الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهيونية الإسلاموية

إبراهيم ابراش

2021 / 12 / 25
القضية الفلسطينية


حديث النائب (العربي) في الكنيست منصور عباس حول يهودية دولة إسرائيل حيث قال:" إن إسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك...الشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة يهودية. هكذا وُلدت وهكذا ستبقى" ليس الأول من نوعه بل يضاف إلى تصريحات ومواقف تنسجم مع الرواية الصهيونية وتشكك بالرواية الفلسطينية، والخطورة في الأمر أنه يعبر عن موقف ورؤية التيار الإسلامي في أراضي 48 وخصوصاً الحركة الإسلامية في الجنوب التي انتخبت منصور عباس وصيرته رئيس قائمة في الكنيست.
هذه المواقف صهيونية أكثر من صهيونية اليهود انفسهم فهناك يهود كثيرون لا يؤمنون بالصهيونية ولا بيهودية الدولة، كما أن غالبية دول العالم وإن كانت تعترف بدولة إسرائيل إلا أنها لم تعترف بيهوديتها نظرا لحساسية الموضوع ودلالته العنصرية ولأنه يؤثر على فرص أية تسوية سياسية قادمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
فهل يمكن الربط بين موقف منصور عباس وحركته الإسلاموية مع موقف مئات الحركات الإسلاموية السياسية المتطرفة المنتشرة في العالم كالقاعدة وداعش والنصرة وأنصار بيت المقدس الخ وجميعها تقاتِل وتقتٌل من المسلمين أكثر بكثير من قتلها وقتالها لغير المسلمين وتهدم وتخرب دولاً عربية ولكنها لم تقاتل يوماً من أجل فلسطين أو ترسل (استشهادياً) واحدا ًإلى فلسطين أو تهاجم سفارات أو مؤسسات إسرائيلية عبر العالم أو حتى تستنكر ما يجري في فلسطين والقدس وكأن القدس والمسجد الأقصى أمر لا يعنيهم وليس موضوعا على أجندتهم (الجهادية)؟.
هذا الأمر يثير كثيراً من التخوفات حول تغلغل الفكر الصهيوني إلى داخل بعض الجماعات التي تنسب نفسها للإسلام زورا والإسلام براء منها، وقد يكون لهذه الجماعات تفسير ديني أو رؤية دينية خاصة بها حول اليهود وعلاقتهم بفلسطين يختلف عن موقف غالبية المسلمين، وإن لم يكن الأمر كذلك فقد يكون الكيان الصهيوني والغرب خصوصا أمريكا اخترقوا هذه الجماعات، إن لم يكن صنعوها، للقيام بهذا الدور الخياني والتآمري سواء تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية أو بمجمل الأوضاع في المنطقة وخصوصا دورهم التخريبي فيما يسمى(الربيع العربي).
أقوال المدعو منصور عباس حول يهودية دولة إسرائيل لا تختلف عن المعتقدات الصهيونية نفسها لأن تعريف الحركة الصهيونية لنفسها وكما تعرفها القواميس السياسية إنها حركة سياسية يهودية تؤمن بأن اليهود أمة وأن فلسطين هي إسرائيل وان من حق الشعب اليهودي العودة لها وأن إسرائيل دولة يهودية، وبالتالي فإن كل من يؤمن بهذا الاعتقاد أو الفكر يصبح صهيونيا حتى وإن لم يكن يهوديا، بل وحتى إن كان فلسطينيا.
الصهيونية بهذا المعني تجاوزت اليهود إلى بعض التيارات والمذاهب المسيحية، فظهرت الصهيونية المسيحانية وهي كل من يؤمن من المسيحيين بهذه المعتقدات الصهيونية، وفي الفترة الأخيرة هناك ارهاصات الصهيونية العروبية وملامحها برزت من خلال اتفاقات التطبيع الأخيرة مع إسرائيل و(اتفاقات سلام إبراهيم) التي أشرف عليها الرئيس الأمريكي ترامب. فهل سنكون أمام ظاهرة جديدة تسمى (الصهيونية الإسلاموية)؟!!!.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شرعية الخرائط الدولية
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 12 / 25 - 12:53 )
التعبير الادق لما ذهبت اليه هو الصهيونية العربية اي دعم شرذمات تتحدث العربية لريادة دولة اسرائيل المنطقة
فالاسلام ايدولوجيا نسخت ما قبلها عقائديا وان ابقت على اطار التعايش بالمعروف
ما يتم الحديث الرسمي لانظمة ناطقة بالعربية ولكن هواها يهودي ان لليهود حق في فلسطين فمن هنا تبدا المسالة والقول بان سكان فلسطين الذين سكنوها وعاشوا فيها في ظل الحكم الاسلامي لها لان لهم اصول كنعانية وغيره من المهاترات التي لا تعني شيئا بحيث يسمون المسيح فلسطيني مولود ببيت لحم وقبره كما يقول البعض في القدس ولا يشيرون انه رسول من الله لبني اسرائيل منصور عباس هذا يتكلم عن رواية حكومته ومجتمعه ودولته الذي لم يبنيها ويقيمها الا بن غوريون
القصة هكذا تبدو متهالكة ومرفوضة عالميا لانها تتناقض مع كل ما جاء في الكتب المقدسة ونجد انفسنا بدون غطاء او فرشة لجهل الراوي الفلسطيني بالتاريخ وبالدين
موقف الراحل ابي عمار اننا حركة تحرر وطني لشعب اقتلع من مساكنه الشرعية التي تكفلها الشرعية الدولية برسم الخارطة السياسية بعيدا عن الصدام الديني والحضاري حيث يدنا فيها قصيرة والدليل التقهقر الدائم للخلف
فالحياة حق بدين او بدونه