الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية قلب مفتوح في الطب النفسي - اسمها محمد 38-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2021 / 12 / 18
الادب والفن


-قلقتَ من أجل الغد، حتى أضعتَ الحاضر…
وعشتَ في الماضي، حتى نسيت اليوم..
حملتَ همّ العالم ونسيت نفسك..
رأيتَ بؤس الدنيا، فيما قلقلك يقلقل سعادة من حولك…

-يا لطيف، هل تريديني أن أكون أعمى بصيرة؟

-لا.. بل منطقياً، لو أنك راعيتَ نفسك ومن حولك، لكنت سعيداً ولأسهمتَ في تخفيف بؤس هذا العالم بنفحات طاقة إيجابية، ما جنيتَ وتجني؟ الأهم ماذا جنى العالم من قلقك؟

-تريديني أن أكون تافهًا؟

-قمة التفاهة أن تترك روحك وحياتك للقلق، قمة العقل أن تكون شعاع سعادة في هذا العالم، القلق مرض تختل فيه النواقل الكيميائية في الدماغ، وعلاجه واجب، وإلا ستفشل.. ستفشل كأب، كزوج.. كعامل و صديق…
قبل أن تُصلح العالم، أصلحْ حياتك.. قبل أن تبتغي المثالية بين البشر، حسّن حياة من تحب…

-كيف يا دكتورة؟ تريديني أن أراجع الطبيب النفسي، بينما يموت الأطفال جوعاً؟

-وما علاقة هذا بذاك؟ هل سيتوقف موت الأطفال عندما تقتل حاضرك بذكريات ماضيك و تُميتَ أيامك بخوف من المستقبل؟
مراجعة الطبيب النفسي في حالتك ليست رفاهية، بل عملية قلب مفتوح لروح تسجنها في الماضي ولاحلام تدوسها بالخوف…
************


قالت أمنية:
-تدور حياة جميع البشر حول الطعام، الشراب، الهواء، الماء والجنس.. بينما النخبة يضيفون الأحلام والأهداف إلى أفلاك حيواتهم…

ضحكت أحلام وردت:
-جميل أن تضمي الجنس إلى حاجات البشر الأساسية، كنت أقرأ مقالة حول الطلاق البارحة، قالوا فيها أن معظم حالات الطلاق تحصل بسبب جنسي، هل كان سبباً في خلاصك؟

ابتسمت نيل.. بينما غيّرت أمنية من وضعيتها، وزال عن وجهها هدوء الحزن:
-تطلقتُ لأسباب كثيرة منها السبب الجنسي.. في نظر طليقي كان الجنس رغبة ذكر يومية لا علاقة حب تبادليّة…
يمضي الآن حياته بين عقود الزواج العرفي.. بالمناسبة عليا، ما يقول الطب النفسيّ في الزواج العرفي؟

-العلاقات الجنسية خارج إطار الإشهار والقبول هي علاقات مريضة أيّاً كان نوع زواجها، مكانها، أو طبيعة ثقافة أصحابها…

-هل السبب مرض نفسي؟

-الإفراط في الجنس أو الامتناع عنه قد يحدث بسبب مرض نفسي، لكن تأطير الجنس بعقود بشرية ذكورية سببها ثقافي وأخلاقي ليس إلاّ..
لازلتُ أسأل نفسي: كيف تقبل بناتنا بذكر لا يفخر بانتمائه لهنّ أيّاً كان السبب؟
************


-أنا فاشل، ومن حولي فاشل بكل ما فيه، كيف أغير كل ذاك؟

-الفشل لا يختارك، أنت تختاره..
والنجاح لا يختارك.. إرادتك تختاره…
الغرور لا يختارك، فراغك يختاره…
والثقة لا تختارك.. استقرارك النفسيّ يفرضها…

بينما الحب يختارك..
يختار طبعك، صمتك قبل كلامك..
عثراتك قبل نجاحاتك..
الحب يحب عنايتك بنفسك، ثقتك بروح الله فيك..

-لذلك يقع الواثق من طيبته في حب الطيبين.. بينما يتخبط غير المستقر نفسياً بين ناس لا يشبهوه…
راجع الطبيب النفسي، عالج نقص السيروتونين في دماغك.. وعندما تستقر نفسيّاً يحق لك أن تطلب من العالم (الجاحد) الاستقرار…

-ربما.. ربما يا حكيمة أنا أرى ما أكره في نفسي في هذا العالم، وفي من حولي، بينما هم أبرياء…


يتبع…



-الرواية تحمل بين صفحاتها الجزء الثالث من رواية عليّ السوري

للتحميل:

https://www.lamamuhammad.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | الذكاء الاصطناعي يهدد التراث الموسيقي في مصر


.. الطفل اللى مواليد التسعينات عمرهم ما ينسوه كواليس تمثيل شخ




.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-