الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم كما يراه جورج

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لم تخف سيغولين رويال المرشحة اليسارية للانتخابات الرئاسية الفرنسية العام القادم، معارضتها للسياسة التي تتبعها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش والتي تقسم العالم بين (قوى الشر) و (قوى الخير) ما أدى إلى تصاعد نفوذ القوى المتشددة وتصاعد العنف.
وقالت رويال، خلال حملتها الانتخابية، في حديث إلى الإعلام الفرنسي: إن مفهوم (الحروب الوقائية) يؤدي عملياً إلى (مفاقمة المشكلات التي يدعي حلها، وانه وحده الرئيس الأميركي، يعتبر اليوم أن العالم أصبح أكثر أمناً منذ احتلال العراق.
فأي إعلام يصغي إليه بوش، وما هي التقارير التي يقرأها قبل أن يدلي بأي تصريح من تصريحاته التي تثير استغراب العالم، فهو لم يكتف بإطلاقه لقب رجل السلام على أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (السفاح)، بل إنه يبرر صباح كل يوم القتل المجاني الذي ترتكبه إسرائيل بحق الفلسطينيين، ألم يبرر قتل المدنيين في لبنان بأنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها! ويرى العالم مثل عالم والت ديزني مليئاً بألوان الطيف السبعة، وكأن عمى ألوان أصابه حين تولى الرئاسة، وكأن صمماً حاداً يجعله لا يصغي لاستغاثات الضحايا.
إذن فإن تعطيل إدارة الرئيس الأميركي إصدار قرار من مجلس الأمن لوقف الحرب التدميرية التي شنتها إسرائيل على لبنان له ما يبرره، فالرئيس بوش لا يرى فيما فعلته إسرائيل حرباً، ولا يرى نتائج قصفها المهول على لبنان تدميراً، بل كان يراه كما يتابع طفل صغير برنامج توم وجيري الكارتوني، فيصفق بسعادة حين تسقط صخرة كبيرة على رأس توم فتحوله إلى رماد ثم لايلبث أن ينهض، أهكذا يرى بوش العالم!
ربما، ولم لا، فتصريحاته لا تنم عن إدراكه لهول ما يحدث، فهو يعتقد أن ما يحدث حوله ليس أكثر من لعبة، ولذلك فإن أسهل شيء يفكر فيه السيد بوش هو الحرب، وبإحصائية ربما لا تكون دقيقة، لأنها عبارة عن اجتهاد شخصي استغرق لحظات، يتبين الآتي: شنّت الولايات المتحدة برئاسة بوش حربين قاسيتين على أفغانستان ثم العراق، وأتاحت لإسرائيل أن تشنّ حربين هي أيضاً الأولى على الداخل الفلسطيني بدءاً بمجزرة جنين ربيع عام 2002 ووصولاً إلى مجزرة غزة ربيع العام الحالي وهي حرب مستمرة لم تتوقف يوماً واحداً، ثم حربها التي لم يحص ضحاياها بعد أقصد حربها على لبنان، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الاعتقالات والسجون السرية والعلنية، ويبدو الرئيس بوش متلهفاً لحرب جديدة يرضي فيها نزوعه إلى اللعب وهو يعدّ العدّة ليتصيّد الهدف الأكثر مناسبة لإرضاء شهوته لرؤية (الأكشن)، ألم يدعم بوش الممثل أرنولد شوارزنيغر المعروف بأدوار العنف ليصير حاكماً لولاية كاليفورنيا؟.
ثم ألا يكفي أن نعلم أن عدد القتلى العراقيين خلال الأشهر الخمسة الأخيرة فقط تجاوز العشرة آلاف ضحية جراء العنف وسوء الأوضاع الأمنية في ظل وجود قوات بوش في العراق، ألا يكفي هذا ليرى بوش بأم عينه أنه الوحيد الذي يرى العالم أكثر أمناً بعد احتلال العراق؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت