الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكون العراقُ لبنانَ آخر.. شارد الذهن

عماد عبد اللطيف سالم

2021 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


رئيس جمهورية كردي، مع نائبين، أحدهما سُنّي، والآخر شيعي.
رئيس مجلس نوّاب سًنّي، مع نائبين، أحدهما شيعي، والآخر كردي.
رئيس مجلس وزراء شيعي، مع نائبين، أحدهما كردي، والآخر سُنّي.
مجلس وزراء، لا يقلُّ عدد وزراءهِ(من مختلف الملل والنِحَل والطوائف والمكونّات و"الزعامات")عن ثلاثينَ وزيراً.
يمتدُّ هذا التوزيع "المُحاصصاتي" للسلطة والثروة ليصلَ إلى "تقاسم" الدرجات الخاصة، و وكلاء الوزارات، والسفراء، وقادة الجيش، ورؤساء الجامعات، وعمداء الكليّات، ورؤساء الهيئات المُستقلّة، والمدراء العامّين.. ولاعبي المنتخب العراقي لكرة القدم !!!
هذه "وصفة" للخراب.
هذه "منظومة" لن تتمكّنَ أبداً من بناء "دولة"، وإعمار "وطن"، و"ترميمِ" مُجتمَعٍ مُنقَسمٍ على ذاتهِ ، لألفِ سببٍ و سبب.
هذه هي "قصّة" النموذج اللبناني، الماثلة أمامنا بوضوح بعد 75 عاماً من "استقلال" لبنان.. وحيثُ لا شيء للبنانيّين من لبنان.. لا ماء ولا دواء ولا كهرباء ولا غذاء ولا مكب للنفايات.. لا استقرار، ولا أمن داخلي، ولا سلام خارجي .. لا سياسة، ولا اقتصاد، ولا تطوّر، ولا تنميّة.. بل ولا "طابوقة" واحدةٍ أُضيفتْ إلى "سويسرا" الشرق الأوسط"الكبير"، الغارق في الجوعِ والفقرِ والبنادقِ والحروب الأهلية.
مضتْ عشرونَ عاماً تقريباً على "تشكيل"العراق" الجديد"، و"تقويض" العراق "البائد".
هل أنتم بحاجةٍ إلى ستّينَ عاماً أخرى، لتصِلوا إلى ما وصل إليه لبنان الآن؟
ثُمّ من قالَ أنّنا أفضلُ من لبنان الآن؟
نحنُ أسوأَ قطعاً بدليل أنّ اللبنانيّين(بما في ذلك ساستهم، وزعماؤهم التقليديون) يرفضونَ أن يتحوّلَ لبنان إلى نُسخةٍ من العراقِ الحاليّ.
إنّ العراق الآن ، هو لبنان آخر .. ربّما .. ولكنّهُ لبنان الـ "شارد الذهن".
وقد يعودُ لبنانُ إلى رشده .. وسيعود .. فهل بوسع العراق أن يفعل ذلك ، ولو بعد حين؟
إذا كان الأمر كذلك (وأنتم مُصِرّونَ على أن يبقى العراق كذلك ، شاردَ الذهن أبداً).. هل تعتقدون أنّ العراقيّين سيصبرونَ على عبثكم بمصائرهم، لأربعِ سنواتٍ قادمةٍ أخرى؟
إذا كان بوسعكم الحُكمَ بهذه الطريقة، والتحكّم بالعراق والعراقيين على وفقها(مع ضمان صمتنا وخضوعنا ورِضانا)، فأهلاً ومرحباً بكم بيننا، ومعنا.. إلى أن تقوم القيامة.
إذا كان الأمرُ كذلك ، فـ "نحنُ" نستحِقُّ ذلك .. ومن يُريدُ الشكوى، فليذهب إلى الله، وليس إلى "ساحاتِ التحريرِ"، التي لن تُحرِّر أحداً إلاّ بقتله.
نعم .. لنذهب إلى الله.. فهو نِعْمَ "المولى".. لنا ولكم .. و نِعمَ "النصير".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد 9 أشهر من الحرب.. ماذا حدث في غزة؟


.. أبو عبيدة: محور وسط القطاع المسمى نتساريم سيكون محورا للرعب




.. 10 شهداء على الأقل في استهداف الاحتلال لمنزل مأهول في منطقة


.. قطاع غزة.. حياة الأطفال مهددة بسبب نقص الدواء والغذاء




.. تفاعلكم | صدمة.. حقائب البراندات العالمية لا تكلف صناعتها أ