الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشجار أسترالية مُدرجة في قائمة التراث الوطني.

دينا سليم حنحن

2021 / 12 / 31
الادب والفن


تعلمنا من أجدادنا، أن نزرع شجرة، وألا نقلع شجرة.
تتمتع قارة أستراليا والجزر التابعة لها، بكثرة الغابات والأدغال القديمة والمُعمرة، نمت فيها وعلى مرّ العصور أشجار غريبة ومتميزة، سوف أختار ثلاثا منها زرتها بنفسي والتقطتُ الصور الشخصية.
شجرة Eagle Street Fig Trees في بريزبن:
نزلتُ من المركب النهري في محطة تدعى (ريفير سايد)، مكان فائق الجمال، وتدرجت حيث قادتني قدماي، وصلتُ إلى ما كان يعرف بمركز المدينة قديما، فيه انتظرت قوافل من الخيل بالعربات أقلّت القادمين إلى النواحي التي كانت ما زالت مأهولة بالسكان الأصليين، الذين اتخذوا الطبيعة لهم مسكنا، وسكن بعضهم الخيام البدائية حول نهر بريزبن.
استقل الرجل الأبيض عربات خيل للتنقل السريع برا، وكانت محطة العربات الوحيدة، تدعى الآن Eagle Street Fig Trees.
غرس رجل أسترالي (بيل والتر) سنة 1889، ثلاث شجرات داخل حديقة، على شكل مثلث أدرجت فيما بعد في قائمة التراث لمدينة بريزبن.
مع تعاقب السنوات، نزلت فروعها إلى الأرض وكوّنت جذورا جديدة وعميقة، فخرجت فيما بعد أشجار وليدة جديدة سمت إلى أعلى مُشكّلة عبرها مشاهد في غاية الروعة، وعندما تشابكت الأغصان مع الجذوع الداعمة الرئيسة أصبحت تبدو مثل المظلة، والأشجار من فصيلة التين البري الأبيض، منتشر في حدائق المدينة الجميلة اليوم، تستمد الشجرة الغذاء من الجذور التي تقوم بجمع الرطوبة داخل سيقان قوية ومُعمرّة، وتقوم بتوزيعها في حالات الجفاف في فصل الصيف الحار الذي تتميّز به ولاية كوينزلاند.
لنذهب إلى كيرنز شمال الولاية - شجرة Cathedral Fig Tree
ما أزال في حدود ولاية كوينزلاند، سميت الشجرة العملاقة بالكاتدرائية، بسبب شكلها المتقن والمعقد، تشكيلها فخم يشبه الكاتدرائية، وكأنها تاج في الأفق، حجمها باتساع حوضي سباحة أولمبيين، ويبلغ ارتفاعها حوالي 50 مترًا، مُذهلة وعظيمة ويبلغ عمرها 500 عام.
بينما تتجول على طول الممر الذي أقيم حولها، تبقى تحدّق في الجذور، أغصانها مثل المظلة، ذات قاعدة واسعة وعملاقة، وموجودة على طرف الطريق المؤدية إلى الغابات المطيرة، كلما درتَ حولها اكتشفت المزيد من المعلومات الإضافية عن الحياة البرية العجيبة.
موجودة داخل منتزه دانبولا الوطني، على بعد 70 كيلومترًا من كيرنز، وتعد من التراث العالمي، لأنها تشتهر بجمالها الطبيعي والاستثنائي، وتبقى محط أنظار السياح ومتتبعي نشأة الكون في سجل الحياة، والتاريخ التطوري والتنوع البيئي الرائع.
شجرة Elm tree داخل متنزه في مدينة Launceston تسمانيا
من الملفت للنظر في جزيرة تاسمانيا، الألوان الزاهية للنباتات، والزهور التي لا يمكننا رؤيتها في مناطق عديدة داخل قارة أستراليا، بما أن تسمانيا تتمتع بطقس مناخي بارد وبعيدة عن خط الاستواء، هكتارات مزروعة تلقائيا بأشجار مدهشة بألوان باهرة، لكن ما لفتني هو تخليد ذكرى ميلاد الإنسان بزرع شجرة لأبنائه وسلالته التي ستأتي من بعده تعبيرا عن الامتنان، والمحبة للزوجة الوليدة التي وضعت طفلتهما بعد سنوات من الانتظار، وذلك عندما قام أحد الآباء بزرع شجرة خالدة سنة 1903، تابع الأب نموها واعتنى بها شخصيا، ويقال إنه قام بسقيها قبل وفاته بعدة ساعات، وكأنه أراد منح المزيد من الحياة لنفسه.
لكن رغم ما تركه في وصيته من حث على الاعتناء بها، لم يقم الأحفاد بواجب الأبوة وأهملت تماما، لكن بقيت جذورها راسخة حتى قررت البلدية إنشاء حديقة عامة، لتكون الشجرة المذكورة في المدخل الرئيس تخليدا لاسم الرجل وزوجته، كتبت الأسماء في إعلان علّق على جذعها، يقرؤه كل من قام بزيارة الحديقة، والأجمل أنها وضعت داخل حدود مقهى، ومطعم شهير ومعروف باسمها.
المحبة شجرة، والولاء شجرة، والخلود شجرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا