الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محرر عفرين نت الأستاذ عارف جابو الحرية شرط أساسي وضروري لنجاح أي إعلامي أو وسيلة إعلامية :

حسين أحمد

2006 / 8 / 31
الصحافة والاعلام


في الحقيقة كان لا بد من الخوض في مسألة الإعلام الكردي بشكل أو بأخر, وكان من الضروري أيضا تسليط الأضواء عليه والنبش فيه ولاسيما في هذه المرحلة الحساسة بالذات من تاريخ والظروف التي يمر بها الشعب الكردي من خلال طرح مجموعة من الأسئلة على أصحاب الاختصاص ومن يهمه الأمر في هذا المجال لمناقشتها والتحدث فيها بغية الوصول إلى قواسم مشتركة في رؤى منطقية حول مفهوم الإعلام وأهميته الحضارية والثقافية والإنسانية و ما يترتب على ذلك النهوض بالشعوب في شتى مناحي الحياة وخاصة الشعب الكردي التواق إلى حرية الاعلام والصحافة .من هذا المنطلق كان لا بد من طرح هذه الأسئلة. قد تبدو هذه الأسئلة مقلقة للبعض إلى حد ما كما قال احد الإعلاميين الكرد البارزين, ولكن هي بالتأكيد محاولة جادة وصادقة في تحريك وتيرة التقدم ورقي في هذا المجال.
س- هل بإمكاننا القول أن هناك إعلاماً كوردياً بالمفهوم الحقيقي أي الحضاري,والثقافي,والمهني كما يجب أن يكون أم ما نقرؤه مجرد كتابات وأخبار وعناوين ودعايات لا أكثر ولا اقل ..؟!
ج- بداية شكراُ لهذه اللفتتة الكريمة، والاسئلة المطروحة حول الاعلام الكردي ولو أنها قلقة أو أن بعضها غير دقيقة إن صح التعبير.
إن الاعلام كان وما زال يلعب دورأ هاما في حياة المجتمعات ويؤثر فيها إلى حد بعيد، وخاصة إذا كانت شروط النجاح متوفرة، وأكثر من ذلك بات الاعلام في الدول المتقدمة يمثل إحدى السلطات التي تؤثر على السلطات الاخرى، بل حتى مراقباً ومتابعاً لآعمالها، وأحياناً كثيرة صانعاً لرجالات السلطات الأخرى.
هكذا وإجابة على السؤال، إنني لا أتفق مع القول بوجود إعلام حقيقي وغير حقيقي أي مزيف، أو حضاري وغير حضاري، أو ثقافي... الخ، إنني أرى هذه التعابير غير دقيقة. الاعلام اعلام، فهل يمكن أن نقول عن صحيفة أو مجلة أنها حقيقية وأخرى غير حقيقية أو مزيفة؟ كذلك بالنسبة لوسائل الاعلام الاخرى، فالاعلام اعلام. ولكن يمكن أن نقول عن وسيلة إعلامية أو عن الاعلام بشكل عام بأنه متطور ومواكب للزمن، أو أنه غير متطور وغير مواكب للعصر، ولا يؤدي الدور المرجو منه، أو أن أدائه ليس بالمستوى المطلوب وبالتالي ضعيف التأثير.
وإذا نظرنا إلى الاعلام الكردي وأدائه، وأردنا تقييم دوره وتأثيره: يجب أن ننطر إليه في السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي ينشط فيه الاعلاميون الكرد في الوسائل الاعلامية الكردية القائمة، التي يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة بها.
عدا عن ذلك، لا يمكن أن نقيّم الأداء الاعلامي بمختلف أنواعه بنفس الطريقة والمقاييس والرؤية. إذ أن الاعلام المقروء عمره أكثر من قرن، والمسموع نصف المدة تقريباً، والمرئي حوالي الربع قرن، أما الانترنت فقط عدة سنوات، وبالتالي لا يمكن أن يكون التقييم واحداً لأن تراكم الخبرة يلعب دوراً هاماً في في أداء وتطور الاعلام بمختلف أنواعه. وبما أن المقام لا يتسع لتقييم كل وسيلة على حدا بموضوعية، هذا ناهيك عن القدرة على الاحاطة بذلك حيث لا تتوفر لدي امكانية ذلك. ولكن يمكن القول ومن خلال ممارستي ومتابعتي الاعلامية وخاصة الويب، أقول هناك اجحاف وعدم دقة إن اختصرنا الاعلام الكردي وبمختلف وسائله إلى مجرد عناوين ودعايات أو غير ذلك من التعابير غير الدقيقة وغير الموضوعية. صحيح أن الاداء مختلف ومتفاوت والمستوى ليس واحداً، فيمكن القول أنه ليس بالمستوى المرجو الذي يطمح إليه المرء ويحتاج إلى دفع وتطوير. رغم ذلك وفي السياقات التي ذكرناها والتي يجب أخذها بعين الاعتبار، فان الاعلام الكردي نسبياً ومقارنة باعلام الاخرين جيد أداءً ومستوى.
س- برأيك هل استطاع الإعلام الكوردي أن يواكب المرحلة الراهنة, وخاصة في ظل الثورة المعلوماتية الهائلة وأجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية..؟!
ج- جزئياً وإلى حد ما، نعم، وخاصة المستقل منه أي غير المرتبط بجهة ما. أما الآخر أي غير المستقل فان تطوره ومواكبته للعصر مرتبط بتطور تلك الجهة وممثليها القائمين على تلك الوسيلة الاعلامية، وبالتالي إذا كان (وليّ النعمة) وصاحب الامتياز مواكباً للمرحلة الراهنة قإعلامه أيضاً، والعكس صحيح.
س- كيف يمكن للإعلام الكوردي الذي بات يترنح تحت وطأة الضربات المسمومة والقاتلة التي تشنها الأقلام المعادية وبطريقة إعلامية بحتة دون الوقوع في فخاخ تلك الأقلام التي غالبا ما تغادر ساحة الإعلام حيث لا يعلو صوت على صوت الحق والحقيقة ..؟!
ج- ليس غريباً أو مستبعداً أن يتم استغلال مختلف الوسائل الإعلامية من قبل البعض للنيل من خصومهم ومحاربتهم، والشعب الكردي وإعلامه ليس استثناءاً، حيث يتعرض هذا الشعب وقضيته العادلة للتشويه والمحاربة بشتى الوسائل سواء إعلاميا أو بغير ذلك من الوسائل.
ولكن بما أننا أصحاب حق مشروع، لنا وسائلنا المشروعة أيضا لندافع عن أنفسنا ونحصّل حقوقنا. ومن تلك الوسائل الإعلام الذي بات اليوم اللاعب الأساسي في كسب الرأي العام وتأييد الآخرين. ويمكن للإعلام الكردي أن يقوم بدوره في هذا الإطار حين يتسم بالموضوعية والجدية والمسؤولية في الطرح والنشر، والارتقاء بالخطاب الإعلامي إلى مستوى أعلى بعيداً عن لغة الخطابة الحماسية والرتابة والشعاراتية الرنانة. لغة تتسم بالموضوعية والحرفيّة والدقة.
س- لعل من أكبر أسباب نجاح الإعلام في الدول المتحضرة على المستوى الإنساني والتقني هي الحيز الكبير الذي يتمتع به صانعو الإعلام من الديمقراطية والحرية والمناورة . اذا فكيف يمكن للإعلامي الكوردي أن يمارس مهنته كصحفي وكاعلامي بكامل الاستقلالية في ظل الظروف الصعبة وغير العادية بنجاح ..؟؟!
ج- لا شك أن الحرية شرط أساسي وضروري لنجاح أي إعلامي أو وسيلة إعلامية، إلى جانب الشروط الاخرى التي لا بد من توافرها والتي ليست مدار البحث هنا.
فبقدر ما تكون الحرية متوفرة وتُمارس بشكل عملي ومسؤول، بقدر ما يكون النجاح حليفاً للاعلامي في عمله، وفي هذا المجال لا بد من التنويه إلى ضرورة ممارسة الحرية بمسؤولية ووعي، فالحرية لا تعني الفوضى و(الخربطة)، طبعاً هذا الكلام ينطبق على الاعلامي الكردي كما على غيره.
أما بشأن الاستقلالية، فإنها ضرورية أيضاًَ؛ ولكنها ضرورية للوسيلة الاعلامية أكثر مما هي للاعلامي. والاستقلالية تعني أن لا تكون الوسيلة في وجودها مدينة لجهة معينة، لأنها بذلك ستخضع لها وتقع تحت رحمتها وبالتالي عليها أن تروج (بضاعتها الكاسدة) وتتحول إلى بوق دعائي لوليّ النعمة.
ولكن بالنسبة للاعلامي يجب أن يتحلى بقدر كبير من الحيادية والموضوعية في تناوله للأمور، وإن كان له كما لكل إنسان الحق في ابداء وجهة نظره والتعبير الحر عن رأيه.
حاوره..حسين أحمد : عامودة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة