الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبوءة الأسقف ديزموند توتو

طارق الهوا

2021 / 12 / 26
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


نعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الأسقف الراحل ديزموند توتو بقوله "كان زعيماً روحياً مبدعاً، وناشطاً ضد نظام الفصل العنصري ومدافعاً عالمياً عن حقوق الإنسان"، ووصفه بأنه "وطني لا نظير له، وقائد صاحب مبدأ وبراغماتية أعطى معنى للتصور الإنجيلي بأن الإيمان بدون عمل هو إيمان ميت".
وأضاف قائلاً إنه كان "رجلاً تميز بذكاء استثنائي واستقامة وقوة في مواجهة قوى الفصل العنصري، كما أنه كان لينا وعطوفاً في مشاعره تجاه أولئك الذين عانوا من الاضطهاد والظلم والعنف في ظل نظام الفصل العنصري، وتجاه المضطهدين والمسحوقين حول العالم".
كل ما سيُقال عن كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق يستحقه وأكثر، وهو جدير بوقفة تأمل واحترام من الناطقين باللغة العربية أيضاً، لأن هذا الرمز العالمي الذي لم يكن يخشى أحدا ويندّد بالأنظمة التي تحطّ من شأن الإنسانية، بلغت به الجرأة قبل اجتياح العراق لإسقاط نظام صدّام حسين ونشر ديمقراطية جورج بوش، أن يقول أن هذه الحرب لو حدثت ستكون ظالمة لأن صدّام حسين لا يملك أسلحة دمار شامل وستتسبب في ويلات للمنطقة كلها.
لكن كلمات كبير الأساقفة لم تُسمع وسط هدير طبول الحرب وتهديدات جورج بوش ووعوده بعالم آمن بعد سقود صدّام حسين وتحرير العراق، وخوف زعماء دول الشرق الأوسط على مصيرهم، الذي عبّر عنه بوضوح تام الرئيس حسني مبارك بعفويته التي لا تعرف أي ديبلوماسية: "إذا دولة عظمى عايزة تضرب دولة ما حدش يقدر يقول لها لأ".
وبعد الحرب أعلن الأسقف توتو بجرأة لم يتحل بها سواه، أن جورج دبليو بوش وتوني بلير مجرما حرب يجب أن يحاكما، وتنبأ بمستقبل ميسحيي العراق، وقال الويلات التي ستحدث في الشرق الأوسط ستكون نتيجة لهذه الحرب، والعالم قبل هذه الحرب سيكون أسوأ من العالم بعدها ولن يختفي الإرهاب.
كانت نتائج هذه الحرب حتى اليوم هي الهجرة غير المسبوقة بأعداد لم تشهدها البشرية من قبل، وغرق أوروبا في مستنقع ديمقراطية بوش، واستفحال الإرهاب أكثر بكثير في كل أنحاء العالم، وتفريغ الشرق الأوسط من ميسحييه في العراق وسوريا ومصر حتى في مسقط رأس المسيح.
كل الاحترام لروح كبير أساقفة جنوب أفريقيا ديزموند توتو على جرأته وصراحته واستقامته وصلابته، ولو كان رؤساء مسلمي الشرق الأوسط وفقهائهم يتمتعون بالرؤية الإنسانية وجرأة الأسقف لوقفوا في وجه دبليو بوش وبلير، وطالبوا بوساطة بينهم وبين صدام للضغط عليه ليخرج من العراق تجنباً لويلات الحرب، ومنحه حق اللجوء لأي بلد كما حدث مع زين العابدين بن علي، لكن الكراسي التي يجلسون عليها كانت أهم من الوقفة التارخية الشامخة تلك، لذلك كانت نتيجة جبنهم محنة ستطول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا