الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيخترق الواقع الافتراضى الممارسات الدينية والموت والحياة؟

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2021 / 12 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بالرغم أن محاولات محاكاة الواقع افتراضيا بدأت عبر المسرحيات والسينما والتليفزيون إلا أن الصورة العملية بدأت منذ ستين عاما تقريبا وتطورت تطورا نوعيا منذ وصول الانترنت للعامة عام 1993 ثم التطور الأكبر غير المسبوق منذ حوالى عشر سنوات ، وقد تجاوزت المحاكاة حدود العقل البشرى ليبدأ عصر الواقع الافتراضى على شبكة الانترنت ويصل للعامة من خلال حركات ونظارات وقفازات فيتحرك العقل بالشخص الثابت حركة كاملة 360 درجة فى جميع الاتجاهات مع تشغيل ثلاثة حواس وهى الرؤية ( مشاهدة ثلاثية الأبعاد) والسمع ثم اللمس من خلال قفازات ، وتتطور الآن التقنيات لتصل إلى الحاستين الرابعة والخامسة وهما الشم والتذوق. وبالطبع بدأت بعض الجهات تستفيد من تلك التطورات فى عمل تجول إلكترونى فى بعض الأماكن مثل المتاحف ثم القاعات ثم المولات ليتمكن الإنسان من مشاهدة البضائع وتجربتها قبل الشراء ، وبالفعل استفاد الناس من تلك التطورات خلال فترة العزل جراء جائحة كورونا فى دخول المتاحف وحضور الحفلات الموسيقية الافتراضية وغير ذلك ، إلى أن وصل الأمر إلى قيام المملكة السعودية بتصميم محاكاة للمس الحجر الأسود كبداية لتوصيل الشعائر للناس عن بعد واعتمدت المؤسسة الدينية السعودية تلك المحاكاة حتى لو لم تعتبر حجا حقيقيا ولكن كنوع من ربط مشاعر الناس بالبيت الحرام والحج وزيارة الأماكن المقدسة عوضا عن عدم المجيئ وحتى لتجربة العملية لمن يريد الحج لأول مرة . إذن نحن أمام تطور نوعى للمحاكاة بالوصول إلى محطة المشاعر والممارسات الدينية وهو أمر لم يدخل فى الحسبان حتى عند فيسبوك عندما طور الموضوع للوصول إلى الكون الافتراضى "الميتافيرس Metaverse" الذى ستتم فيه كل العمليات عبر الانترنت من بيع وشراء واستمتاع وضحك وفن وكتابة وقراءة وحضور حفلات وعمل لقاءات والآن عبادة أيضا . قد يبدو الأمر غير مقبول الآن ولكنه وبلا شك سيكون مقبولا بعد عدة سنوات فيتم تجربة كل عمل افتراضيا عبر الانترنت قبل تنفيذه فى الواقع ليس على طريقة التليفزيون والسينما عبر الممثلين ولكن عبر الشخص نفسه حسبما يريد فهو مؤلف السيناريو والمخرج والممثل والمتفرج فى آن واحد . الآن ستجرب العبادات افتراضيا ثم تجرب كل ما يمكن أن تمر به فى الحياة افتراضيا وشيئا فشيئا ستختفى ملامح الأشياء ما بين الواقع الحقيقى والتخيلى فيقتربان من بعضهما كثيرا ويتداخلان أكثر فأكثر وتتحول اللعبة إلى حقيقة تستطيع من خلالها الشراء والبيع والحب والزواج . أما الأصعب القادم فهو ما يتنبئ به علماء المستقبل مثل ميشيو كاكو بأن التطور التقنى سيصل إلى المخ نفسه والأعصاب فيتم زرع ذاكرة جديدة للإنسان تغنيه عن التجارب السيئة وقد تصل إلى التخاطب بلا كلمات ولكن عبر تواصل الشرائح إلكترونيا متخطية حاجز الزمان والمكان وقد تصل الرحلة إلى فهم أعمق للموت والحياة .
إنه العالم الافتراضى الذى يحاول الانترنت توصيله إلينا عبر الشركات المختلفة التى ستربح حتما من تلك الأفكار التى تحول ما بعد الواقع إلى منظور الواقع فيصل الإنسان إلى متعة قد يعتبرها البعض زائفة ولكنها رحلة ممتعة للشباب وللأجيال القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|