الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبر بلا شاهدة

منصور الريكان

2021 / 12 / 25
الادب والفن


(1)
ونَثرتِ كلَّ الوردِ فوقَ القبرِ قُلتِ : - رَحلْ …..
وبَقيتِ تنتحبينَ حتّى الدمعُ مَلْ
ولمحتِ طوقَ الوردِ يَذبلْ
شَفتاكِ منّتْ أنْ تُبلّلَ شاهدةْ
طُبعتْ بِها كلُّ القُبلْ ……
احترقَ الفؤادُ وهاجَ مِنْ نزفِ الهوىْ
وبكىْ الصدىْ …..
ليلفَّ ظلَّ الوجدِ عانى مِنْ أسىْ ….
رسمَتْها آهاتُ الجَوى
(2)
قوميْ إنثريْ الشعرَ الحريرَ وجَلّلينيْ
أرجوكِ لا تَتَملْمَليْ
أرجوكِ لا تَدَعيْنيْ ……
وحدي شريداً حائراً
بينَ العيونِ السودِ أو تحتَ الجفونِ
يا رائعةْ …….
يا أجملَ الكلماتِ يا لُغتي التيْ
أودعتُها تحتَ الضلوعْ
وما بها دقاتُّ قَلبٍ من خشوعْ ……
يا وحشةَ الأحلامِ يا قمرَ السلامْ
أنا تائهٌ عيناكِ تبحثُ في أنينيْ
قوميْ المحيْ جدرانَ قَلبيْ وأرقُصيْ
مثلَ الحمامِ ولازمينيْ غافيةْ
فوقَ الوسادةِ باكيةْ …..
هل أوقظُ الحلمَ الجميلَ مرافئاً لسفينيْ
قوميْ انثريْ الشعرَ الحريرَ وجلّلينيْ
أرجوكِ لا تَتَملْمَليْ …..
أرجوكِ لا تدعينيْ ……
(3)
بمصائبيْ وشَرائعيْ ومواطنِ الوجعِ الدفينِ
يا غافيةْ …
ملكاتُ منْ أحفادِ بابلَ ينتحُبْنَ والغرابُ يغازلُ القمرَ المذابَ بالعناءْ
ويضجُّ في الرأسِ البكاءْ
أنا قدْ أكونُ معاتباً ومهاجراً
هلْ أوقفوا النزفَ المراهقَ فيْ الدماءْ
أحبَبْتكِ لملامحِ الوجهِ الجميلِ وما أرقّكِ داعبينيْ
قُوميْ انثريْ الشعرَ الحريرَ وجلّلينيْ
أرجوكِ لا تتمَلمَليْ أرجوكِ لا تَدعينيْ …...
(4)
فأنا بتيهِ القبرِ أسكنُ لَجّتيْ
ويدايَ تبحثُ عنْ مصيرِ محبتيْ
يا قبلةً أخفَيتُها …..
وبَقتْ على جدرانِ وهميْ كالجراحْ
يا قبلةً غادرتُها ….
ومنَ الهواجسِ والأذىْ
تَبكي عليَّ لأنّنيْ كوفئتُ بالقتلِ المباحْ
وصُلبتُ مكفوفاً على سعفِ النخيلْ
والتمرُ هزّتهُ المُدامةُ بالعويلْ
وخَرائبُ الأوباش تُمسيْ تَجوسُ بصهوةِ الموتِ الذليلْ
لتخرّ منْ طاغٍ عجافٍ يَستبيحُ المستحيلْ
يا قُبلتي التَعبىْ
فإنَيْ حائرٌ بينَ البقاءِ أَلمُّ أنخابيْ
أو زرع ذاكرتيْ غيوماً بينَ خافقيَ المشتّتُ باللعابِ
لا تحْزَنيْ فأنا المُهاجرُ كالحمامْ
سأعودٌ للعشِّ المولّهِ بالسلامْ
وأبوحُ خَطويْ حاضراً وستندملْ قصصُ الغرامْ
يا أجملَ الأقمارِ فوقَ الشاهدةْ
ناميْ اهدئيْ … وتَفيّئيْ …..
بالقلبِ دوسيْ في الرذاذْ
وسامريْ دعواتِ صوتيْ كالملاذْ
وتَشَبّثي منْ لعنةِ المصدوعِ واهنةً ذبيحةْ
يا حلوَتيْ أنا لمْ يَمُتْ قَلبي الموشّى بالنطيحةْ
وأظافريْ تَمتدُّ نحوكِ يا جريحةْ
يا قبلةً تبكي دماً
ولمحتكِ كَفكَفتِها …
ورحَلتِ تنتظرينَ أحلاميْ على طرقاتِها
لتهزَّ موتاً آسفاً
يغوي التراويحَ البليغةَ بالدعاءْ
يا ضجةً تقتادُني نحوَ السماءْ
لتفرّقَ الشملَ على قُبلاتِنا
وتُزيدُنا نزفاً وداءْ
يا ربَّنا ……
أحفظْ جذورَ بلادِنا
هذا البَلاءْ ……
و أحفَظْ عيونَ حبيبتيْ
منْ كلِّ نمّامٍ وحاسدْ
وانبشْ طغاةً يعتليهمْ ألفَ موتْ
كيْ يُوقنوا إنَّ الطريقَ إلى الحتوفِ هوَ القُنوتْ
حتّى ولو فرّوا منَ التاريخِ تُبقيهم هباءْ
لا تحزنيْ …..
فالنخلةُ انسلختْ وصارتْ كبرياءْ
والشاهدةْ …..
قدْ عرّفَتْ بإصولِها …..
منْ صوتِها …….








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم