الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة اربيل والاستثمار السياسي ليهود السبي الآشوري البابلي

سليمان يوسف يوسف

2021 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


مراجع تاريخية عديدة ، منها (كتاب التوراة - العهد القديم من الإنجيل- نبوة إرميا 52: 28-30)،تؤكد على أن تاريخ اليهود في (بلاد ما بين النهرين – العراق) بدأ مع السبي الآشوري البابلي ليهود بني إسرائيل (العبرانيون )، في القرن الثامن قبل الميلاد. حيث تم نقل عشرات الآلاف من الممالك اليهودية (يهوذا والسامرة )الى بابل و نينوى و اربيل ومدن آشورية أخرى. أكبر عمليات السبي لليهود جرت في عهد ملك بابل (نبوخذ نصر - 597 ق.م ). الملوك الآشوريين والبابليين وهبوا لليهود المسبيين أخصب الأراضي ومنحوهم أوسع الحريات في العمل وممارسة طقوسهم الدينية. فعظم شأنهم في المجتمع الآشوري البابلي . وأصبحت الآشورية لغتهم في القراءة والكتابة ودخلت في صلواتهم وطقوسهم وشعائرهم الدينية. بسقوط نينوى 612 ق.م ومن ثم بابل 539 ق.م، على يد ملك الفرس(كورش)، سُمح لمن يشاء من اليهود المسبيين للعودة الى وطنهم الأم (اليهوذا والسامرة ) والانتقال الى حيث يشاؤون. من تبقى من اليهود في (بلاد ما بين النهرين – العراق) ، اندمجوا في المجتمع العراقي وساهموا في تأسيس ونهضة الدولة العراقية الحديثة التي تأسست عام (1921) ميلادي .
ما أريد الوصول إليه من هذه المقدمة التاريخية ، أن يهود العراق المعاصرون هم بقايا السبي الآشوري البابلي، لا ينتمون عرقياً لأي من المكونات المجتمعية المتعايشة اليوم في العراق . فهم ليسوا من أصول آشورية بابلية أو عربية ولا يمكن أن يكونوا من أصول كردية ولا من الشبك أو من الصابئة المندائيين . ما يعزز هذه الحقيقة، أن الديانة اليهودية هي (ديانة مغلقة - غير تبشيرية) تعاليمها لا تسمح للآخرين بالانتماء إليها واعتناقها . فالحديث عن وجود " يهود من أصول كردية يعيش أكثر من مائة ألف منهم في اسرائيل " أكذوبة ومغالطة تاريخية، روجت لها (البروباغندا الكردية) - على مبدأ "كرر الكذبة كثيراً ستصبح هي الحقيقة" لـ (جوزيف غلوبز) مسؤول الدعاية السياسية لهتلر إبان الحكم النازي - حتى نجحت(الدعاية الكردية) في اصطناع "مظلومية كردية تاريخية" من خلال تضليل الراي العام في كثير من القضايا ،السياسية والتاريخية وفي تصوير الأكراد، الوافدين الى العراق في منتصف القرن التاسع عشر من جبال زاغروس الايرانية، على أن وجودهم قديم ولهم جذور تاريخية حضارية في العراق.
الإسرائيليون يعلمون حقيقة (السبي الآشوري البابلي لليهود) وكل ما يتعلق بيهود العراق . لكن، لحسابات ومصالح سياسية ، هم يعزفون على (الوتر الكردي) في بعض المسائل والقضايا التاريخية، بغض النظر عن مدى صحتها ، كمسألة المزاعم الكردية بوجود " أكراد يهود ". القوميون الكرد وجودوا في (يهود السبي الآشوري البابلي ) مادة دسمة للاستثمار السياسي في ميدان العلاقات ( الكردية – الإسرائيلية ) وكسب تأييد الإسرائيليين لتطلعاتهم القومية . قبل أيام من استفتاء أكراد العراق على الانفصال، الذي جرى( 25 ايلول 2017) وأيدته إسرائيل على لسان رئيس الوزراء آنذاك ( بنيامين نتنياهو)،مجلة نيوزويك الأميركية كشفت عن " أن زعيم إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني وافق على عودة نحو مئتي ألف يهودي إسرائيلي من أصل كردي لإعادة توطينهم في إقليم كردستان العراق، وذلك ضمن صفقة سرية مقابل دعم إسرائيلي لانفصال الأكراد" . لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن الكردية . رفض إقليمي ودولي لإقامة دولة كردية. الاستفتاء دفع بالجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي لشن هجوماً على القوات الكردية (البشمركة) وتحرير مدن وبلدات في الشمال العراقي كانت تحت سيطرة الأكراد ، أهمها مدينة (كركوك) النفطية.
العلاقات (الإسرائيلية – الكردية) ، ليست بجديدة . هي تعود الى أيام الزعيم الكردي المرحوم (الملا مصطفى البرزاني) واستمرت سراً بعد رحيله مع ابنه(مسعود البرزاني) الرئيس الحالي لحزب الديمقراطي الكردستاني . الشاهد على هذه العلاقة ، المستشار السياسي لمصطفى البرزاني، ( محمود عثمان) في مقابلة له مع جريدة الحياة اللندنية، يقول " أن العلاقات مع اسرائيل بدأت منذ ستينات القرن الماضي.. لقد زرت اسرائيل مرتين برفقة الملا مصطفى البارزاني في عامي 1968 و1973 طالبين السلاح والمساعدة في فتح قنوات اتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية" . وحول زيارة مسعود البارزاني إلى إسرائيل, يقول عثمان "حسب معلوماتي قد زارها ثلاث مرات وولده مسرور دائم السفر إليها ". بعد حصول الأكراد على حكم ذاتي في عراق فدرالي بموجب دستور 2005، فرضته ظروف الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، الزعامات الكردية العراقية لم تعد تتردد بالتعبير عن رغبتها في توطيد وتعزيز العلاقة مع اسرائيل، لإدراكها بأن (الطريق الى واشنطن يمر من تل أبيب ) ،لما لإسرائيل من نفوذ قوي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ناهيك عن أن هذه الدولة الصغيرة (إسرائيل ) باتت قطبا عسكريا واستخباراتيا محوريا في المنطقة.
في إطار الاستثمار السياسي لليهود العراقيين، في التقرب من اسرائيل ، تعمدت (حكومة اربيل) إحياء ذكرى مقتل مئات اليهود في العاصمة العراقية بغداد في حزيران عام 1941، المذبحة التي تعرف بأحداث "الفرهود"، بافتتاح ممثلية خاصة بـ(الأقلية اليهودية) الصغيرة المتبقية من السبي البابلي الآشوري في الشمال العراقي وتعيين ممثلاً عنها في وزارة الشؤون الدينية في حكومة إقليم "كردستان العراق". خلافاً لرغبة الحكومة الاتحادية المركزية في بغداد وتحدياً لقوانين العراق، التي تُحرم وتُجرم " التطبيع مع اسرائيل" ، احتضنت حكومة اربيل مؤتمر "السلام والاسترداد" في الرابع والعشرين من شهر أيلول الماضي. المؤتمر عقد برعاية المركز الأمريكي لـ (اتصالات السلام) يترأسه الأمريكي "جوزيف براودي" وهو من أصول يهودية عراقية. شارك في المؤتمر نحو 300 شخصية عراقية. عبَّر المشاركون عن آمالهم وتطلعاتهم بتطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتعرف على 10 أسوء فيديو كليبات غنائية على طريقة بدر المرحة و


.. تل أبيب غاضبة من اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين.. ما ردود ا




.. جثمان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحط في مشهد


.. بلينكن يحث مصر على مراقبة المساعدات إلى رفح




.. ارتفاع عدد شهداء العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين إلى 12 ش