الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة مع الغارات الجوية الإسرائيلية على اللاذقية

محمود جديد

2021 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بقلم محمود جديد

واهمٌ ، أو جاهل مَنْ يتوقّع بأنّ روسيا جاءت لحماية الأرض السورية من اعتداءات إقليمية ، أو دولية. وإنّما في الحقيقة اقتصر دورها على دعم الجيش السوري، ومشاركته في قتال الفصائل المسلّحة المتطرّفة ، والإرهابية داخل حدود سورية دفاعاً عن الأمن القومي الروسي، كما صرّح بوتين بذلك عقب التدخّل الروسي في سورية عام 2015، بما فيها - طبعاً - مصالح الروس المباشرة في سورية، وخاصة خشيتهم على قاعدتهم البحرية في طرطوس الوحيدة المطلة على البحار الدافئة ( هذا قبل إقامة القاعدة الجوية في حميميم ) ، وخوفهم من سقوط سورية بيد التطرف الإسلامي، ثمّ الإسراع في سقوط العراق التي كانت في صراع مرير مع داعش، وبعد ذلك قد تتالى أحجار "الدومينو" إلى إيران، والجمهوريات الإسلامية الأخرى المجاورة، والتي كانت جزءاً من مكوّنات الاتحاد السوفياتي السابق، وانتقال الصراع إلى داخل الجمهوريات والمكونات الإسلامية الموجودة ضمن الاتحاد الروسي الحالي ، حيث يوجد 16 مكوّناً يتمتع فيها المسلمون بالأغلبية السكانية .
ومنعاً للاصطدام مع المتدخلين الدوليين في سورية حرص الروس -وسواء أعجب البعض ، أم كره - على التنسيق مع الأمريكان، والإسرائيليين ، والأتراك الذي يضمن عدم الاصطدام المباشر مع أحدهم ، وتوسّع دائرة الاشتباك ، وتحوّله إلى حرب .. وعندما أخطأ الأتراك، وأسقطوا طائرة روسية كان ردّ بوتين عنيفاً وسريعاً ، وبالتالي ، فإنّ مسؤولية الردّ تقع على عاتق النظام السوري بالدرجة الأولى، وثمّ حلفائه المعادين للكيان الإسرائيلي ، ومهما كانت تقديرات النظام السوري الخاصّة به ، غير أنّ ترك الأجواء والأهداف السورية العسكرية والاقتصادية مستباحة للاعتداءات الإسرائيلية التي ندينها بأشد العبارات، غير مفهومة ، وليست مبررة حسب رأينا ، لأنّها ستستمر ، وقد تزداد وتيرتها ، مادام العدو الإسرائيلي لا يكلّفه عدوانه سوى ثمن الصواريخ ، وقد تكون مجاناً مقدمة من أمريكا ، كالعادة ..
ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، لماذا المقاومة في غزّة المحاصرة التي مساحتها لا تتجاوز الشريط الساحلي الممتد من بانياس حتى مدينة اللاذقية تستطيع الردّ الموجع الذي يردع ؟ والأمر ينسحب على المقاومة اللبنانية أيضاً ( حزب الله )المقيّد بقيود داخلية سياسية ، واقتصادية خانقة .. ومن جهة أخرى، أينَ وسائط الدفاع الجويّ السورية ؟ ، ولماذا لم تلاحق الطيران المعادي، أو تُسقِط بعضاً من صواريخه كما جرت العادة في المنطقة الجنوبية ؟ ولو سقط صاروخ سوري واحد في ميناء حيفا، أو حتى ولو تعثّر وصوله إلى هناك لأي سبب ، لعدّ العدو الإسرائيلي للألف قبل أن يكرّر اعتداءاته ، " فما حكّ جلدك غير ظفرك " .
ولكن الذي يدعو للأسف أيضاً ، عندما ينبري كتاب سوريون معارضون لكتابة مقالات ، وكأنّهم يعرفون محتوى الحاويات ، ويدّعون بأنّها مليئة بالأسلحة، ومرفأ اللاذقية التجاري يستقبل المسلحين التابعين لإيران وذخائرهم ، وبذلك شاؤوا أم أبوا ، عن حسن نيّة، أو سوئها يوجدون المبررات للاعتداءات الإسرائيلية ، بينما من المفروض والواجب أن لا نتردد في خياراتنا ، والإعلان الواضح عن شجبنا وإدانتنا إذا كان المعتدي على الأرض السورية هو الكيان الصهيوني المحتل للأرض العربية...
في : 28 / 12 / 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم