الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفاق------

سلطان الرفاعي

2006 / 8 / 30
حقوق الانسان


إن الصراع الأبدي بين الالتزام بالقانون وانتهاكه لن ينتهي، لأنه ما أن تنجح جريمة ما، حتى يفكر آخرون بطرق جديدة وأفضل وذلك لمنعها أو الدوران حولها إما للوقاية منها أو لانتهاك القانون. ولابد من الاعتراف بأن هناك كثيرا من المناورات الخادعة، هي، في جوهرها، شكل من الاحتيال وتفلت من العقاب وذلك بسبب صعوبة إثباتها، وأيضا لعدم مبالاة الناس بقبول التحقق من هذه الأمور. والفائدة أو الربح، أو الرصيد الخارجي، أو العقار الداخلي، بما يتضمن من مطاعم ووكالات سيارات وغيرها من المكاسب، كان قد حصل عليها اللص المنافق، بوسائل غير مشروعة؛فاذا اتفقنا على أن أية مناورة خادعة تنتهي إلى الكسب يمكن أن تكون في الحقيقة احتيالا، فاننا نتفق أيضا على أن أفق هذا المفهوم أكثر اتساعا بكثير وإذا أفلت تصرف خاطئ من عقاب القانون البشري، فهذا لا يعني أنه ليس جريمة فالقانون الإلهي الأسمى سيُحاسب يوما ما. والنفاق يتكون من عملية خداعية ماكرة تهدف إلى سلب المال العام، والظهور بالمظهر الوطني الشريف.



تبدأ عملية النفاق دائما بطريقين لا ثالث لهما في بلادي: الأول: طريق مدني: هو الانتساب إلى الحزب، فالمنافق يعرف إن طريقه، لاستلام أي منصب، رئيس بلدية، عضو مكتب فني، عميد كلية، مدير عام، رئيس فرع نقابة، وزير، رئيس وزراء. لن تمر إلا عبر انتسابه إلى الحزب.

الثاني: طريق عسكري أمني.

بعد الانتساب إلى الحزب، يبدأ المشروع ألنفاقي، عبر الاقتراحات النفاقية، من مخيمات، إلى طباعة الصور، إلى إقامة الندوات، والمؤتمرات النفاقية، إلى تطيير البرقيات والحمام الزاجل، إلى بناء المجمعات الترفيهية الخاصة بالعمال، والتي لا يراها العمال طيلة حياتهم، وقد يسمعون بها، أو لا يسمعون، ولكنها لهم كما تقول اللافتات المكتوبة على البوابة.

النفاق السياسي الداخلي، يليه النفاق السياسي الخارجي، وخير من يمثله اليوم، عميد المنافقين العرب، الشيخ عبد الحليم خدام.

يقول الشيخ منافقا: أنا لا أعلم شيء عن المفقودين اللبنانيين في سوريا؟ ولكن ماذا لو سألناه عن المفقودين السوريين في سوريا؟ هل يعلم عنهم شيء؟ وكيف لا يعلم عن المفقودين اللبنانيين شيء، وهو الذي استلم الملف اللبناني لسنين طويلة، عامرة بالنفاق، والسلب والنهب. ليتهم سألوه عن الأربعين مليار دولار ؛ الديون التي غرق بها لبنان، يوم كان الشيخ شريكا، فعالا، في كل الصفقات، التجارية، المشروعة والغير مشروعة، والتي كانت تتم بين لبنان وسوريا، ؟؟؟ سنين طويلة، يُدير لبنان، كما يُدير مزارعه العامرة، ولا يعرف شيء عن المفقودين اللبنانيين، بالله من يعرف يا شيخ اذا؟

رحم الله كل شركاء الخدام وأسكنهم فسيح جنانه!!!!!!!!

ويخاف الشيخ على العمالة السورية، من رد الفعل، على خطاب الرئيس السوري، يخاف عليهم من الطرد من الدول الخليجية، وتبدو، أمنية لديه، أكثر منها اهتمام بهم. فالنفاق وصل به إلى حد الاستهتار، بإنسانية هؤلاء العمال السوريون، الذين، تركوا وطنهم، وعائلاتهم، وذهبوا، إلى بلاد الله الواسعة، يتحملون الاتهامات، والغربة، من أجل عيون، الشيخ، وأبنائه، وأمثالهم، من اللصوص، الذين سلكوا طرق النفاق المدنية والعسكرية، وسرقوا الشعب السوري، وجعلوه، قشة في مهب ريح الفقر والألم، والذل.



النفاق الأمريكي:

أعلن السيد جورج بوش، رغبته، في إصدار قانون، يُلاحق بموجبه، كل المسئولين، الذين سرقوا شعوبهم، وتسببوا بالألم والقهر والقمع لشعوبهم، ووضع على رأس القائمة: سوريا وإيران والسودان. الحقيقة انه قانون رائع، ونؤيد الرئيس بوش في تطبيقه، ولكن، بحذافيره، ولديه فرصة كبيرة اليوم، فهناك اثنان من المسئولين السوريين في الخارج، يعني في متناول يده، ويستطيع القبض عليهما، والبدء بتطبيق قانونه. هذا إذا لم يرد أن يُنافق هو أيضا.

النفاق المصري:

السيد جمال مبارك، هو أحد كوادر الحزب، والحزب يُعده لانتخابات الرئاسة. هكذا بكل نفاق، وصلافة، وقلة أدب، يُصرح زعماء الاتحاد الاشتراكي المصري، فالوالد لا يُريد أن يُرشح ابنه، ولكن، النفاق الإيديولوجي العربي، يُريد ذلك. زياد ابن أبيه، ليس مرشحا لاستلام السلطة في مصر، لكنه مرشحا للرئاسة، والأمر يختلف كثيرا!!!

نفاق الهي:

من المقاومة الشريفة العفيفة الظريفة، في العراق السليب، إلى أشاوس حماس المؤمنين الغيورين المنافقين. طريق الجنة اليوم أصبح باتجاهين أيضا.

الاتجاه الأول: الخطف وطلب الفدية لوجه الله ورسوله.

الاتجاه الثاني: اعتناق الإسلام أيضا لوجه الله ورسوله.



نفاق أخونجي:

نحن قد أصدرنا ورقة عمل، نُقر فيها بالخيار الديمقراطي، وبصناديق الاقتراع سبيلا للتداول السلمي للبلاد. ولكن بسبب تعنت البعثيين، وقمعهم لشعبنا في سوريا، قررنا التمديد للصدر، واستبدال صناديق الاقتراع، بصناديق التوابيت، لنضع فيها كل من يخالفنا، ويقف في وجهنا، في زحفنا، إلى السلطة في سوريا، كما يُبشرنا أخي وتاج راسي، أبو جمال بك.



نفاق المستقبل:

يُقال: من قلة الخيل شدينا على الحمير---وهذا ما بدأ به تلفزيون المستقبل، سلسلة لقاءاته النفاقية ضد سوريا. ويبدو الإفلاس قد وصل إلى نهايته. فلم نعد نسمع بزاهي وهبة، وبدأنا بسماع علي حمادة وفارس خشان، الرموز المعادية لسوريا قلبا وقالبا. ونُذكرهم، فقط للذكرى، بالعندليب الأمريكي، من أجل استضافته بعد أن يكون أبي أنس شقيق أبي جمال، قد أنهى وصلته.



النفاق السوري:

ويغلب عليه اسم الاحتيال، والضحك على ذقن الشعب السوري، و(تعشيمه بالذهب مما أدى به ليس إلا خرم أذنه، ولكن إلى خرم------). الذي يقرأ الصحف السورية، على ندرتهم، -القراء-يظن أن المدينة الفاضلة الأفلاطونية، قد بدأ وضع حجر الأساس لها، وأن مشكلة السكن، وأزمة المساكن، قد تم حلها، وما على المواطن، إلا أن يبدأ بشراء العفش، ويستأجر شاحنة لنقل عفشه إلى منزل الأحلام السعيدة. فالشركات الإماراتية والسعودية والخليجية تتسابق على بناء الأبراج السكنية، والعقود النفافقية توقع كل يوم، مع شركة جديدة، ومساحة سوريا، نتيجة كل هذه الاتفاقيات بدأت تضيق، والمواطن، لا يعرف أين يسكن، فالعروض أكثر من أن يتحملها، وأصبح يُفكر في شراء عدة شقق، من أجل أولاده وأحفاده، وكيف لا، والمساكن في الصحف كثيرة.

يتجلى النفاق السوري أيضا وأيضا، بإعطاء الماء للأردن، وقطعها عن الشعب السوري، وإعطاء الكهرباء للبنان وقطعها عن الشعب السوري، كل يوم، ثلاث ساعات كاملة.

ان استدرار شفقة الشعب ، وحمله على الشعور بالذنب، وسيلتان أساسيتان بهما يحاول النظام الحصول على ما يُريد من خلال التأثير بمشاعر المواطنين ، بدلا من المواجهة الحقيقية للأزمات، التي تعصف بالبلاد. وهذا النفاق نموذجي بالنسبة للسلطة ، والتي تختار ، بدلا من بذل الجهد للتغيير ، أو مصارحة الشعب بالحقيقة. السبيل النفاقي المنحرف الذي يسلكه المُضللون للحصول على فوائد ومكاسب ، عبر التلاعب بمشاعر المواطن، وتذكيره الدائم ، بالصراع المصيري مع العدو، وبأنه ، سيخون وطنه، فيما لو فكر مرة واحدة ، أن الدولة منافقة ، وغير صادقة في طروحاتها، ومشاريعها الخلبية.

.

ولا بد من الاعتراف بأن هذا نمط خبيث من أنماط النفاق، التي لا يمكن تبريرها فقط بحقيقة أن البلاد تمر بأزمات صعبة، ومتى لم تمر البلاد بأزمات صعبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين


.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري




.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين


.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!




.. ”قرار تاريخي“.. القضاء الفرنسي يصادق على مذكرة اعتقال بشار ا