الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل وشة الأذنين نذير نهاية ؟

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2021 / 12 / 24
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أشعر وكأن بالونا منفخوفا في رأسي ينفس من طرفين . أمر غير مؤلم لكنه مزعج كثيرا . بدأ منذ أكثر من شهرين . راجعت الطبيب أول مرة فنظف أذني وأعطاني أدوية . لم يتوقف الوش . في المراجعة الثانية عمل تخطيطا للسمع ليتبين له أن سمعي ضعيف مع أنني لا أشعر بذلك . قال إن عصب السمع تعبان وأنني في حاجة إلى سماعات أذنين ، وهذه مسألة تزعجني أكثر ، فلا أستطيع أن أبقى بسماعات دائما ، وهي لا توقف الوش ، تحسن السمع فقط . أهملت المسألة . وحين سألت عن سعرها وجدت أنه غال جدا .السماعات الجيدة ثمنها 1200 دينار.
كانت الوشة تأتي لفترات ثم تغيب . والفترات التي تأتي فيها لا أشعر بها إلا اذا كان الجو في حالة سكون ، عند النوم آخر الليل مثلا .. فطوال النهار لا أشعر بها إلى حد كبير .. اليوم المسألة مختلفة . كانت هادئة بالأمس وذهبت إلى السرير بعد منتصف الليل لأتلافى الجلوس الطويل أمام الكومبيوتر الذي يمكن أن يكون سبب الوشة . كما أنني أوقفت التعامل مع السماعات في الأذنين للأمر نفسه .. استيقظت من النوم منتصف النهار على وشة تصطخب في أذني الاثنتين . أحيانا كانت تأتيني في الأذن اليمنى فقط . قلت يا ولد أوقف الخمس سجاير التي تدخنها في اليوم وعد إلى ترك التدخين .. للأسف لم أنجح وبدلا من تدخين نصف سيجارة دخنت سيجارة كاملة على دفعتين مع كأس الزنجبيل وكأس الشاي الأخضر . أفطرت على كأس نسكافي مع الحليب وحبة تمر ونصف تفاحة .. لم يتوقف الوش الصاخب وكنت أسمعه بوضوح ليغطي على ضجيج النهار.. نهضت لألعب رياضة وحين جلست قليلا على الشرفة أحسست أنني في حاجة إلى فنجان قهوة وسيجارة . وهذا ما حصل . راودتني فكرة الموت وأنا أسترخي على الكرسي وأرقب السماء الملبدة بالغيوم الممطرة.. هممت لأن أخاطب إلهي وأطلب إليه أن يميتني ، غير أنني لم أوفق فلم أطلب منه . لا أعرف إن كانت إرادتي أم إرادته هي التي شاءت ذلك ..
حين يكون الطقس جيدا أمارس المشي والرياضة على سطح البناية لما يقرب من ساعة أو أكثر . الطقس بارد هذا اليوم لذلك أمارس الرياضة داخل البيت ، أقطع المسافة البالغة عشرين مترا من جدارغرفة المعرض إلى عمق المطبخ ، خمسين مرة على الأقل ، أو مائة وخمسين مرة على الأكثر. ثم أتبعها بتمارين رياضية خفيفة .. أنهيت الأمر في الثالثة والربع.. أمامي فروج يجب أن أقطعه وأتبله لطعام الأيام القادمة .. أحتاج إلى أربعة أيام وأحيانا خمسة لأكل الفروج .. غدا سأشوي جزءا من الصدرأتناوله على الغداء والعشاء . أصبح يوم الجمعة من كل اسبوع يوم الشواء لدي . وبعد غد سأطهو الفروج في صينية مع البطاطا والجزر والفطر .. اتناول منها على الغداء لأربعة أيام على الأقل . اليوم سأنتهي من أكلة السبانخ باللحمة مع الأرز التي طهوتها منذ الأحد الماضي .. اللعة لعل هذه الوشة المصطخبة في أذني من أكل السبانخ لخمسة أيام ؟! هل يريد جسمي أن يتخلص من حديد زائد أم ماذا ؟ اللعنة أنهيت الأمر بسرعة . وضعت السبانخ وألأرز على النار وشرعت في عصر رمان وبرتقال وجريب فروت لتناوله مع الغداء .. انتهيت من الغداء وأشعلت سيجارة مع بقايا كأس العصير .. جليت الجلي وأخذت دواء الضغط والكوليسترول وأهملت الأسبرين ودواء المعدة .
بحثت على النت كثيرا عن أسبتاب الوش لأجد أنها كثيرة جدا وعلى الأغلب تكون مؤشر على مشكلة ما في الجسم . أعاني من الضغط وتصلب الشرايين وانسداد بعضها في الساقين ، إضافة إلى مسمار لحمي في كعب رجلي اليمنى يثور بين فينة وأخرى . وثمة سيلان أنفي يلازمني دائما .. أعالجه بالأدوية .. إنها الشيخوخة وقرب الأجل الذي يبدو أنه لن يمهلني لسن الثمانين كما يبدو .. فقد تكفي خمسة وسبعون للرحيل مع المطلق الأزلي الذي لا يموت إلهي الطاقوي العقلاني .. حين أموت قولوا محمود شهين يرحل إلى إلهه في المطلق الأزلي. وإياكم أن تتأسفوا على رحيلي ، فأنا ذاهب إلى إلهي أما أنتم فباقون لشقائكم .
نمت بعد الغداء لقرابة ساعتين . نهضت عملت بابونج وزعتر .. وكتبت لكم ما كتبته .. والوش ما يزال قائما بصخب .. شفة زعتر .. بصحتكم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع