الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور أمريكي سيء

آراس بلال

2021 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان العراقيون يحملون أمريكا كدولة جزءا مهما من المسؤولية عن مآسيهم ومشاكلهم، فإن السيد بريت ماكغورك يتحمل كشخص الجزء الاكبر من مسؤولية بلاده عن تلك الاخطاء والمآسي، والأسوأ انه يعود مجددا للعراق هذه الايام، ويقود حراكا للمساهمة في تكريس واعادة انتاج المشاكل.
مشروع ماكغورك الجديد هو محاولة اعادة تسويق ثلاثي الرئاسات الموجود حاليا، (برهم صالح، مصطفى الكاظمي، محمد الحلبوسي) واعتبارهم افضل الحلول لمشاكل العراق، التي كان ماكغورك نفسه أحد صناعها ورعاتها، من كتابة الدستور الانتقالي وتشكيل الحكومات المتعاقبة ومن ثم ادارة الموقف الامريكي المريب من ظهور تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا، حيث كان ماكغورك هو رجل امريكا الاول في العراق ثم في ادارة التحالف الدولي لمواجهة داعش في العراق وسوريا، وظل يقدم الوصايا السيئة وكأنها نصائح نهائية من الدولة الأقوى.
يجيد ماكغورك التحدث باللغتين العربية والفارسية كما انه قضى زمنا طويلا في ادارة ملف العراق، ولذلك هو مفاوض قوي لكنه ليس خالص الوفاء في نصائحه وتوصياته، لا مع العراقيين ولا مع بلاده ايضا ولذلك تم ابعاده عن موقعه في ادارة الشأن العراقي لسوء رد الفعل الامريكي على ظهور داعش وتأخر هذا الرد، لكن بعودة الديمقراطيين ورئيسهم بايدن الى البيت الابيض عاد ماكغورك الى دفة الاحداث العراقية ليتعامل مع كبار الساسة العراقيين كموجه وناصح يفرض رأيه في تنصيب شاغلي المواقع السيادية الكبرى.
يجب ان نشكك جديا باهداف ماكغورك ونصائحه بالتجديد للرئاسات الثلاث، فمجرد التدخل الامريكي بهذا المستوى هو اهانة للعراق والعراقيين كما انه دفع نحو الفتنة ليس بين القوى السياسية فقط وانما بالاساس بين الحكومة والشعب الذي سأمم طريقة الاملاءات الخارجية كما رفض هذه الرئاسات ومن تمثلهم وما تسعى إليه من صفقات مشبوهة تؤدي الى مزيد من التوتر المجتمعي والانقسام السياسي يضع البلاد على حافة المواجهة.
إن ما يقوله ماكغورك ليس بالضرورة رأي المؤسسة الامريكية فهو في النهاية موظف من الخط الثالث او الرابع في الادارة الامريكية يعمل في طرف بعيد عن مركز القرار لكنه في قلب اشتباكات المصالح والاموال، وتعيين الرئاسات في العراق قد دخل على خط هذه المصالح لتمرير صفقات وعقود روج لها وسوقها ثلاثي السلطة الحالي مع شركات أكثر من دولة.
واجب القوى العراقية هو الوقوف بحزم ضد التدخلات الاجنبية كلها في الشأن العراقي بعدما أوصلت هذه التدخلات البلاد الى حافة الفوضى، ويجب على كل شخص يعتبر نفسه قائدا في العراق ان يبلغ ماكغورك برفض وصايته وضغوطه وان العراقيين ليسوا احجار شطرنج بيده، وان نصائحه وتوجيهاته السابقة كانت كارثية وان الديمقراطية في العراق يجب ان تكون كما في امريكا طريقا لتغيير القيادات والمسؤولين وخاصة عندما يكونون بلا اي قاعدة شعبية وجاءوا نتيجة صفقات مشبوهة ثبت ان ضررها اكبر بكثير من نفعها هذا إذا كان لها نفع أصلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل