الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذر أقبح من فعل..!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2021 / 12 / 15
السياسة والعلاقات الدولية


كان لافتاً التأييد المتسارع من مجلس الأمن الدولي لنتائج الانتخابات النيابية المبكرة في العراق حتى قبل أن تنتهي المفوضية العليا للانتخابات في فحص الطعون المقدمة، والرد على احتجاجات المعترضين الذين لجأوا أيضاً الى المظاهرات والاعتصامات السلمية ملتزمين بدقة فائقة بقوانين البلاد وبالسلمية ، تماماً عكس ما أصبح يعرف بمظاهرات تشرين غير العفوية وغير السلمية.

تأييد مجلس الأمن الدولي الذي تهيمن عليه القوى الاستكبارية ذات المصلحة في تزوير الانتخابات العراقية، كأنه إشارة البدء لتختم المفوضية آخر مراحل التزوير في فرض مجلس نواب مقطع الأوصال يسمح كما تقول صحيفة هأرتس الصهيونية يوم الجمعة بفرض حكومة مقبلة تنفذ ما تبقى من أجندة أمريكية عجزت حكومة السيد مصطفى الكاظمي عن تنفيذها، وماعبرت عنه الصحيفة الصهيونية بدعم مشروع تفتيت البيت الشيعي ومنع توحدهم تحت مطلة واحدة ، وبالتالي محاربة النفوذ الايراني على حد تعبير الصحيفة.

وجاء في البيان الذي أصدره مجلس الامن الدولي"هنأ أعضاء مجلس الأمن الشعب العراقي والحكومة العراقية بمناسبة الانتخابات الاخيرة التي أجريت في العاشر من شهر اكتوبر الجاري. ورحب أعضاء المجلس بالتقارير الأولية التي تفيد بأن الانتخابات المبكرة سارت على نحو سلس وتميزت عن جميع الانتخابات التي سبقتها باصلاحات فنية وإجرائية مهمة".
وبالطبع ، أثنى مجلس الأمن، وفق البيان، "على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لإجرائها انتخابات سليمة من الناحية الفنية، وعلى حكومة العراق لتحضيراتها للأنتخابات ولمنع العنف في يوم الانتخابات، وكذلك على بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) لتقديمها المساعدة الفنية للمفوضية وتوفير فريق تابع للأمم المتحدة لمراقبة يوم الانتخابات الذي طلبته الحكومة لتعزيز العملية الانتخابية وتعزيز الشفافية".
وهنا يحق للمعترضين المحتجين الذين كشفوا على مدى الأيام القليلة الماضية منذ الإعلان النتائج الأولية حجم التزوير والتلاعب الذي رعته الامم المتحدة نفسها عبر ممثلتها الافعى الهولندية و تدخلاتها المكشوفة في الانتخابات، هذا بالرغم من أن بيان المرجعية العليا الذي سبق يوم الاقتراع ، كان تجاهل بشكل مقصود ذكرها أو حتى ذكر أي تنسيق مطلوب مع لجنتها المتخصصة بمطابقة المعايير المحلية بالدولية فقط لضمان النزاهة، وليس بالتدخل ورفض الفرز اليدوي.

كان واضحاً منذ اليوم الأول لفرض نظام انتخابي جديد، هو نظام الفائز الأول ، والذي سبق تطبيقه في العراق عام 1953 واستمر لغاية 13 تموز 1958، حيث تم تقسيم كل محافظة الى مجموعة من الدوائر الانتخابية يتراوح عدد نوابها من 3 الى 5 نواب على ان يكون من ضمنها على الأقل امرأة واحد لضمان ان لا تبقى نسبة النساء اقل من 25 بالمائة من مجموع عدد النواب، أن هذا النظام تم فصاله على مقاس محدد يخدم جهة معينة ومن يسمونهم ثوار تشرين ، وكلهم شاركوا في مظاهرات تشرين المبرمجة ، تماماً مثل قانون الانتخابات والمفوضية والانتخابات بشكل يضمن اقصاء القوى السياسية المؤيدة للحشد الشعبي وفصائل المقاومة.

وفي جميع الانتخابات البرلمانية في العالم تحصل بعض المفاجأت، حيث تخسر أحزاب وتفوز أخرى كانت سابقا خاسرة، لكن ما جرى في الانتخابات العراقية هو أنه تم تزويرها والتلاعب بها، عن سبق إصرار وعمد ، تؤكده وتؤشر عليه بقوة توصيات معهد واشنطن وتقاريره التي كانت تتحدث بصراحة مكشوفة منذ فرض السيد مصطفى الكاظمي رئيسًا لحكومة قال عنه وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو بأنه يلقى الدعم من بلاده لتنفيذ الأجندة الأمريكية.

وإذ أكدت الاعتصامات ومظاهرات تشرين الحالية التي لها أب وأم وقيادة معروفة ومطالب محددة ، أنها سلمية و ترفض التوسل بالطرق غير القانونية التي اتبعها مظاهرات تشرين 2019، أعرب مجلس الأمن، في تدليس واضح يكشف الدور الخبيث لممثلة الأمين العام للامم المتحدة ، عن "أسفهم للتهديدات الأخيرة بالعنف ضد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، وموظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، الى جانب آخرين".مع ملاحظة هذه الصياغة تفضح بما لا يقبل الشك ، مخططات القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، في جر العراق الى الفوضى، والاقتتال الداخلي وخصوصًا الشيعي الشيعي.

وفي هذا السياق كشفت صحيفة هأرتس الصهيونية يوم الجمعة 22 اكتوبر أن الأمل معقود في ايجاد صراع داخلي شيعي شيعي ..لوقف إيران !
وطبعاً ما تسميه الصحيفة الصهيونية (وقف ايران )..ما هو إلا عذر أقبح من فعل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشاه مولانا و لا مولى لكم
بارباروسا آكيم ( 2021 / 12 / 16 - 14:37 )




https://youtu.be/da03QYt9hnM

اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة