الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال سليماني ، تدمير عملية صنع القرار المتعلق بالأمن القومي الأمريكي..

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2021 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


رغم مرور نحو عامين على تلك الجريمة الارهابية ، سيكون لقتل الجنرال الإيراني القوي قاسم سليماني ، و المناضل العتيد ضد الارهاب والديكتاتورية أبو مهدي المهندس عواقب بعيدة المدى على الولايات المتحدة وكل من وجد نفسه متورطاً فيها.

خلال مسيرته العسكرية الطويلة ، ترك قاسم سليماني الشرق الأوسط مليئًا بجثث الدواعش والارهابيين الآخرين ،و ألحق ضرراً مباشراً بتجار الدم و الحروب . الآن عادت الارهاب وربما باسماء مختلفة لتعبث بأمن الشعوب ، وعاد تجار الحروب يتحضرون لجني ثمار غيابه ، لكنهم لن يحققوا ما يحلمون به أخيرًا. فلقد فتح رحيله فصلاً مروعًا في صراعات المنطقة التي لا نهاية لها ، والذي قد يكون أسوأ من ذلك بكثير.

لا أحد يستطيع أن يتنبأ بكيفية حدوث ذلك ، ربما على الأقل في العراق والمنطقة عموماً . الشرق الأوسط حتى الآن يشير إلى أن اغتيال سليماني بطائرة بدون طيار خارج مطار بغداد كان جزءًا من خطة مدروسة.

ربما اعتقد الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب أنه باصداره الأمر بهذه الضربة سيجلب نفس الاستحسان مع قليل من ردود الفعل السلبية مثل مطاردة أبو بكر البغدادي ، زعيم داعش. وكان بذلك مخطئا. انهارت خلافة داعش وتفرق مقاتلوها، ليس بسبب قتل البغدادي ،بل لأن سليماني والمهندس وفتوى الامام السيستاني صنعوا ثلاثية كانت نواتها الحشد الشعبي الذي ألحق الهزيمة بعموم المشروع الارهابي تحت مسمى داعش.
من ناحية أخرى ، كان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري رمزًا موحداً للمناضلين ضد الارهاب العالمي ومن أجل التحرر من كل رق وعبودية. وفي ايران يمكن القول إنه كان ثاني أقوى شخصية في الجمهورية الاسلامية بعد القائد الأعلى آية الله علي خامنئي. كان قتله عملاً حربياً فظاً ضد قوة إقليمية كبيرة، تعد قواتها المسلحة التي يبلغ قوامها مع المتطوعين الباسيج أكثر من مليون جندي أقوى قوة عسكرية واجهتها الولايات المتحدة منذ مواجهة جيش المتطوعين الشعبي الصيني قبل أكثر من 60 عامًا في كوريا.
لم يكن هناك شيء حتمي في هذا الصراع. قبل ست سنوات ، بدأ إرث الكراهية الذي خلفته دول الاستعمار الغربي يتلاشى. كان هناك اتفاق متعدد الأطراف لكبح برنامج إيران النووي في عام 2015 ، واتفاق عدم اعتداء متبادل غير معلن مع سليماني خلال الحملة المشتركة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
قالت كريستين فونتينروز ، المديرة السابقة لمنطقة الخليج في مجلس الأمن القومي الأمريكي لترامب : "لفترة من الوقت عندما كنا نقوم بعمليات لمكافحة داعش ، كان لدينا اتفاق مع رجل نبيل ، بأن قواته لن تستهدفنا ولن نستهدفه"..
لكن مع إلغاء ترامب للاتفاق النووي لعام 2015 وانهيار خلافة داعش ، الذي تحقق بواسطة سليماني المهندس ، كان سليماني (والمهندس) هو الذي ظهر كعدو لدود للولايات المتحدة.ج لأنهما ببساطة أزاحا حجة التدخل في العراق والمنطقة تحت واجهة مكافحة الارهاب.

توقعت فونتنروز ، التي تعمل في المجلس الأطلسي ، أنه في حين أن الفصائل التي تقول إنها مدعومة من إيران في العراق قد تهاجم على الفور ، انتقامًا لقتل أحد كبار قادتها إلى جانب سليماني ، فإن طهران ستنتظر وتختار وقت ومكان وطريقة القصاص - ثم الضرب مرارًا وتكرارًا ، ربما لسنوات قادمة.
"أعتقد أنهم سيحاولون على الأرجح ضربنا في أجزاء أخرى من العالم ، ربما غرب إفريقيا وربما أمريكا اللاتينية لإرسال رسالة مفادها أنه يمكنهم الوصول إلى أي مكان - يجب ألا نشعر بالأمان أبدًا. وأعتقد أن الولايات المتحدة ستحاول نوعًا ما نشر هجومنا بطريقة مماثلة".

هناك عدد قليل من الأسباب الوجيهة لافتراض أن هذا المستوى الجديد من الصراع ، في منتصف الطريق بين الحروب الباردة والساخنة ، سيكون مستقرًا ، ولن يندلع في حرب شاملة. الولايات المتحدة لها تاريخ طويل من سوء قراءة نوايا الآخر والمبالغة فيه.
وفي حين أن عواقب استشهاد سليماني غير واضحة لمجلس الأمن القومي الأمريكي كما رأت كريستين فونتينروز، فإن ما يكاد يكون مؤكدًا هو أن ترامب لم يفكر في تنفيذها. لقد اتخذ القرار أثناء إجازته في منتجعه في فلوريدا. لقد فعل ذلك بدون الخطاب الرئاسي الكئيب لشرح أفعاله للأمة كما هو معتاد في مثل هذه المنعطفات المحورية في تاريخ الولايات المتحدة ، فغرد فقط بعلم الولايات المتحدة وتركه للبنتاغون للإعلان.

وبحسب كريستين فونتينروز فإنه تم على مدى السنوات الثلاث الماضية قبل اغتيال سليماني ، تدمير عملية صنع القرار المتعلق بالأمن القومي ، والتي تم من خلالها تقييم إيجابيات وسلبيات الإجراءات الأمريكية بعناية. لم يعد هناك سوى عدد قليل من اجتماعات السياسات رفيعة المستوى. غادر المفكرون المستقلون المنصة في فلك ترامب ، تاركين الرئيس (آنذاك) الذي يثق بحدسه في نهاية المطاف فوق أي خبير.
ويقول العقيد المتقاعد دانيال ديفيس الذي حارب في أفغانستان “لو أدت الأمور لحرب فلن ينفعنا” قتل سليماني. و “سيكون كارثة على الجميع”.

يقول الجنرال المتقاعد دانيال ديفيس ، وهو من قدامى المحاربين في أفغانستان والعراق و يعمل الآن في مركز أبحاث أولويات الدفاع: "إذا أدى اغتيال سليماني إلى اندلاع حرب ، فلن يفيدنا مطلقًا". "ستكون حرباً كارثية على الجميع."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دانيال ديفيس
نجاح عبد الكريم ( 2021 / 12 / 22 - 03:04 )

هذا العسكري المتقاعد يقصد ضربة نووية
مثل ما أراد أن يمسح إيران من الخارطة المعتوه ترامب

اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟