الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابداع لا يحدده عمر ما

عبدالزهرة حسن حسب

2021 / 12 / 27
الصحافة والاعلام


تقاسيم على الهامش
# عبد السادة البصري
(( الإبداع لا يحدده عُمْرٌ ما .. !!))
رجلٌ تجاوز الثمانين بخمسة أعوام ، أُصيبَ بفقدان السمع والبصر ، لكنّه ظلّ يصارع كلّ الصعاب ليقفَ على قدميه بشموخٍ قائلاً :ــ هذا أنا أقدّم لكم ما تجود به قريحتي من ذاكرة الأرض والطين والناس الطيبين !!
عبد الزهرة حسن حسب ، مدرس الرياضيات المتقاعد منذ أكثر من ربع قرن ،لم يثنه فقدان بصره وسمعه عن الكتابة والمتابعة ، جاءنا حاملاً رواية ومجموعتين قصصيتين ، بالإضافة إلى مواظبته على الكتابة في مجلة الغد الفصلية كونه ضمن هيئة تحريرها ، واستمراره الكتابة والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي كالحوار المتمدّن وغيرها !!
في مقدمة مجموعته الموسومة بــ ( القرية تروي أحزانها ) يقول :ــ يوم بدأت الكتابة لم أحسب أنني سأفقد البصر ،ومن سوء حظّي إنني فقدته ، فمتُّ حياً !!
لا أعلم لماذا كنتُ مضطرباً وخائفاً في لحظة البدء بكتابة قصّتي الأولى ، ربما لأنّ عمري تجاوز الثمانين سنة !!
يوم كتبتُ القصة ، أشعرني ذلك العمر بأني آيل إلى النسيان بعد نفاد كل تجاربي في الحياة فلم يبق إلاّ كتابة قصة ، مجرد قصة لترسم لي صورة دليل على أني ما زلتُ أحيا !! ))
إذ نتأمل هذه الكلمات نجد أنها تعبّر وبشكل صارخ وصادق عن حب الإنسان وتمسّكه بالحياة مهما كان نوعها وثمنها ، ولابد أن نترك أثراً فيها دائماً ، وهذا ديدن الحاملين في دواخلهم قلق الخلق والوجود في كل لحظة ، حيث تراهم في شغل شاغل وبحث دائم عن عشبة الخلود بشتى أشكاله وأنواعه ،وخير ما يخلّد الإنسان هو الإبداع ، تنوعاته وتفرعاته ، ومنها الكتابة حتما !!
لهذا نجد أن الأستاذ عبد الزهرة حسن ابن القرية الغافية عند ملتقى النهرين ، والذي حمل هموم شعبه بانخراطه في صفوف النضال ضدّ الظلم والاستبداد والدكتاتورية ليفني أزهار سني عمره في البحث عن عشبة الخلود كي يجد ضالّته في الكتابة ومتى ، بعد الثمانين حولاً ، انه الإصرار والإقدام والمكابرة على صنع الجمال مهما كانت النتائج !!
أصدر روايته التي استقاها من أحداث عاشها وأشخاص عرفهم في حياته فأراد أن يرسم صورهم على الورق ليقول لنا هاكم صورة الانتهازي المتلون كالحرباء في سبيل مصلحته الخاصة ضاربا بكل القيم والعادات والتقاليد عرض الحائط ، لقد أعطانا صورة واضحة لكثيرين يبدّلون جلودهم حسب رغباتهم كما تنزع الأفاعي جلودها كل وقت ، ووسمها بثريّا نصٍّ هو (الأنهار لا تنبع من المدن )، ثم جاءنا بمجموعتيه القصصيتين ( القرية تروي أحزانها،، والمدينة تشكو أشجانها ) ليتحدث عن أحداث وظواهر حدثت وتحدث دائما في قرانا ومدننا، استطاع بأسلوبه الحكائي البسيط وسرده الجميل أن يمنحنا صوراً وتعابير رمزية موحية من خلال إشارات بجمل أراد أن يوصلها إلينا ليقول لنا أن الإنسان صانع كل شيء ، الجمال في وجه القبح ، والبناء في مواجهة الهدم .. وغيرها !!
عبد الزهرة حسن أعطانا وما يزال يعطينا درساً حقيقياً على أن الإبداع لن يحدده عمرٌ ما أبداً ، ولا شهادة ما ، ولن تثنيه أي صعوبة أو عراقيل جسدية أو حياتية ، انه الإصرار على ديمومة الحياة وتقديم ما ينفع الناس في كل زمان ومكان !!
تحية للأستاذ أبي عادل وأتمنى له العمر المديد ليتحفنا بإبداعات كتابية أكثر !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله