إحدى القرى، فرأى أهلها في هرج ومرجٍ وتطبيل وتزمير، وقد انقسموا إلى فريقين، فريق يحيط برجل يعتلي فرساً يتبختر فوقه والناس يهتفون له ويحيونه، وفريق آخر يحيط برجل أركبوه حماراً بالمقلوب وهم يسخرون منه ويرمونه بالحجارة والأوساخ.
تعجب الولد وتوجه إلى شيخ يستظل بحائط ويدخن غليونه وسأله:
- ألا تخبرني يا عماه بما يحدث في هذه القرية؟
- بلى يا ولدي. إننا ننتخب في كل عام مختاراً جديداً لقريتنا فيفرح الناس به ويحتفون. أما المختار الذي انتهت مدته فيركبونه كما ترى حماراً بالمقلوب ويستهزئون به.
- حسناً يا عم. هذا يعني أن هذا المختار الجديد الفرح بمنصبه سيركب بعد سنة على الحمار بالمقلوب وسيفعلون به مثل هذا!
- نعم يا ولدي هذا بالضبط ما سيفعلون به.
عندها قام الولد ووقف قبالة المختار الجديد ووضع في يده لجام حصان أبيه وقال له:
- هذا حصان أبي وسيفه ودرعه هدية لك أيها المختار كما أوصاني أبي.
فسأله المختار:
- ومن أين يعرفني أبوك كي يوصي لي بحصانه؟
- أبي لا يعرفك، لكنه أوصاني أن أهب حصانه لأحمق شخص أقابله. وأنا لم أر من هو أحمق منك!
استشاط المختار غضباً:
- كيف تجرؤ على وصفي بالأحمق؟ انتظر حتى أترجل وأؤدبك!
- لا تطل اللغو. أنت تعلم بأنهم سيفعلون بك بعد سنة ما يفعلونه الآن مع المختار السابق، ورغم هذا فأنت فرح مستبشر. فمن أكثر منك حُمقاً؟ خذ الحصان إذن وفي أمان الله!
(من كتاب حكايات الموقد الحجري، ترجمة وتقديم ماجد الحيدر،2001)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي