الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ذات الخطى

تقي الوزان

2006 / 8 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد مأساة لبنان الأخيرة , وما تركته الحرب من دمار على كافة الأتجاهات , والصمود البطولي لمقاتلي " حزب الله " في وجه الآلة العسكرية الجهنمية الأسرائيلية , والذي تحقق بفضل التفاف كل قطاعات الشعب اللبناني حول مقاتلي " حزب الله " بعد ان وقعت الحرب . خرج الرئيس السوري بشار الأسد بخطابه الشهير الذي اتهم فيه الأغلبية في البرلمان اللبناني بالعمالة لأسرائيل , وحاول قطف ثمار صمود مقاتلي " حزب الله " , واعتبره نصراً لزعامته التي وجهت مسار الأحداث , وهاجم ايضاً الرؤساء العرب والدول الغربية , اي انه لم يبقي على شئ غير نظامه والنظام الايراني .
وامام هذه الديماغوجيا البعثية جوبه بسؤال واحد لاغير وعلى كافة المستويات , الرسمية , والشعبية , ووسائل الأعلام , وكل مخلوق يمتلك ذرة من العقل , والسؤال هو لماذا لم تفتح جبهة الجولان لأبناء المقاومة ليتم تحريرها , ولم لم تطلق رصاصة واحدة لأكثر من ثلاثة عقود ؟! ومثلما هو معروف ظل يلف ويدور ولا يجيب على السؤال , وكان آخر حذلقاته الأعلامية : بأن الدول لاتمتلك وسائل وشرعية المقاومة , والمقاومة لاتحتاج الى اذن من الدولة .
وفي مهزلة يندر تكرارها الا مع الممارسات البعثية , حاول النظام السوري خلق منظمة وهمية لتحرير الجولان . وذكّرنا بمهزلة ادعاء نظام صدام المقبور بعد اجتياحه الكويت , من ان ثلة من ابناء الكويت قاموا بأنقلاب عسكري على البيت الأميري , وحولوا الكويت الى جمهورية برئاسة العقيد علاء , والأجتياح جاء بطلب من الثوار لتثبيت نظامهم الجديد الذي يطلب الوحدة الفورية مع العراق , ولبينا نداء رغبتهم الوحدوية , وتحولت الجمهورية الكويتية الى المحافظة رقم " 19 " بأدارة علي كيمياوي . بهذا الغباء ارادوا ان يقنعوا العالم ب" صواب " دوافع الأجتياح .
وعلى ذات الخطى للشقيق المقبور نظام صدام حسين اقدم النظام السوري ليل السبت المصادف 26 /8/ 2006 من على شاشة قناة ابوظبي الفضائية تقديم شخص يدعى " مدحت صالح " يتعثر بكلماته , وممتلئ بعض الشئ , ويبدو عليه على علاقة يومية بأكل "الخواريف " , على انه مسؤول الهيئة الشعبية لتحرير الجولان . وقدم طروحاته التي هي طروحات النظام السوري , على ان هيئته ستستنفذ كل الطرق والوسائل لغرض ارجاع الجولان الى الوطن الأم , ولم يقل لنا متى ستستنفذ هذه الطرق ؟! وهي المجمدة منذ ما يقارب الأربعة عقود , وبعدها سيباشر رئيس الهيئة بالمقاومة المسلحة في الجولان.
وسأله المراسل في نهاية هذه المسرحية المعدة سلفاً : وهل ستكون المقاومة بالأتفاق مع الحكومة ؟ فأجابه رئيس الهيئة: بأن السيد الرئيس كان واضحاً في كلامه بأن المقاومة لا تحتاج الى اتفاق مع الدولة , ونحن الذين سنقوم بالمقاومة .
فرغم سراب فكرة المقاومة في الجولان الا انه كان حريصاً على ان السيد الرئيس حفظه الله ليس له علاقة بهذا السراب .كان صدام حسين يدعي بأن كل شئ يجري في العراق بأرادته , وكان يستمتع بهذا الأدعاء , والأسد يخشى ان يتهم حتى في سراب التحريض على فكرة المقاومة في الجولان . ويبدو ان سير التحقيقات في جريمة اغتيال الشهيد الحريري خلقت لديه الحساسية الكفيلة بكبح وهم الأستمتاع بالأدعاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30