الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام السياسي وعبادة الكراسي

عادل الفتلي

2021 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في سبعينيات القرن الماضي وفي ظل نظام ديكتاتوري النزعة والميول تبوأ العراق صدارة دول الشرق الاوسط في مجال التعليم وازدهرت جامعاته لتكون قبلة الوافدين من طلبة العلوم والاداب ومن شتى بقاع الارض ليفخروا بنيلهم شهادات معترف بها تؤهلهم لضمان مستقبل مهني اينما كانوا ..كما شهدت قطاعات الزراعة والصناعة والصحة نموا ملحوظا وتطورا غير مسبوق في تعزيز وانعاش الاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي , في الوقت ذاته كانت الآمال نحو الديمقراطية حلماً يتطلع اليها الجميع وتدغدغ مشاعر وارواح الملايين اللاهثة والتواقة لجنة التحررالمنشودة فازهقت ارواح وغيب الالاف وقاسى اضعافهم في ظلمات المعتقلات وزنازين الرعب وتجرع الشباب والنساء والكهول مايعجز عن سرده الوصف من شراسة السلطات وضراوتها ودفع الكثير ثمن ارائهم ومعارضتهم وانتهى باغلبهم المطاف في غياهب المنفى ومرارة الغربة فغصت المقابر وتيتم الاطفال وترملت النساء وثكلت الامهات وصودرت الممتلكات وانتهكت الحرمات أملاً في نيل الحرية والعيش الكريم في ظل ماتسمى بالانظمة الديمقراطية لتظمن الحقوق وتحترم الوجود والاراء وتحقن الدماء وتحقق الآمال وتسعى لبناء الانسان كونه غايتها ووسيلتها واساس وجودها , فتحققت المعجزة المنتظرة وان كانت خجولة كونها لم تتحقق بمقاومة الضحية لتكون نصرا على الجلاد فاستبشر العباد بزوال حقبة الظلم والجور وخروجهم من الظلمات الى النور مبتهجين بعودة الذين آمنوا وعملوا الصالحات ضحايا الامس ممن يقيمون الصلاة ويخشون الله تعالى ويرفعون شعارات التغيير والاصلاح.. وبدات فوافل مجاهدوا الاسلام السياسي تتدفق من كل فج عميق لتلتحق بركب الايمان لانقاذ الوطن والانسان بنشر العدل والاحسان وطي صفحات ماكان, فترقب المترقبون الابعدون والاقربون . الضحايا والمذنبون مما كان وسيكون من الجر والمجرور والعجن بالدستور ليكشف المستور ان القادم أسوأ والعن واخطر ومانهجه المزعوم الا اكذوبة كبيرة ومااسلامهم السياسي الا كارثة قد حلت لتجهز على ماتبقى من اخلاق وقيم وتسحق من نجى من بطش الطاغوت وسلم ومااحلام الجياع برغيف العز الا سراب ووهم فازيح النقاب عن وجوه غابرة اقل مايقال عنها بائسة قبيحة استعاذ من سحنتها الشيطان وبطون استوطنها الجوع والحرمان لعقود من التسول والذل والهوان وافواه شرهة عاوية وافكار مريضة هاوية ورؤوس خاوية حانية لمن استعبدها ووظفها لتنفيذ مآربه واحقاده ثأراً لخسارات حروبه وسترا لقباحة عيوبه فجندوا انفسهم اداةً لتصفية قامات العراق من العلماء والمفكرين والكفاءات وكبار القادة وخيرة الطيارين ولم ينج سوى من وفق ولاذ بالهرب خشية على حياته من خسة غدرهم إرضاءً لاسيادهم واستقطبوا الجهلة من اشباه الرجال وممن حرموا من نعمة التعليم وعديمي الشرف والاخلاق من عاهات المجتمع مستغلين حرمانهم وعوزهم المادي لتنظيمهم في تشكيلات عصابية ومليشيات مسلحة غاية في السفالة والاستهتار لتكون حصنا لهم وضماناً لوجودهم فارتكبوا ابشع الجرائم والموبقات من ابتزاز وسرقة وخطف وقتل وتهجير والاستيلاء على عقارات وتزوير الوثائق متجاوزين قوة القانون بسطوة وحصانة اسيادهم وضعف حكومات الغفلة وسياسيون الصدفة المنشغلون بمصالحهم ومناصبهم ومكاسبهم الشخصية والخاضعون لقانون غابتهم لايرون ولايسمعون ولايتكلمون ماداموا انهم يقبضون ...ثرواته عرضة للمصادرة والنهب تتمتع بها دولا وعصابات وتتلاعب بمقدراته كتلا واحزابا لقيطة الانتماء مشبوهة الولاء .. 18 عاماً من الابتلاء والعراق يرزح تحت نقمة العملاء وهيمنة اللقطاء , كل التقارير الدولية تشير الى انه يتصدر قوائم الفشل والفساد ويعد من الدول التي لاتصلح للعيش بسلام ونصف سكانه يعيشون تحت خط الفقر وكل قطاعاته معاقة ومعطلة ..فبعد ماكان الاغلبية يؤيدون الاسلام السياسي ويمنون النفس بانه هو الحل لتحقيق العدالة الاجتماعية تيقنوا انهم خائبين بتقديراتهم وواهمون كما حدث في مصر العروبة وثورتها العارمة لاقتلاع جذور الاخوانيون ونفاقهم لتتطهر ارض الكنانة من شرورهم وطغيانهم ونتضرع الى الله تعالى ان تتحرر ارض الرافدين من حثالات الاسلامويون ونتانتهم ويعود العراق معافى لياخذ دوره الحقيقي في العالم والمنطقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس