الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسر اللَّوْز 37

علي دريوسي

2021 / 12 / 31
الادب والفن


أعتقد أن الكثير من الناس قد مرّ بتلك المرحلة أو سيمر بها قريباً، حيث تنقلب وتتبدل وتتغير فيها جملة العواطف والأفكار والمفاهيم والرؤى والمعتقدات ومعاني الرموز. ما كنا نراه في الماضي رائعاً وجديراً بالاحترام نراه لاحقاً ـ حين ننضج ـ قبيحاً لا يستحق إمعان تفكيرنا وإعجابنا، أو العكس طبعاً. يحدث أحياناً أن نُعجب حتى البكاء بمناضل سياسي يحمل العصا في مرحلة ما ثم نرفضه ونحتقره في مرحل لاحقة حين نراه يمتطي بندقية.
لا أعتقد أن هناك من يختلف معي في نظرتي هذه.
وهذا ما حدث معي في نظرتي إلى إيمان.
خلال انشغالي بها بعد موتها صارت رؤيتي إليها ثلاثية البعد، أكثر عمقاً، في السابق كانت ثنائية البعد، سطحية غبية. مع الأيام تخلصت من تأثير خيوطها العنكبونتية. صرت أرى في شخصها ما لم أكن أرغب سابقاً في رؤيته.
اكتشفت أن المرأة كائن مقرف ولا أقصد كل إمرأة ..
الرجل كائن مقرف أيضاً ولا أقصد كل رجل.
المرأة التي تعمل أعضاؤها بشكل طبيعي لا تتنقل بين شتلات الذرة الحاملة للعرانيس الشهية بطريقة فوضوية.
والرجل أيضاً، الرجل الذي تعمل أعضاؤه بشكل سليم لا يتنقل بين شتلات البندورة المثمرة الشهية اعتباطياً.
اليوم لم أعد أشعر بالتعاطف مع إيمان أبداً، تحررت منها.
رميت كتابها ـ الذي تمنيت أن أحتفظ به ذات يوم حتى الممات ـ إلى موقد النار كي يتحول إلى رماد لا قيمة له.
لم يخطئ ماهر، زوجها الأول، حين نصحها بالتوقف عن محاولات الكتابة كي لا يسخر الآخرون منها.
إيمان غير قادرة على الكتابة حقاً، كتاباتها لا تستحق القراءة، نصوصها سطحية غير مكتملة، قصصها غير قابلة للنشر.
أحد العاميلن في دور النشر الرخيصة هو من تبنى طباعة كتابها كعربون سلام معها بعد أن قضى وطره منها.
إيمان تكتب وكأن ثمة مكابس هيدروليكية تضغط على رأسها بغية تشكيله، الكلمات لا تنبع من خلاياها بل من إكراه القلم أو لوحة المفاتيح على الكتابة، لعلها أرادت أن توجه رسالة لمن لم يثق بها "ها أنا قد كتبت".
إيمان خانت زوجها الأول ـ بموافقته ـ مع حبيب سابق لها، وضعت زوجها تحت خط النار، ما زال حائراً إن كان الولد منه أم من حبيبها السابق، وهذا ما كان يدفعه لنيكها الحاقد ـ برضاها ـ من مؤخرتها بشكل يومي انتقاماً منها كمن يمارس العادة السرية انتقاماً من النساء اللواتي لا يستطيع أن يلتقيهن في الواقع.
حين التقينا في محطة القطار لأول مرة اِلتهمتني ...
ولجتني من اللحظة الأولى!

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟