الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا أبحث عن الله في .....

زكي رضا

2021 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بعد حفلة الفنان محمد رمضان التي أقيمت في جزيرة السندباد ببغداد، إنطلقت القوى والشخصيات الدينية في خطاب ديماغوجي تبحث فيه عن الأخلاق والقيم الإسلاميّة التي أُهدرت وتُهدر من خلال حفلات الفجور التي تُبعد الشابات والشباب عن الله، وتتجاوز وتستهتر بالمنظومة القيمية والأخلاقية للشعب العراق كما جاء في بيان حزب الدعوة الإسلامية!! وكأنّ الفنانة مادلين طبر التي أقامت حفلا فنيا برعاية زعيم حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي ببغداد بمناسبة يوم الصحافة العراقية في شهر آب/ أغسطس سنة 2016 لم تغنّي في ذلك الحفل، بل كانت تتلو آيات من الذكر الحكيم، أو تقرأ دعاء كميل في حضرة الدعاة ورجال الدين!! أم لأنها أنثى وجميلة وتتلوى كالأفعى في حضرة الحُواة الإسلاميين، الذين لم ينظروا إليها كبقرة وهم يلتهمونها بعيونهم وأحاسيسهم، تاركين الله الذي يدعون عبادته في دُرج مهمل !!

ككل مزايدة بين الإسلاميين في مثل هذه الحالات خرج علينا مقتدى الصدر يبحث عن طاعة الله والأخلاق والأفكار والعقيدة الإسلامية، التي تُبعد شباب العراق عن الله والقيم الإسلامية والمجتمعية كما يدّعي. وكحل لهذه المشكلة الكبيرة، يقول الصدر من أنّه صار لزاما علينا تفعيل مشروع "ديني – عقائدي – أخلاقي" و "إرجاع المجتمع الى الله" !!! وأن الخطوات الأولى في هذا السبيل ولازال الحديث لمقتدى الصدر هو "تفعيل المساجد والحسينيات لتكون دارا للطاعة والخدمة والرجوع لله".

الرجوع لله ....، أين يوجد الله عند حزب الدعوة ومقتدى وشيوخ الإسلام..؟ وكيف السبيل للعودة إليه، هذا إن كان المؤمنين البسطاء قد تركوه أصلا..؟ إنّ الله وفق ما تعلمناه من الدين قبل أن يتاجر به الدعاة ومقتدى وبقية الإسلاميين، ليس ربُّ يُعبد دون قيم وأخلاق، وليس بعبعا لتخويف الناس وإرهابهم.. فالله أو أي إسم آخر له وفي أي دين، هو رحمة ومغفرة وحب وصدق وأمانة. الله، يجب أن يكون طريقا للبناء لا الهدم. الله، هو طريق لزيادة معارف الإنسان لا نشر الجهل بين البشر، وعليه يجب تفعيل المدارس والجامعات لنشر النور وهو العلم بينهم. الله، عافية وليس مرض ويجب هنا تفعيل عمل المستشفيات لإنتاج إنسان معافى. الله، رشيد يرشد الناس للخير، وليس فاسد ينهب الناس. الله، رحمه وليس بمستبد...

المالكي والصدر وبقية إسلاميي العراق يبحثون عن الله في المساجد والحسينيات، وأنا أبحث عنه في المدارس الآيلة للسقوط. هم يبحثون عنه بين أفخاذ الرضيعات، وأنا أبحث عنه في براءة طفولتهن ودموع أمّهاتهن. هم يبحثون عنه لإحتكاره، وأنا أبحث عنه ليكون مشاعا لجميع الناس بغض النظر عن أديانهم وطوائفهم. هم يبحثون عنه كأداة للقمع، وأنا أبحث عنه كطريق للحريّة. هم يبحثون عنه ليقتلوا الناس بإسمه، وأنا أبحث عنه للرحمة بالناس. هم يبحثون عنه من خلال منابرهم، وأنا أبحث عنه في مساطر العمّال الفقراء. هم يبحثون عنه بجكساراتهم وجيوش حماياتهم، وأنا أبحث عنه حافي القدمين. هم يبحثون عنه من خلال ولائمهم الفاخرة، وأنا أبحث عنه في المزابل حيث الجوع يفتك بالفقراء. هم يبحثون عنه في ثروات وطننا، وأنا أبحث عنه في جيوب المحرومين. هم يحولونه لسوط بيد ابو درع والولائيين، و أنا أريده يد حانية على رؤوس الارامل والأيتام.

من أقرب الى الله، انا الذي ابكي طفل عراقي يتيم وجائع أم الذي سرق أموال هذا الطفل؟ من أقرب الى الله، أنا الذي أغضّ البصر عن إمرأة جائعة في بلادي، أم الذي يريد أن يضاجعها متعة لحاجتها؟ من أقرب الى الله، أنا الحريص على ثروات بلدي أم الذي ينهب تلك الثروات؟ من أقرب الى الله، أنا الذي أردد قول محمّد "إياكم والرشوة فإنها محض الكفر ولا يشم صاحب الرشوة ريح الجنة"، أم الذي جعل الرشوة ثقافة في مجتمعنا!؟

إنني أرى الجواهري ينظر الى حال العراق الإسلامي وحال النجف اليوم وهو ينشد:

يُلَمُّ فتاتُ الخُبزِ في التربِ ضائعاً هُناك، وأحياناً تُمَصُّ نواة
بيوتٌ على أبوابها البؤسُ طافحٌ وداخِلَهُنَّ الأنسُ والشَّهَوات
تحكَّمَ باسمِ الدّينِ كلُّ مذَمَّمٍ ومُرتكِبٍ حفَّتْ به الشُبُهات
وما الدينُ إلا آلةٌ يَشهَرونها إلى غرضٍ يقضُونه ، وأداة
وخلفَهُمُ الأسباطُ تترى ، ومِنهُمُ لُصوصٌ ، ومنهمْ لاطةٌ وزُناة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من انتخبهم أوصياء على البشر!؟
طلال الربيعي ( 2021 / 12 / 21 - 02:44 )
أليس الأولى بهم إرجاع انفسهم الى الله, على الرغْم من عدم معنى مثل هذا الكلام, قبل إرجاعهم الناس الى الله؟ ام هم يعتقدون إن الله لا يستطيع فعل ذلك بنفسه, اذا أراد؟ ولكنه لا يريد لأنه ليس هناك من ذهاب او إياب. ومن انتخبهم أساسا أوصياء على البشر او نصبهم ناطقين رسميين او غير رسميين باسم الله؟ وهل هم يرتكبون الفساد ويمارسون القمع أيضا باسم الله؟ ام ان الله يُفسرونه كما يرتأون وتقتضيه مصلحتهم؟ ثم ما علاقة كل هذا بالدستور؟ فهل يحكم العراق دستورها أم (البعض من) رجال دينها؟


2 - صدمة في عراق المقدسات اهتزت لها الشوارب واللحى
طلال الربيعي ( 2021 / 12 / 21 - 07:34 )
يا لها من كارثة حلت بالعراق! المطرب المصري محمد رمضان يغني في حفلة خاصة في بغداد ويفتح قميصه ليبدو بعض صدره- عاريا!!

كانت صدمة كبيرة في عراق المقدسات والفضائل، اهتزت لها الشوارب واللحى، واقشعرت لها الأبدان، وشاب لها الولدان، ووقف بسببها شعر الرؤوس، وزاغت بها الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وانتفض من أجلها المحافظون والمتدينون والمتشدقون بالدين -والفضلاء والمفضولون والراشدون والصبيان!
ملحمة محمد رمضان العراقية!
https://www.skynewsarabia.com/blog/1487951-%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9?fbclid=IwAR2ZMCI2tkwrgpDJ3EFnRj3KI-tTvdy7xEGWkhhh5ym34FsCcAZU9Mxx_ss


3 - كنت أظن
ماجدة منصور ( 2021 / 12 / 21 - 12:23 )
كنت أظن أن الله هو حل جذري لمشاكلنا0
أرى الله الآن ...أكبر مشكلة!!!!!!0
و لا عزاء للطيبيين و الأوادم0
شكرا لكم أستاذي


4 - صدقت
عيد الماجد ( 2022 / 1 / 11 - 10:51 )
كلام في الصميم في زمن البزنس الديني


5 - سلام من صبا بردى
ماجدة منصور ( 2022 / 1 / 12 - 07:10 )
و دمع لا يكفكف يا دمشق0
حتى الشاعر الكبير...مستر الجواهري....إستخدمه....الغير مغفور له ...حافظ الأسد...في قصيدته الجميلة تلك.....كي يُلمع سحنته الدموية؟؟؟
ماذا أقول؟؟
أأقول لقد هزلت!!!!!!0
نعم
لقد هزلت
احترامي لك يا أستاذ

اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران