الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد ميسان : في المدى البعيد للسان

عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)

2021 / 12 / 28
الادب والفن


في المدى البعيد للسان:

بحثا عن مجساتٍ جديدةٍ خلال أيامٍ غامرةٍ بالفرح. احتفى الأدباء هذه الأيام في ميسان بإصدار كتاب (قصائد ميسان 2021) عن اتحادهم. ويضم الكتاب 36 شاعرا - ترجمة الأستاذ الدكتور سمير الشيخ. وهذه الحفاوة جاءت مُتزامنة مع أعياد ميلاد السيد المسيح "ع" ورأس السنة الميلادية الجديدة التي يتوخون فيها مبكرا استقبال عام 2022 متأملين أن تكون الأشكال الأنيقة مثلما الجواهر مليئة بهجة وسرور.

عن الكتاب:

يستخدمُ الكِتْاب في صرف الحديث عن جِدّة المبنى للنص بانضمام مجموعة من الشعراء يستفتون باسمهم الرأي تحت عنوان (قصائد ميسان) وفي المعنى: يستثيرون هدف الشعر لعبور زمن حالك ظل جاثما على الشعور وهم يتوالدون الأمل مُنكفئا ومتكاتفا مع اليأس عبر السنين.

بناء الثقة:

غيرَ أنَّ هذه المرّة يسيرُ الاستطلاع وفق تجربةٍ فريدةٍ من نوعها في الشعر العراقي. على خطى المسؤولية الفردية المتبناة من قبل مؤسسة إتحاد الأدباء والكتاب – ميسان ينتقل الشعر أثنائها في الشوارعِ والأرصفةِ والمحطات القريبةِ التي عادة يستقلـّها شعراء المدينة متجهين مثل كُلّ مرة نحو بلدتهم لشد وثاق الالتزام الموثوق. غير أنّ هذه المرة لم يسبق لها مثيل ، لقد كانت قفزة حُرّة عبر خطوط المطارات لمد الصوت عبر حروف اللغة – الإنكليزية - ليجعلوا من رحلة أصواتهم معبرا للقارات. من دامسِ الحياة لأبهرِ ما فيها تتكشف إنارة جديدة لأرواح خالدة تنمو في الورق وتشتبك تقنيا بين الخطوط والحروف.
فماذا يريدون من العالم هؤلاء الشعراء يا تُرى أنْ يسمِعوه؟


التعزيز الحضاري:

عبر العواصف والعواطف والرياح العاتية كتاب لا يسعى في المرافئ ليدفئ أو يستريح إلا أن يكون حُرّا ومسموعا من الهدف قبل القراءة. هنالك كثير من القصائد في ميسان غالبا تُكتب في اللغة العربية كلغة أولى غير إنّ الشعُراءَ مُستغربون صدى القراءة الشحيح فاكتشفوا بأنهم لابدّ أن يجرّبوا طريقا آخرَ للمسامع فبدئوا فعلا بطريقة عملية لتغييرِ الأذنين.
فجاء تحدي القصائد الأول عبارة عن حلم يقظة ومثابرة وكانت مغمورة بصعوبة الترجمة إلى اللغة الثانية كالمُعتاد لا العكس.
وثانيا جاء الخطاب برهانٍ شفيف ممكن أن يراه الرائي إلا بالعكس - وبهذا أعني - إلا خلال لغة ثانية غرض دخول أصواتٍ أخرى معه. حيث خلال الثقافة الأدبية تنمو التطلعات المُشتركة لترسيخ بناء صروح الإنسانية.

الأستاذ الدكتور سمير الشيخ:

أستاذ علم الأسلوب الأدبي والعلامات الأسطورية الكلاسيكية. رئيس قسم اللغة الإنجليزية والدراسات العليا بكلية التربية جامعة ميسان – العراق. ومترجم لهذا الكتاب قال في المنتدى: هذه الست وثلاثون قصيدة مُنتقاة بشكل منهجي وجمالي لتمثيل المشهد الشعري في ميسان. يتميز النص الشعري المُختار باقتصاد اللغة وشفافية الوصف والنظرة العميقة للعالم. تتوزعُ هذه القصائد المختارة على أساس المعنى المحتمل في أربعة أنواع من الموضوعات: قصيدة الحرب النقدية ، وقصيدة الحب ، وقصيدة التأمل ، وقصيدة ما بعد الطوفان. أنّ كل هذه التجارب والتقنيات المشفّرة في قصائد ميسان الموهوبة يتم ترجمتها على أساس أنها نصوص قائمة على شعرية المعنى.
كما استأنف في وصف الفحوى قال: أن هذا الكتاب حامل "القوى الشعرية التي نقوم بترجمتها وتقديمها إلى العقل والمخيال الكوني بوصفها تجارب في الوضع الإنساني. فكل قصيدة جادة هي تجربة فريدة في فلك الإنسانية التي تتقاذفها رياح القلق بفعل الحروب العبثية والتيارات الدينية والإثنية المُتطرفة التي تُمارس كُل يوم أبشع ضروب التحقير والتدمير للصورة الإنسانية التي خلقها الإله على شاكلته الرائعة وبذا تظل الخطابات بصورتها الأصل والمترجمة مُحاولات لإنقاذ الجمال في العالم (فالجمال لا ينقذ العالم ولكن الجمال في العالم ينبغي إنقاذه) كما تقول الفلسفة".

السيد حامد عبد الحسين حميدي:

شاعرا ، ناقدا ، ورئيسَ اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان يضيفُ واصفا هذه التجربة. ومحدثنا عن الدافع النبيل الكامن وراء هكذا سعي يقول:
مشروع ترجمة قصائد شعراء ميسان خطوة نحو تعريف أدباء مدينتنا للعالم بما يليق بمكانتهم الشعرية والإنسانية.
وهذا المشروع واحدٌ من أهم ثلاثةَ مشاريع يتبناها الإتحاد أيضا في الترجمة مثل كتاب (للشعراء الشباب) ترجمة الشاعر السيد رعد زامل وكتاب آخر في (القصص القصيرة) ترجمة الأديب الأستاذ عبد الحكيم ياسين.
حيث سيتم إرسالَ نسخا من هذه الكتب المترجمة إلى المكتبات العالمية في دول مُختلفة كي تكون بين يدي القارئ الغربي قريبا.

خطوة نحو هجر الماضي:

بعد أنْ كان الخطابُ انتكاسيا ، مُكبّلا بذاتيةٍ صِرفةٍ ، تدورُ بين كسلٍ شخصي مُضني لا يُسمِعُ إلا لسانَ الحالِ. يتخلله نعاسٌ كانَ قدْ طال أمدَ تثاؤبهِ ، غير أنّ دوامةَ الحكاياتِ هذه تدوّنُ اليومَ بروحٍ عاليةٍ يقظة تُرفرفُ بالشعر ، مرفوعةٌ للعالم. وهي تأملُ أنْ ترفعَ معها مآسي السنين التي تعصفُ في العراق خلال التحدي بحريّة الخطاب وإن كان الصوت على أية حال من ميسان شجي ، نأمل أن يكون صوتا إنسانيا فعالا مثلما نأمل أيضا أن يتحصل الكتاب في قراءته على المُشاركة المعززة أهداف السعي للاتصال مع الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟