الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك مساعي جديدة لحل الأزمة اليمنية وإيقاف العدوان وانهاء الاحتلال؟

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

2021 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


علينا الاعتراف بان جنوب اليمن محتل من قبل القوات السعودية الاماراتية وهناك موجة غضب شعبية عارمة في عدن وحضرموت وتورة جياع انطلقت في الشمال هناك مقاومة للعدوان وفي الجنوب هناك ثورة ضد الاحتلال كل الوقايع توكد بان متغيرات جديدة في اليمن الواقع الجديد هو أن المشهد السياسي وميزان القوى في اليمن شهدا تغيرات ملموسة، ولم يعد قرار مجلس الأمن رقم 2216 متوافقا معها"لم يعد من الممكن المضي قدما بالتسوية في اليمن على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.هذا الواقع مااكد عليها النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي بأنه لم يعد من الممكن المضي قدما بالتسوية في اليمن على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.وقال بوليانسكي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء الماضي ، إن "على المجتمع الدولي أن يعترف بالواقع، حيث وصلت الأطراف إلى نقطة الجمود وباتت غير مستعدة لإعادة إطلاق المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة".وأشار إلى أن "الواقع الجديد هو أن المشهد السياسي وميزان القوى في الجمهورية شهدا تغيرات ملموسة، ولم يعد قرار مجلس الأمن رقم 2216 متوافقا معها".
وأكد: "نرى ضرورة ليعيد مجلس الأمن الدولي النظر في أسس التسوية السياسية مع الحفاظ على الدور المركزي للأمم المتحدة والمساهمة البناءة من قبل دول المنطقة".وتابع: "وفي هذا السياق تكون جهود الوساطة من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإجلاس أطراف النزاع اليمني إلى طاولة الحوار، وستبقى غير ناجحة... ويصبح من الواضح أن المضي قدما إلى الأمام في إطار الأسس القائمة للتسوية اليمنية، أي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، لم يعد ممكنا"
وقال بوليانسكي إن الدول الغربية ترفض إيجاد الحلول للأزمة اليمنية، مشيرا إلى أنها "تظهر الاستعداد للتضحية بوحدة مجلس الأمن الدولي على الاتجاه اليمني، وانطلاقا من مصالحها الضيقة تقوم بتفعيل لغة العقوبات، مع رفض إمكانية إيجاد أي حلول".وشدد على أن العقوبات الدولية يجب أن "تخدم مصلحة العملية السياسية في اليمن فقط، وألا تهدف إلى زيادة الضغط على طرف معين من أطراف النزاع".وأشار إلى أن الوضع الإنساني في اليمن لا يزال قضية مثيرة للقلق البالغ، مشيرا إلى أن الوضع يتجه أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.
بحث المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مع مسؤولين فرنسيين سبل التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في البلد العربي الذي يشهد عدوانا منذ نحو 7 سنوات.وقال مكتب غروندبرغ، في بيان مقتضب، إن "المبعوث الأممي زار فرنسا اليوم والتقى بكبار المسؤولين الفرنسيين (دون ذكرهم)".ونقل البيان عن غروندبرغ قوله إن "الدعم الدولي المنظم لجهود الأمم المتحدة ضروري من أجل عملية سياسية جامعة تهدف للتوصل إلى حل شامل للنزاع في اليمن".وأضاف المبعوث الأممي أن "لفرنسا دور مهم تلعبه كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن وفي الاتحاد الأوروبي"، دون تفاصيل أخرى.وتشير أرقام حديثة للأمم المتحدة إلى أن العدوان على اليمن أسفر عن مقتل نحو 377 ألفا بشكل مباشر وغير مباشر.وأدى العدوان إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات، وفق الأمم المتحدة.
قالت وزارة حقوق الإنسان في اليمن إن الصمت الأممي تجاه الممارسات السعودية أعطى للعدوان السعودي الأميركي ضوءا أخضر في تصعيده الأخير على صنعاء وأغلب المناطق.وشددت الوزارة خلال مؤتمرٍ صحفي عقدته في صنعاء بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان على كشف زيف ادعاءات المنظمة الأممية بعد كل ما حصل ويحصل في اليمن من جرائم وآثار وتداعيات استمرار حصار الشعب اليمني.وأضافت الوزارة أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة شريكان في الجرائم الحاصلة من خلال تزييفهما للواقع وتغاضيهما عن الجرائم السعودية الأميركية المستمرة باليمن.
طالبت منظمات غير حكومية فرنسا بأن "تضع الحق" في صلب علاقاتها مع الإمارات التي تستخدم أسلحة فرنسية في جرائمها ضد الشعب اليمني في انتهاك لالتزاماتها الدولية ووفق موقع "الميادين" في تقرير بعنوان "مبيعات الأسلحة، فرنسا والإمارات شريكتان في الجرائم المرتكبة في اليمن"، قالت المنظمات إنّه في إطار معاهدة الأمم المتحدة لتجارة الأسلحة، تعهّدت فرنسا حظر أي عملية بيع أو تصدير لأسلحة عندما تدرك أنّها قد تستخدم في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وأضاف التقرير أنّ السلطات الإماراتية "تتحمل مسؤوليات مباشرة وغير مباشرة" في "بعض الانتهاكات الأكثر خطورة" في النزاع اليمني، وخصوصاً "التعذيب والإخفاءات القسرية" و"الهجمات على المستشفيات والمدارس"، التي تنفذها جماعات تدعمها.واعتبر التقرير أنّ الإمارات "حليف استراتيجي" لفرنسا، واصفاً الإمارات بأنّها "ديكتاتورية" يواجه فيها "أي صوت معارض خطر الحبس والتعذيب"، مذكّراً بالأحكام المشددة التي صدرت بحق 69 ناشطاً في الدفاع عن حقوق الإنسان في العام 2013 بعد محاكمة غير عادلة.

وباريس ملزمة بتعهدات مماثلة في إطار عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وفق المنظمات غير الحكومية التي شاركت في إعداد التقرير وبينها "الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان"، الذي يدفع باتجاه فرض رقابة برلمانية على مبيعات الأسلحة.

والإمارات خامس أكبر مستورد للصناعات العسكرية الفرنسية بين عامي 2011 و2020، مع طلبيات بلغت قيمتها 4.7 مليارات يورو.ووقّعت الإمارات وفرنسا اتفاقاً، بداية ديسمبر الجاري، يقضي بشراء أبو ظبي 80 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وصواريخ كروز (جو-جو) الفرنسية الصنع، في صفقة تبلغ قيمتها 17 مليار يورو.

وتسعى واشنطن لتحريك الملف اليمني مجددا حيث أرسلت مبعوثها لليمن، تيم ليندركينغ، في جولة للرياض والمنامة يبحث خلالها ملفات تتعلق بالسلام في اليمن بالإضافة إلى قضايا أخرى.وقالت الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، إن ليندركينغ "سينضم إلى فريق مشترك بين الوكالات لتنسيق مقاربات واسعة حيال الأمن الإقليمي والمخاوف المتعلقة بإيران".وبحسب البيان، سيلتقي المبعوث الخاص "مع كبار المسؤولين لبحث الجهود المبذولة لدفع عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة في اليمن وتقديم الإغاثة الفورية للشعب اليمني".
كما سيناقش ليندركينغ "استمرار احتجاز الحوثيين لبعض الموظفين اليمنيين بالسفارة الأمريكية في صنعاء، واختراق الحوثيين لمجمع السفارة".
وفي هذا الخصوص قال القيادي في حركة "أنصار الله" وعضو المكتب السياسي محمد البخيتي لوكالة "سبوتنيك" اليوم الأربعاء خلال جوابه عن سؤال حول استعداد "أنصار الله" لأي مبادرة سلام : "يدنا (أنصار الله) كانت ولا تزال وستظل ممدودة نحو للسلام العادل والمشرف والشامخ على مستوى المنطقة والسلام. لن يتحقق إلا بوقف العدوان ورفع الحصار وسحب كل القوات الأجنبية المتواجدة في اليمن وإتاحة الفرصة للشعب اليمني وكل أطراف الصراع في الدخل لحل مشاكلهم بأنفسهم ولايمكن تحقيق السلام مع استمرار العدوان واستمرار الحصار وللأسف الشديد أن دول العدوان ممثلة بأمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات أو مايسمى بالرباعي الدولي لاتزال حتى الآن ترفض مبدأ السلام العادل والمشرف الذي يضمن سيادة واستقلال اليمن".
وأضاف: "وبالتالي هم لا يزالون على أمل فرض وصايتهم على اليمن وهذا الشيء غير مقبول وعندما تكون هناك نيّات صادقة من قبل دول العدوان الرباعي نحن سنكون أول المستجيبين".
وقال: "علما أن عملية تحرير اليمن ستستمر حتى تحرير آخر شبر من أرض اليمن".
وعلق البخيتي على فكرة أن الولايات المتحدة "تغض النظر عن مايجري في اليمن ولاتريد إنهاء الأزمة اليمنية لتجعل حركة أنصار الله ورقة أمريكية للضغط على السعودية"، بالقول: "مثل هذا الخطاب يأتي في سياق تضليل الرأي العام العربي والإسلامي وهذا الشيء غير صحيح لأن أمريكا هي جزء من العدوان على اليمن ووقف العدوان على اليمن أصبح مصلحة سعودية إماراتية ولكن لايزال العدوان على اليمن يمثل مصلحة اميريكية لأنه يجعل من هذه المنطقة سوق لبيع الأسلحة ومن يشتري السلاح من امريكا هي السعودية والإمارات وأمريكا تحاول دائما استمرار حالة التباينات والمشاكل مابين الدول العربية والإسلامية ليس فقط من أجل بيع السلاح وإنما أيضا من أجل الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل لأن هذا التفوق لا يمكن أن يستمر أي لا يمكن أن يستمر تفوق الكيان الصهيوني الذي يتكون من 6 مليون أمام مليار ونصف مسلم وبالتالي متل هذه الادعاءات هي ادعاءات لا أساس لها من الصحة"
بدوره تحدث الدكتور سعد بن عمر مدير مركز "القرن العربي" للدراسات الاستراتيجية في الرياض لوكالة "سبوتنيك" حول الموضوع، ورد على سؤال يتعلق بماهية الزيارة وإمكانية نضوج عملية السلام قائلا: "نعم، لست على عجلة في هذا الموضوع. المسألة أن هناك ملفات متداخلة من ضمنها استيلاء الحوثيين على السفارة كما يوجد هناك نوع من الاقتناع لدى الأمريكان فهم يستغلون هذه الورقة منذ فترة عندما ألغو تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية لكن الأيام سوف تؤكد لهم أنهم ميليشيا خارجة عن القانون حتى لو أسسوا دولة سيكون نهجهم في الحكم غير منسجم مع العالم والإقليم مثل تسكير باب المندب أو التعرض للملاحة فهم نموذج مصغر عن إيران. لذلك أعتقد أنه عند الولايات المتحدة شبه اقتناع أنها يجب أن تعمل شيئا ما وخاصة أن الملفات متداخلة مثل ارتفاع سعر البترول واحتجاز الموظفين في السفارة الأمريكية في صنعاء كل هذة الأمور قد تحلحل المشكلة وتدفع الأمريكان للبحث عن حل".
وحول الموقف السعودي قال الخبير السعودي: "السعودية إجابتها واضحة منذ بداية الأزمة، لا تريد تغيب أي من المكونات السياسية في اليمن عن الحضور على طاولة المفاوضات وتمثيل من يمثلون، ولكن المشكلة أن الولايات المتحدة الأمريكية تتمالى نوعا ما مع الحوثيين وكأنها لا تعلم أنهم غير منضبطين وليس لهم أمان مستقبلا".
وأضاف: "كما أن السعودية تريد حلا سياسيا لليمن منذ بداية الأزمة ولا تمانع أن تكون جميع المكونات السياسية على طاولة واحدة وتحت مظلة واحدة يتحاورون سوية ويخرجون بنتيجة".
وأردف: "كما أن هذه المشكلة بدأت منذ سبع سنوات وفي بعض الأحيان تستخدم الولايات المتحدة الورقة الحوثية ضد السعودية وأحيانا أخرى يرون أنهم ديمقراطيون ويجب أن تحل الديمقراطية في اليمن لذلك نجد أن الولايات المتحدة غير واضحة في كيفية تعاملها مع المشكلة بينما السعودية أوضحت منذ البداية الحل السلمي لهذة الازمة".
وحول فكرته عن تراخي الولايات المتحدة قليلا مع الحوثيين، قال بن عمر: "إن هذه الدول تلعب بالأوراق حيث إن ترك الحوثيين أشبه بترك شوكة في الحديقة الخلفية للمملكة أو ترك شوكة في قدم السعودية".
وحول سؤال عن وجود ضغوطات أمريكية على السعودية، قال بن عمر: "لا شك بذلك، كان هذا الأمر واضحا عندما أوضحنا لترامب أن الحوثيين يهاجمون السفن الأمريكية ولم يضعهم على القائمة حتى آخر يوم له في البيت الأبيض".
ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى، لاستعادة مناطق واسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.
خلال الأعوام الستة الماضية احتلت السعودية المركز الأول لقائمة أكبر مستوردي السلاح عالميًا، وتحتل أمريكا الصدارة في قائمة الموردين، وقد باعت أمريكا صفقات هائلة من الأسلحة للسعودية وتضاعفت عدة مرات عما كانت عليه في السابق ، وزادت عن تريليون دولار حسب التقديرات التي تعتمد على تقدير الصفقات المعلنة، لكن ما هو مخفي أكثر – حسب مراقبين ، ففي أول جولة خارجية له اختار ترامب السعودية محطة أولى في مايو 2017م، نتج عنها توقيع صفقة توريد أسلحة بـ 470 مليار دولار ، توفر هذه المبالغ أكثر من مليون وظيفة للأمريكيين ، الأمر أشبه بالمقايضة المخجلة فعلى حساب موت مئات الآلاف وجوع الملايين في اليمن تتعزز وظائف الأمريكيين وترتفع مواردهم.
تعد أمريكا المصدِّر الأول للأسلحة إلى السعودية ، تليها بريطانيا ثم فرنسا ثم ألمانيا ، إضافة إلى كل من كندا وبلجيكا والسويد والنرويج وهولندا والنمسا وسويسرا والبرازيل وإيطاليا ودول أخرى عديدة بعضها لم يعرف عنها تصنيع الأسلحة إلا من خلال المشتريات السعودية للسلاح ، وقد عقدت الولايات المتحدة الأمريكية صفقات قيمتها تقدر بـ” تريليون و200 مليار دولار”، مقابل أسلحة ومتفجرات وأنظمة أسلحة وتدريبات عسكرية مع السعودية والإمارات ، منذ بداية العدوان على اليمن ، الصفقات التي عقدتها أمريكا أكثر بكثير مما تم الإعلان عنه سابقًا، بحسب المعلومات التي جمعها مرصد المساعدة الأمنية (SAM)- وهو مركز أبحاث أمريكي وتُشير معلومات المرصد إلى حجم الصفقات المُبرمة التي تشمل صفقات تجارية بالإضافة إلى الصفقات الحكومية للأسلحة، ويدل ذلك على أن الدور الأمريكي في العدوان على اليمن أكبر بكثير مما يتصوره البعض ، ويوازي المبلغ الذي تم إنفاقه على الأسلحة 24 ضعف المبلغ الذي ناشدت الأمم المتحدة بندائها الإنساني لجمعه لليمن عام 2019م والبالغ 4 مليارات دولار.
بالإضافة إلى كون الصفقات التجارية مربحة أكثر ، فإن الصفقات التجارية تُشكل ما يقارب ثلاث من كل أربع صفقات للأسلحة الأمريكية في 2018م بحسب المرصد ذاته ، ويضيف المرصد أن تعقّب صفقات الأسلحة التجارية ما بين المصانع والحكومات الأجنبية صعب ومعقد للغاية، رغم أن أمريكا تقوم بالإعلان عن تفاصيل الصفقات المُتعاقد عليها من خلال برنامج ” المبيعات العسكرية الخارجية” ، لكنها لا تقول الحقيقة دائما.
واصلت بريطانيا جني الأموال من السعودية بأكثر من 15 مليار جنيه إسترليني على الأقل، ورفضت الدعوات المتكررة بوقف مبيعات السلاح وهو ما اعتبرته المنظمات الدولية تورطاً مباشراً في جرائم الحرب التي ارتكبت في اليمن يخضع المسؤولين البريطانيين للمساءلة ، حتى أن وزير الخارجية هنت برر ذلك بأنه ضرورة لحفظ السلام وهو أمر اعتبرته هيومن رايتس إفلاساً أخلاقياً ومنطقا ملتويا واعتبرت الرفض البريطاني لوقف تصدير السلاح للحرب على اليمن تدنيساً للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني.
وبينما تتصدر بريطانيا قائمة مصدري السلاح الأوروبيين إلى السعودية، تتبعها مباشرة فرنسا بتجارة مقدارها قرابة 4 مليارات في الأعوام الستة الماضية، تتنوع بين أنظمة دفاع جوي وحواسيب طائرات ومدافع، تتبع إسبانيا ذلك مباشرة بمبلغ 537 مليون دولار وسويسرا بـ 305 ملايين دولار من مدافع الهاوزر، بينما وصلت صادرات السويد وألمانيا إلى السعودية من قطع غيار الدبابات والأسلحة الشخصية إلى قرابة 411 مليون دولار، كل هذه الأرقام في العامين الماضيين فقط.
وفيما تواصلت الشحنات العملاقة المحملة بالسلاح في التدفق نحو السعودية من أوروبا وأمريكا تشارك تلك الدول نفسها في فرض عزلة شاملة وحصارا مكتملا ومطبقا على اليمن وتمعن بريطانيا وأمريكا وفرنسا ودول أوروبية أخرى في فرض حصار غاشم على الموانئ اليمنية وتمنع الدواء والغذاء والوقود من الدخول إلى اليمن ، وتمنع الطيران والسفن والشحنات التجارية من الوصول إلى اليمن بذريعة حظر وصول الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.
وفيما تحمَّل سفن الشحن السعودية والإماراتية بكميات هائلة من الأسلحة من موانئ أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وكندا وإسبانيا ومن دول أوروبية أخرى كالسويد وكندا وبلجيكا ، تغلق موانئ اليمن ومطاراتها ومنافذها أمام سفن الغذاء والوقود والدواء والمرضى وكل ما يلزم للحياة بذريعة حظر وصول الأسلحة إلى اليمن ، وتلك معادلة مختلة تضرب عناوين الإنسانية وقوانين الدولية عُرض الحائط، وفي هذا الصدد يقول الدكتور ماكس موتشيللر كبير الباحثين في معهد بون الدولي لدعم السلام “BICC” إن أغلب قوانين الدول الأوروبية والقوانين الأمريكية تتحدث في الظاهر عن ضرورة احترام حقوق الإنسان ودعم السلام والاستقرار الدوليين إلا أن صادرات السلاح الأوروبية والأمريكية إلى دول في مناطق شديدة التوتر استمرت دون أن تظهر تلك الدول أي نوع من الاحترام لهذه القوانين ، وهو ما يكشف النهج المفلس أخلاقيا وإنسانيا للأوروبيين والأمريكيين ، ويؤكد ذلك ما قاله وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مدافعًا عن قرار بريطانيا بالاستمرار في تصدير الأسلحة إلى السعودية، حين أوضح أن تعليق بيع السلاح ينهي الوجود البريطاني في المنطقة، مؤكدًا أن الرياض بإمكانها الاستعاضة عن لندن بعواصم أخرى للحصول على احتياجاتها من السلاح، وهذه الدول ستكون سعيدة بهذا التعاون.

داعش والقاعدة يقاتلان بالسلاح الأمريكي والغربي في اليمن “
تزعم أمريكا وحكومات الاتحاد الأوروبي والسعودية وبريطانيا وفرنسا – وهذه الحكومات هي التي تشكل أعضاء التحالف الرئيسيين في الحرب على اليمن- أن الحرب التي دمرت اليمن وقتلت مئات الآلاف من المدنيين ضرورة لمواجهة ما تصفه بالإرهاب الذي ينطلق من اليمن ، لكن تقارير أصدرتها منظمات معتمدة منها مواطنة وتقارير وتحقيقات استقصائية صحافية أكدت أن تحالف العدوان عمد إلى تمرير السلاح الغربي عبر طرق متعددة إلى “القاعدة” والميليشيات الإرهابية كداعش وأنصار الشريعة لاستمرار اشتعال الجبهات ، وكشف تحقيق استقصائي عن إيصال السعودية أنواعا مختلفة من الأسلحة التي حصلت عليها من ألمانيا ودول غربية إلى التنظيمات الإرهابية، في انتهاك لقوانين تجارة الأسلحة وبما يكشف علاقات التحالف العدواني السعودي الأمريكي الأطلسي مع الإرهاب واستخدامهم لها.
لقد امتلكت التنظيمات الإرهابية في اليمن ” داعش والقاعدة” ترسانة لا يُستهان بها من الأسلحة والذخائر والمدرعات والدبابات وصواريخ الأتاو الأمريكية ، إلى جانب أسلحة أخرى جرى تصميمها أو تصنيعها في أكثر من 25 بلداً ، تقاتل هذه التنظيمات في صفوف التحالف الأمريكي السعودي على اليمن ، وتنفذ عمليات ميدانية في جبهات عدة ضد الجيش واللجان الشعبية وفي صفوف المرتزقة التابعية للسعودية والإمارات ، وقد ارتكبت هذه الجماعات الإرهابية جرائم إرهابية عديدة وتفجيرات وعمليات اختطاف وإعدامات ميدانية وتعذيبا، ودأبت دون كلل على استهداف المدنيين باستخدام الأسلحة الصغيرة ونيران المدفعية وكميات هائلة من العبوات الناسفة المرتجلة ، ويكشف تحقيق نشرته الـ “سي إن إن” أن مسار الأسلحة الأمريكية انتهى في نهاية المطاف بيد الإرهابيين بعد تسلمهم من قوات التحالف في اليمن هذه الأسلحة ، مسار الأسلحة الأمريكية ووصولها إلى يد القاعدة وداعش بعد أن عرضت CNN نتائجها، وإزاء ذلك قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لشبكة الـ “سي إن إن” الأمريكية إن التحقيق جار في انتهاكات اتفاقيات الأسلحة الأمريكية من قبل شركاء التحالف ، وهي محاولة لإخفاء العلاقة بين أمريكا والإرهاب الذي يعد أداتها في أكثر من بلد.
تقول الـ (CNN) “أعداد كبيرة من المركبات المدرعة الأمريكية التي تقدر بملايين الدولارات مهجورة على الطريق.. مرحباً بكم في اليمن، حيث أن الأسلحة التي صنعت في أمريكا تباع وتسرق وتهجر وتشق طريقها إلى الأيدي الخطأ”.
تحت عنوان “يوم القيامة” صدر تقرير عن منظمة “مواطنة لحقوق الإنسان” يكشف دور الولايات المتحدة وأوروبا في موت المدنيين والدمار والترويع في اليمن بفعل الأسلحة الفتاكة التي تبيعها واشنطن والغرب للرياض وتحالف العدوان، ووثقت المنظمة ضربات شنها الطيران السعودي بأسلحة أمريكية وبريطانية قتل فيها مئات المدنيين ، واستهدفت الهجمات التي وثقتها المنظمة بيوتاً، ومدارس، ومشاريع تجارية، ومزارع، وعيادة صحية، ومبنى إدارة حكومية، وقاعة احتفالات، والتي قتل وجرح فيها ما لا يقل عن 122 طفلاً و 56 امرأة.
وعلى الرغم من جرائم الحرب الموثقة التي تدين تحالف العدوان تستمر أمريكا وبريطانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي في بيع الأسلحة للسعودية والإمارات بغرض القتل والتدمير في اليمن ، كما تستمر بريطانيا في بيع الأسلحة في انتهاك لالتزاماتها بموجب معاهدة تجارة الأسلحة والموقف المشترك للاتحاد الأوروبي بشأن الصادرات العسكرية ، وكانت تقارير استقصائية قد وثقت مبيعات أسلحة دول الغرب للسعودية التي تُتهم بارتكاب جرائم حرب في اليمن، في حين يستمر صدور انتقادات من منظمات غير حكومية ومن الرأي العام ونواب في بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة لوقف عمليات القصف التي تستهدف المدنيين في اليمن
قال موقع “إنتلجنس أونلاين” الفرنسي، إن أمريكا تواصل تقديم الدعم للسعودية في عدوانها على اليمن، عبر تزويدها بإحداثيات لما اسمته "بالمواقع العسكرية للحوثيين"، رغم تعهد الرئيس “جو بايدن” في بداية حكمه بإنهاء أي دعم كانت تقدمة بلاده للعمليات العسكرية السعودية باليمن.
العالم- السعودية

وذكر الموقع، المتخصص بشئون الاستخبارات، نقلا عن مصادر، أن القصف الذي شنته القوات الجوية السعودية على قاعدة الديلمي الجوية القريبة من مطار صنعاء في 29 نوفمبر الماضي، ومطار صنعاء وغيره من المواقع هو نتيجة هذا التعاون.

ورغم أن الولايات المتحدة تراجعت عن دعم السعودية عندما وصلت إدارة “بايدن” إلى السلطة، فقد تم تنفيذ هذا القصف، وفق “إنتلجنس أونلاين”، باستخدام الإحداثيات التي قدمتها وكالة “دي آي إيه” التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية.

وأشار الموقع الاستخباراتي الفرنسي إلى أن الولايات المتحدة والسعودية بدأتا مؤخرا مرحلة جديدة في تعاونهما بشأن اليمن في سياق المعركة الاستراتيجية في مأرب.

وكشف أن التنسيق الأمريكي السعودي المتجدد بشأن اليمن بدأ باجتماع بين مستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان” والمبعوث الأمريكي إلى اليمن “تيم ليندركينج” وولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” في 27 سبتمبر/أيلول، وشمل تشجيع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على مشاركة السعوديين الإحداثيات المتعلقة بالأهداف والمواقع الحوثية العسكرية الاستراتيجية، مثل مرابض الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية في صنعاء، وكذلك محافظة صعدة، القريبة من الحدود السعودية، والتي تعد معقلا لأنصار الله. حسب الموقع الفرنسي.

يذكر بأن الولايات المتحدة تعترف علانية بتورطها في العدوان على اليمن، من خلال تقديم المعلومات الاستخباراتية، و تقديم السلاح للسعودية والإمارات، وتزويد طيران التحالف بالوقود في الجو، إضافة إلى الغطاء السياسي الذي توفره واشنطن للرياض وأبو ظبي، وهو الدعم الذي وصفه مراقبون بأنه يطيل من أمد العدوان، ولولاه ما كان العدوان ليستمر حتى اليوم.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية النقاب عن ضلوع اسرائيلي عسكري مباشر في العدوان على اليمن بمشاركة 70 خبيرا عسكريا اسرائيليا و42 طيارا اضافة الى خبراء رادارات شاركوا جميعهم القوات السعودية المعتدية وقوات التحالف العدواني ضد هذا البلد.

صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية اوضحت ان حجم المشاركة الاسرائيلية في لاالعدوان السعودي وتحالفه كان كبيرا تمثل في حشر 70 خبيرا عسكريا اسرائيليا و42 طيارا في هذه الحرب العدوانية الظالمة غير المتكافئة على مسلمي اليمن الصامدين وعلى بناهم التحتية.

الصحيفة لم تأت بجديد فالعالم كله يعلم ان المصلحة والاجندة الاسرائيلية والاميركية هي وراء اشعال فتيل هذا العدوان الهمجي على اليمن لهدفين رئيسين هما تدمير اليمن وبناه التحتية لما يشكله من خطر مستقبلي وارد قد يحيق بالكيان الاسرائيلي المحتل لفلسطين بل ان التدمير يشمل كل بلد عربي يضلع عن سيمفونية التطبيع المذل مع هذا الكيان اللقيط.

اضاف الى احراز هدف عسكري بالوصول الى مربع استراتيجي بالسيطرة على باب المندب والبقاء فيه، ما يمكن هذا الكيان اللقيط من توسيع رقعة جغرافيته والسيطرة على ممر بحري عالمي يمكنه لاحقا من السيطرة التجارية على غالبية دول العالم شرقا وغربا.

رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو لم يخف "في اول تصريح له على هذا المستوى في آذار/مارس 2015" لم يخف تخوفه من عدم سيطرة كيانه على باب المندب محذرا في وقتها من خسارة "اسرائيل" لهذه المنطقة الاستراتيجية دون تحيقيق اي مكاسب حيوية فيها والسيطرة عليها باعتبار ان السيطرة على باب المندب تمكن الكيان الاسرائيلي من السيطرة على جميع منطقة الشرق الوسط كمرحلة اولى متقدمة من خارطته الاحتلالية التوسعية.

قال نتنياهو في مستهل جلسة اسبوعية له في مجلس وزراء حكومته حسب صحيفة (بي بي سي بالعربية) في 29 آذار/مارس 2015 ، إن التقارب الايراني اليمني "محور خطير جدا" ويشكل اضافة الى محور "طهران بغداد دمشق" خطرا ماحقا على كيانه المغتصب التوسعي، و"يجب العمل على وقفه"، وبالفعل كان ذلك بمثابة اشارة خضراء للبدء بالعدوان السعودي ولتحالفه الاعرابي على اليمن.

نتنياهو لم يكن لوحده في تحفيز السعودية ودول العدوان العربية على مهاجمة اليمن في ذلك الوقت دون اشارة خضراء اخرى اكبر حجما من حجم كيانه المحتل، وتحديدا من قبل الولايات المتحدة الاميركية، وذلك ما كشفه قائلا: "لقد أنهيت للتو مباحثات مع الرئيس الجمهوري لمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور ماكونيل، كما تحدثت مع زعيم الديمقراطيين، السيناتور هاري ريد، وقد سمعت من الجانبين ما يؤكد الدعم الكامل من الحزبين لإسرائيل، وهذا أمر بالغ الأهمية.

صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية وضعت الننقاط على الحروف بافصاحها في تقرير لها إن "إسرائيل" شريك رئيس في العدوان على اليمن منذ عام 2015م، واكدت ان المشاركة الإسرائيلية كانت واضحة ومكشوفة، مشيرة الى أنها شاركت بنحو نحو 70 خبيرا عسكريا وفنيا من الجيش الإسرائيلي، وخبراء رادارات مشاركون فى إدارة غرف العمليات في مدينة المخأ، وبعدد 42 طيارا اسرائيليا وبعسكريين شاركوا فى قيادة عدة محاور على الأرض.

ذلك ما يعني "مشاركة الكيان الاسرائيلي بصورة ميدانية مباشرة وفعلية مع الضباط السعوديين وضباط دول التحالف الاعرابي".

كما لا يخفى ان الدور الإسرائيلي في الحرب على اليمن كان بارزا عبر تزويد أطراف التحالف بالامكانات العسكرية من أجل البقاء في باب المندب، وتم انشاء مركز اسرائيلي في جزيرة سقطرى اليمنية المحتلة جنوب شرقي اليمن، حسبما افادت وكالة الصحافة اليمنية التي نقلت عن مصادر مطلعة قولها انه تم فتح سقطرى للوجود العسكري الإسرائيلي منذ إعلان تطبيع العلاقات بينها وبين الامارات.

هذه الخطوة اشار اليها الصحفي الاسرائيلي ايدي كوهين في تغريدة على "تويتر" قبل ان يقوم بحذفها كتب فيها "شركة إسرائيلية لتوسعة مطار سقطرى ألف مبروك".

المؤكد أن ما يجري في اليمن اليوم، ليس مجرد حرب عدوانية سعودية أعرابية نفاقية ضد هذا البلد المظلوم، بل انها حرب شاملة طويلة الأمد عربية واقليمية اسرائيلية ودولية اميركية تستهدف تثبيت ركائز جديدة لتوسعة جغرافية الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود إيجاد -بديل- لحماس في غزة.. إلى أين وصلت؟| المسائية


.. السباق الرئاسي الأميركي.. تاريخ المناظرات منذ عام 1960




.. مع اشتعال جبهة الشمال.. إلى أين سيصل التصعيد بين حزب الله وإ


.. سرايا القدس: استهداف التمركزات الإسرائيلية في محيط معبر رفح




.. اندلاع حريق قرب قاعدة عوفريت الإسرائيلية في القدس