الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقولة نهاية المثقف بين الواقع والخيال

محمد بلمزيان

2021 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بينما كنت بصدد النبش في أرشيف قديم من سجل المساهمات والمقالات التي نشرتها في بعض الجرائد والمجلات المحلية والوطنية، والتي ضاع الكثير منها في ظروف مختلفة، وقعت عيناي على مقال نشر لي على أعمدة جريدة (لإتحاد الإشتراكي ) ضمن ملحقها الثقافي الأسبوعي عدد : 5537 بتاريخ 1998/10/09 في صفحة" قضايا ثقافية " حينما كانت هذه الجريدة منبرا مهما لطرح قضايا ثقافية وفكرية للنقاش على قدر كبير من الأهمية وفضاءا مهما لنشر الإبداعات المختلفة، وكنا مداومين على اقتنائها الى جانب جرائد أخرى كانت تضطلع بممة نشر المعرفة الجادة في تعدد مستوياتها وأجناسها، ونظرا لكون هذا المقال قد مر عليه ما يزيد عن عقدين من الزمن من الآن إلا أنه ما يزال يحافظ على راهنيته، ولذلك ارتأيت إعادة نشره لما يتضمنه من أسئلة تراوح مكانها بل ولا تزال تستجدي البحث عن أجوبة لها ولو اختلفت السياقات ورغم مرور مياه كثيرة تحت الجسر، فهي ما انفكت تطرح في الكثير من المنابر والمتديات للنقاش، وفيما يلي نص المقال.
******************************************
تكاثر الحديث في السنوات الأخيرة ولا يزال في الساحة الفكرية العربية عن { نهاية المثقف } و { نهاية الثقافة} الى درجة تم تقديم صورة { المثقف } في وضعه الراهن في أحلك صورة كفاعل رمزي، لم يعد يمتلك القدرة على توصيل خطابه بالسكل الذي كان عليه سابقا أو كما كان يحلم في قرارة نفسه، وعجزه بالتالي عن تقديم البديل، ولعل هذه الكتابات قد متحت من ثقافة المجتمعات الغربية الما بعد الصناعية ترسانة مفاهيمها التي راحت تنادي على غرار { نهاية التاريخ} و { نهاية الإيديولوجيا} و { نهاية الإنسان } و { نهاية المثقف } ...
وإذا كان انطلاق هذه الفكرة من عقال الحضارة الغربية التي أصبح فيها الإنسان يتلذذ بما أنتجته ثقافته في إطار الحداثة وما بعدها، فإن بعض الصيحات على صعيد الوطن العربي لم تسلم من الوقع في نفس التيهان والإنزياح نحو متاهات تحليل أفضى الى تحميل المثقف بما لا طاقة له بالقضية وقد على أنه المسؤول عن الوضعية التي آل إليها المجتمع برمته .
لقد تابعت منذ مدة بعض الكتابات المهتمة بهذا الطرح الآتية من الشرق فلم أكن أوثر الخوض فيها لسبب بسيط وهو أن تلك الدعاوى بقدرما تحاول تشخيص واقع المثقف فهي تقوم بفصله عن آليات وشروط إنتاج الثقافة ونشرها في الشروط الإجتماعية ولاسياسية وفي خط تماس مع متعين زماني ومكاني محددين، الشيء الذي يؤدي الى إفراز تفكير مفصول عن واقعه الحي والحميم، وبالتالي إطلاق أوصاف من قبيل العجز والفشل والموت الى غير ذلك من النعوت المبالغ فيها، والحال أننا في إطار البحث عن الأسباب وهي ( إيديولوجية) التي دفعت بهطا الطرح الى الإنوجاد) لا نكاد نعثر في تلك الكتابات على بوصلة للإستيعاب المتين لدواعي انطفاء ضوء المثقفف بين الأمس واليوم بشكل يضع النقط على الحروف ويزيل الغمة عن الرؤية، مما جعل مقولة{ نهاية المثقف}








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة