الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فارس الموت الأبيض
حكمت الحاج
2021 / 12 / 26الادب والفن
وأنا جالس في مقهى الحياة الجميلة
أفكر في طرق للتخلص من الحياة
أضع صورتك أمامي على الطاولة
يهب عليها بخار القهوة الشارد
ثمة امامي صبي بملامح عربية
يشبه هاملت يتوسط جمع فتيات
شقراوات يتبذلن بضحكات
لا معنى لها
لكنني أريد أن أكتب لك
رسالة انتحار وأنت على
الطرف الآخر من العالم
حيث شمسك تؤلمني على الشاطئ
بينما في الخارج عندي ثلج كانون يسيح..
سأودعك مهرتي،
وسأختار طريقة مُثلى للانتحار
ليست مثل يوكيو ميشيما للأسف
ولا مثل أروى صالح
ولا مثل صلاح نعمت
بل ربما علبة كبسول تكفي
او تحت عجلات قطار سريع..
إلى يميني مسن اسكندنافي
يأكل يخرج صوتا
يشفط شايا يكح
يمخط يضرط
ولا تهمه الكورونا
ينظر هاملت العربي إليّ بابتسامة دفينة
ونظرة لا أفهم كنهها فابتسمت له
لكنني تذكرت قناعي المغطي نصف وجهي
وكأنني على مسرح الكابوكي أو النو
هل سأنتحر هذا المساء عند أوبتي للدار؟
أم أنتظر الفجر للتنفيذ؟
أم أفعلها بعد ساعتين
إن اخترت عجلات القطار؟
انا الآن اكتب لك إن الحياة بدونك مجرد موجة صقيع
وإن "نجاة" عندما غنت "أنا أحبك فوق الماء أكتبها"
ربما عنت فوق الثلج تكتبها
وللعصافير والأشجار
في حديقة دارك في تطاوين أرويها
ها هي رسالتي لك توشك ان تكتمل
وشحن الهاتف الجوال سينتهي
وقبل أن أبادر بالنهوض وشد الرحال
نحو المصير مثل كاهن اغريقي
رأيت الصبي المهاجر ينهض
من مقعده، بينما الفتيات يتابعنه
وهاملت يبتسم لهن بخفوت وحيرة
يقترب من الزجاج المطل على الشارع
يمتشق رأسه
ويضربه بكل ما أوتي من زخم وقوة
لم ينكسر الزجاج
بل أخرج دوي رعب كتيم
وانفجر الدم من الرأس الحاسرة
مثل دفقة صنبور بأحضان أوفيليا
تهالكت الجثة فوق الكراسي والطاولات
وتبعثرت الفناجين والكؤوس وقناني الماء
بينما صراخ الفتيات المتواصل يصم الآذان
والخوف كان قد انتشر في كل المكان.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د
.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية
.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي
.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |
.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه