الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضم أوكرانيا لحلف الأطلسي ، مسألة أمن قومي روسي لا يمكن لروسيا المساومة عليها

عليان عليان

2021 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ضم أوكرانيا لحلف الأطلسي ، مسألة أمن قومي روسي لا يمكن لروسيا المساومة عليها
بقلم : عليان عليان
الأزمة بين روسيا من جهة والإدارة الأمريكية وحلف الناتو من جهة أخرى تتصاعد يوماً بعد يوم، وتنذر بحدوث حرب إقليمية ، قد تتطور إلى ما هو أخطر من ذلك باتجاه حرب نووية ، إذا لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن خططها بضم أوكرانيا إلى حلف الناتو ، وإذا لم تتوقف القوات المسلحة الأوكرانية عن مهاجمة إقليم دونباس شرق أوكرانيا الذي يقطنه أوكرانيون من أصل روسي بالأسلحة الثقيلة الثقيلة والطائرات المسيرة ، في مخالفة لاتفاق مينسك الذي جرى التوصل إليه عام 2015 .
وقد عكس اللقاء الافتراضي الذي تم بين الرئيسين بوتين والأمريكي جو بايدن في السابع من ديسمبر / كانون أول الجاري ، موقفين متناقضين بشكل حاد ، ففي حين أكد الرئيس الروسي على ضرورة الحصول على ضمانات بعدم توسع حلف الناتو في ما تبقى من الدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي ،وتحديداً أوكرانيا باعتبار ذلك خطاً أحمر، لا يمكن لروسيا أن تسمح للدول الغربية بتجاوزه ، باعتباره يهدد الأمن القومي الروسي ، راح بايدن يلوح بسيف عقوبات اقتصادية جديدة ، إذا ما أقدمت روسيا على عمل عسكري ضد أوكرانيا ، لكنه أشار لاحقاً بأن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا بل ستمد أوكرانيا بالسلاح.
وتناقض الموقفين هنا، يجري التعبير عنه على الأرض وفي البحر والجو بقعقعة السلاح وبرفع وتيرة التحدي ، ففي حين لم تتوقف الإدارة الأمريكية عن إمداد أوكرانيا بالسلاح المتطور من صواريخ مضادة للدبابات صواريخ أرض جو محمولة على الكتف، وفي حين تواصل السفن الحربية الأمريكية والبريطانية ومؤخراً الفرنسية ، إبحارها قرب المياه الاقليمية الروسية في البحر الأسود ، ناهيك عن طلعات الطيران الحربي الأمريكي المتواصلة في الأجواء المتاخمة لروسيا التي يجري صدها من قبل الطيران الروسي وإجبارها على التراجع .
نرى في المقابل روسيا تنشر قواتها المجحفلة ( ما يزيد عن 170 ألف جندي) على الحدود مع أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم ، وتكشف عن سلاح صاروخي متطور لا يضاهيه سلاح صاروخي في العالم ، إذ أعلن الرئيس بوتين أن روسيا اختبرت بنجاح أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت وتصل إلى 9 ماخ، محذراً من عواقب نشر أسلحة ومنظومات هجومية في أوكرانيا قائلا: "إن الوقت الذي تستغرقه هذه الصواريخ الجديدة لتصل إلى أهدافها المفترضة وإلى الجهات التي تصدر هذه الأوامر إلى أوكرانيا خمسة دقائق – وذلك في إشارة إلى العواصم الغربية وعلى رأسها واشنطن .
ولم تكتف روسيا بذلك ، بل باشرت بإرسال قاذفات قنابل استراتيجية بعيدة المدى من طراز "تو - 22 أم 3 " للانضمام إلى دوريات حراسة المجال الجوي على طول الحدود الغربية لجمهورية بيلا روسيا مع بولندا .
فروسيا تعتبر أن مسـألة ضم أوكرانيا لحلف الأطلسي مسألة مرفوضة بالمطلق باعتبارها مسألة حياة أو موت ، مسألة أمن قومي لا يمكن المساومة عليها إطلاقاً مهما كلفت الأمور حتى لو اضطرت إلى اللجوء إلى الخيار العسكري ، الذي قد لا يتوقف عند حرب إقليمية محدود بل يتجاوزه باتجاه التهديد بإشعال حرب نووية ، لا سيما وأن حلف الناتو – على حد تعبير الرئيس بوتين – بات على أعتاب موسكو ، بعد أن نقضت الإدارة الأمريكية وعودها الشفوية لكل من الرئيس الروسي الأسبق "بوريس يلتسين" والرئيس السوفياتي السابق "ميخائيل جورباتشوف "،بشأن عدم توسع حلف الناتو في دول أوروبا الشرقية التي كانت جزءاً من المنظومة الاشتراكية ، ومن حلف وارسو الذي كان يقوده الاتحاد السوفياتي ، حيث تم ضم هنغاريا ورومانيا وبلغاريا وبولندا ودول البلطيق الثلاث " استونيا ولاتفيا ولتوانيا" إلى حلف الناتو.
ثلاثي القيادة الروسية " الرئيس بوتين – سيرجي لافروف- سيرجو شويغو " يدير الأزمة ببعديها الدبلوماسي والعسكري ، ففي حين قدم الرئيس الروسي مبادرة من عشرة بنود أعلنت الخارجية الروسية عن تسليمها للجانب الأمريكي في 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري وأبرز هذه البنود :
1-تعهد الولايات المتحدة بمنع امتداد الناتو شرقاً وعدم انضمام دول من الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفيتي إلى الحلف، بالإضافة إلى عدم إنشاء قواعد عسكرية في الجمهوريات السوفيتية السابقة غير المنتمية إلى الناتو، واستخدام البنى التحتية فيها لممارسة أي أنشطة عسكرية وعدم تطوير التعاون العسكري الثنائي معها
2-عدم لجوء الطرفين الأمريكي والروسي إلى نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى خارج حدودهما وفي تلك المناطق داخل أراضيهما التي من شأن هذه الصواريخ منها ضرب أهداف في أراضي الطرف الآخر.
3-امتناع الطرفين عن تسيير تحليقات قاذفات ثقيلة مخصصة لنقل أسلحة نووية وغير نووية وعن نشر سفن حربية سطحية من أي أنواع في المناطق خارج مجالهما الجوي ومياههما الإقليمية والتي من شأن هذه الطائرات والسفن منها ضرب أهداف في أراضي الطرف الآخر... ألخ
نرى وزارة الدفاع الروسية تكمل استعداداتها العسكرية والتقنية، لمواجهة تطورات الموقف وتضع يدها على الزناد ، بانتظار ما تسفر عنه المفاوضات المنتظرة بين الرئيس بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن بشأن المبادرة الروسية.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي