الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام الحسن الثاني و النظام الاسرائيلي

احمد المغربي

2021 / 12 / 27
القضية الفلسطينية


لقد مرت سنة على إعلان النظام المغربي-المخزني أن علاقاته بدولة الاحتلال الصهيوني ستصبح علنية و وصلت جرأة النظام المجرم و وقاحته إلى حد استقبال وزير الدفاع و قاتل الأطفال الصهيوفاشي في بلدنا
يقدم هذا المقتطف من مقالي "حول القضية الفلسطينية" نبذة عن علاقات المخزن بالصهاينة كما يقدم نقدا لممارسات بعض التيارات و الاعلاميين المحسوبين على الدافعين عن القضية الفلسطينية
ّّ----------------------------------------------------------------
نظام الحسن الثاني و النظام الاسرائيلي

يقوم بعض الصحافيين و السياسيين أثناء تعليقهم على تطبيع دولة المخزن مع دولة الاحتلال بتصوير الأمر كشيء غريب أو يدعوا للاستغراب و بالرغم من أن لتلك التعليقات مظهر استنكاري إلا أن جوهرها هو التمويه و التظليل و تعود جذور تلك التعليقات لسياسة مهادنة الأنظمة الرجعية التي تبنتها الحركة الاصلاحية في القرن العشرين و التي كان لها تأثير سلبي على القضية الفلسطينية و جماهير الشرق الأوسط و شمال افريقيا فادعاء الدهشة استمرار لتصوير الرجعيين كأصدقاء للشعب الفلسطيني و قضيته و استمرار لإعطاء الشرعية لمن لا يستحقونها و هو ما يعني استمرار التواطؤ مع الأنظمة الانتهازية في خداع الجماهير الشعبية

لكن الحقيقة هي أن الأنظمة التي كانت عدوة لشعوبها لم تكن و لن تكون صديقة لفلسطين و قضيتها أو أي قضية تحرر أخرى و القضية الوحيدة التي تبنتها تلك الأنظمة و دافعت عنها بحماس هي “قضية السلطة و الثروة” و في سياق الدفاع عن هذه القضية نشأت العلاقة بين أمير المؤمنين و الصهاينة كجزء من العلاقات التي كوّنها الملك الميكيافيلي(!) مع كل الرجعيين من أجل تحقيق غاياته و من أجل تلك القضية لم ينجوا الشرق الأوسط مثلما لم تنجوا إفريقيا من مؤامراته و تواطئه مع الامبرياليين لتقوية موقعه في الصراع الذي خاضه بعد جلوسه على كرسي أحلامه في أجواء ملتهبة و صراعات لم تكن موازين القوى فيها لصالح القصر فالسلطة السياسية القروسطية التي اشتهاها الحسن الثاني لم تكن فريسة سهلة المنال في ظروف داخلية كان فيها جناح إصلاحي تقدمي رافض للخضوع و التنازل عن مكانه في الساحة للملك الطامح لملكية القرون الوسطى و ظروف خارجية كانت الثورة عنوانها بالإضافة لإسقاط القوات المسلحة للملكية في العراق و اليمن و من أجل اصطياد فريسته استند الحسن الثاني داخليا على دعم البرجوازية الكبرى و بقايا الاقطاع و الاستعمار و قيادات الجيش الذي أسسته فرنسا في عهد الحماية(الاستعمار) أما خارجيا فمد يده للمعسكر الغربي الذي كان يحارب و يتآمر ضد حركات التحرر الوطني التي صعدت بقوة آنذاك كما فتح أمير المؤمنين حضنه لكل الرجعيين الذين رأى فيهم فائدة لنظامه و كعربون لصداقته مع الصهاينة قام عند جلوسه على العرش بهدم حواجز حظر هجرة اليهود التي بُنيت بعد حصول المغرب على الاستقلال الرسمي و سمح للموساد بالنشاط بحرية في المغرب و أثناء اجتماع قادة الدول العربية في الدار البيضاء سنة 1965 قدم الحسن الثاني تسجيلات الاجتماع التي احتوت على معلومات عسكرية مهمة للموساد الاسرائيلي و اعترف قادة دولة الاحتلال بأن تلك المعلومات كانت مفيدة لهم في الاستعداد لحرب 1967 و لم يبخل الموساد كذلك بخدماته من أجل أمير المؤمنين فقدم له رأس المعارض اليساري بن بركة كهدية و استعراض لقدراته الاجرامية في نفس الوقت و ساعده بذلك على تنفيذ حكم الاعدام الذي أصدره سنة 1963 و بالرغم من أن علاقات الحسن الثاني مع الرجعيين لم تنقذ عرشه الذي كاد أن يفقده في سنتي 1971 و 1972 فقد حافظ أمير المؤمنين على علاقاته مع الصهاينة و تكفل سنة 1977 بتوفير الحديقة التي جرت فيها المفاوضات السرية بين نظام السادات و النظام الاسرائيلي

إن النظام الحالي لم يغير السياسة الخارجية التي اتبعها نظام الحسن الثاني و تقدم حرب اليمن دليلا واضحا على سيره في نفس الطريق و موقفه من القضية الفلسطينية و دولة الاحتلال ظل مرتبطا بمصالحه الخاصة و الظروف العامة على الصعيد الداخلي و الخارجي فما دفعه لإغلاق المكاتب الاسرائيلية هو انتفاضة الأقصى و تضامن الجماهير معها و ليس صحوة ضمير و ما دفعه للمشاركة في ورشة البحرين و للتطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني لم يكن المصالح الوطنية و لم يكن شعوذة أو لوبيات يهودية أو غيرها من الخرافات التي يروجها البعض بل نفس تلك المصالح و قضية “السلطة و الثروة” المقدسة التي دفعته للمشاركة في الحرب ضد اليمن و للاعتراف بالانقلابيين في فنزويلا مثلما دفعت نظام الحسن الثاني للتآمر مع الامبرياليين على افريقيا و الشرق الاوسط

ملاحظة:
(!) أريد أن أستغل فرصة إعادة نشر هذا المقتطف للاعتذار من مكيافيلي و أيضا لأوضح أنني كنت مخطئا حين اعتقدت أن المجرم الحسن الثاني كان ميكيافيليا
- مقتطف من "حول القضية الفلسطينية" :https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707472








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع