الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هى خيارات د حمدوك

محمد مهاجر

2021 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


-
يبدو ان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك كان في حالة تفاؤل نادرة حين وقع على الاتفاق الاطارى مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان. ولو ان رئيس الوزراء قد صمد وصمم على الموقف الجماعى الرافض للانقلاب لكان حاله افضل بكثير مما هو عليه الان. اما الذين دخلوا معه السجن وخرجوا فهمم الان اكثر تصميما واشد عزما على مقارعة البرهان حتى يتم اسقاطه هو وزمرته.

ولعل د حمدوك لم يتفكر كثيرا في عقلية العسكر التابعين للبرهان وحميدتى فاحسن بهم الظن, وهم على العكس تماما, يفكرون بعقلية من يأخذ هبرا جيدا ثم يهرب. هم لا يخططون الا لاخذ الموارد ذات العائد السريع مثل الذهب وما شابه. ولا يخطر ببالهم ابدا التخطيط المفيد طويل الأمد والتنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية وغيرها مما تسعى اليه مبادئ الحكم الرشيد وتحتاج اليه جماهير شعبنا الصابرة على المعاناة.

ان الامر الثانى الذى اهمله د حمدوك هو الوفاء بالتزاماته تجاه لجان المقاومة. فمنذ جريمة فض الاعتصام وحال حقوق الانسان يزداد سوءا. وفى كل اعتصام او احتجاج او مظاهرة يتكبد الوطن والثوار المزيد من الضحايا. ان الوضع الطبيعى هو الا يكون جزاء النضال هو الموت او الاخفاء القسرى او التعذيب او غير ذلك من الانتهاكات. ان المرتجى كان هو تكريم الثوار مباشرة بعد نجاح الثورة, وتكوين مجلس تشريعى يكون لهم فيه القدح المعلى واستيعاب اخرين في مجالس الولايات والمحليات وجهاز الامن الامن الداخلى الذى لم ير النور بعد وغيرها من الأجهزة التي يمكن ان تساعدهم في تفجير الطاقات وتقديم مساهمات قيمة للوطن.

ان الابطاء في تحقيق العدالة كان له دورا محفزا جعل فلول النظام البائد يلتقطون انفاسهم وينظمون صفوفهم من اجل الانقضاض على السلطة. وقد وقعت معظم القوى السياسية في خطا تقدير تامر الفلول. وانطلاقا من تامرهم خطط البرهان ونفذ انقلابه المشؤوم.

كان البرهان يأمل في الحصول على دعم دولى مؤثر ودعم محلى يمكنه من تشكيل حكومة من تكنوقراط لكن خاب ظنه, فهو لم يجد الا لماما من الدعم الدولى غير المؤثر, اما التكنوقراط فاصبحوا يفرون منه فرار السليم من الاجرب. والفلول لم يمتلكوا لا العدد الكافى الذى يحمى ظهر رئيسهم ولا المقدرات الفكرية والتنظيمية.

انهما امران لا ثالث لهما, فاما ان يتمسك حمدوك بالاستقالة ويترك للعسكر الجمل بما حمل, فيواجهون مصيرهم المحتوم, او يتراجع عنها وفى هذه الحالة سيعض أصابع الندم في نهاية المطاف. وان المؤمن لا يلدغ من حجر مرتين. وفى الحالتين فان الرابح هو الشعب الذى اختار الوقوف بجرأة نادرة وتحدى العساكر والجنجويد وكتائب الظل وكتائب القتل واصبح كل يوم يلقنهم دروسا نادرة في البسالة والفداء والتضحية من اجل الوطن والمبادئ الإنسانية. ان الثورة لن تموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك